مشرف عمال وشقيقته يقتلان «عاملة مشتل» ويلقيان جثتها فى الترعة

المجنى عليها
المجنى عليها

إيمان البلطي

  لكي تساعد زوجها، وتعينه في نفقة البيت، خرجت «عفاف» للعمل فى المشاتل، وزراعة الشتلات، تعرفت على العمل عن طريق «ناصر»، والذي يعمل مشرف عمال، والذي كان يقول لها بأنه يسمح لها بالعمل معه رفقة بحالها وحال زوجها، لكن بعد ذلك اتضح أن «ناصر» كان يخطط لجريمة خطيرة، وهو ما حدث بالفعل، عندما قتلها بمعاونة شقيقته ليسرقا منها الحلق.. تفاصيل تلك الجريمة البشعة التي شهدت أحداثها قرية كفر قورص، التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، في السطور التالية.

كانت المؤشرات الأولى في الجريمة غامضة، وغير مفهومة، خرجت «عفاف»، صاحبة الـ42 عامًا، من بيتها وآخر من تحدثت معه زوجها، أخبرته أنها ذاهبة للعمل، ومشرف العمال، الذي كان يتابع عملها، نفى أنها قد حضرت للشغل، إذًا أين ذهبت الزوجة؟
حتى يتم الإجابة عن هذا السؤال، استعانت الأجهزة الأمنية بكاميرات المراقبة، وتم تتبع خط سير «عفاف»، وتبين - وفقًا لما رصدته الكاميرات -  أن الزوجة ذهبت إلى عملها، وخرجت منه بصحبة «ناصر»، مشرف العمال، وشقيقته.
بدأت خيوط الجريمة تنكشف شيئًا فشيئًا، فـ»ناصر»، الذي أبلغ الزوج أن زوجته لم تحضر، كان يكذب، وعليه، كل الاتهامات عن اختفاء «عفاف» كانت تحوم حوله، وحول شقيقته. عليه، تم إصدار إذن نيابي بالقبض على «ناصر» وشقيقته، للتحقيق معهما، وبالضغط عليهما بدأ الاثنان في الاعتراف.

بداية الواقعة
تفاصيل الواقعة من بدايتها، وما جاء في اعتراف «ناصر» وشقيقته، يحكيه شقيق زوج «عفاف»، إبراهيم أبو النور، لـ»أخبار الحوادث» قائلًا: «منذ 20 عامًا تزوج أخي من زوجته، وبعد 11 عامًا من الزيجة رزقهما الله بمولودته الأولى، فاطمة، ولأن أخى كانت ظروفه المادية ليست على ما يرام، خرجت زوجته للعمل لتساعده في نفقة البيت، وبالفعل كانت تعمل في المشاتل وزراعة الشتلات، عن طريق «ناصر»، الرجل الذي كان يعمل مشرف عمال، والذي سمح لزوجة أخى أن تعمل معه بحجة أنه يساعد شقيقي، وأنه يرأف بحاله».

أضاف: «العمل مع «ناصر» في بدايته كان مربحا، وعليه واصلت زوجة أخى العمل عنده دون أن تفكر في ترك العمل، لأنها تدرك أن زوجها يتقاضى مرتبًا قليلًا في عمله، لن يكفى احتياجات البيت، ولن يفي احتياجات ابنته، ولم يفكر أحد فينا في إقناع «عفاف» ترك العمل لأننا كنا نعرف «ناصر» حق المعرفة، ولأنه كان مقربًا من أخي ومني، ودخل بيتنا أكثر من مرة، وعلاقتنا معه كانت علاقة صداقة وأخوه وجيرة».
استطرد قائلا: «يوم الواقعة، اتصل «ناصر» بزوجة أخي، عفاف، وأخبرها أن هناك عملا ينتظرها، حينها وافقت وقالت له إنها ستحضر صديقتها معها ليتقاسما معًا الرزق، خصوصًا وأنها تعرف حاجة صديقتها للمال، لكنه رفض متعللًا بأن العمل الذي يطلبه يكفي القيام به شخص واحد، وأنه لن يحتاج غيرها، حينها على مضض وافقت «عفاف» وأخبرته أنها ستنتهي من أعمال المنزل وستحضر على الفور، وأخبرها أن تحضر إطعام الإفطار لهما وهي في طريقها إلى العمل».

ترعة النجار
استكمل: «بالفعل اشترت زوجة أخي الإفطار وذهبت به إلى العمل، وبعد الانتهاء من العمل، طلبت أجرتها لتعود إلى البيت لتحضر طعام الغداء إلى زوجها، لكن «ناصر» وشقيقته قالا لها إن أموالها موجودة عندهم في البيت، وأقنعوها أن تذهب معهما إلى البيت لتأخذ أجرتها، وليحتسوا الشاي في المنزل».
أوضح شقيق المجني عليها: «وافقت زوجة أخي ولم تتردد في الذهاب معهما، لأنه مثلما أوضحت من قبل، علاقتنا مع «ناصر» علاقة طيبة، وزوجة أخى كانت تعرفه، ولم يأتي في مخيلتها أن ذهابها إلى بيت «ناصر» وشقيقته سيكون السبب في موتها، وهو بالفعل ما حدث».

عن اعترافات «ناصر» أمام الأجهزة الأمنية، أجاب: «اعترف «ناصر» وشقيقته، أنهما عندما طلبا من زوجة أخي أن تذهب معهما إلى البيت، ووافقت، ذهبوا الثلاثة إلى المنزل، وما أن أغلق الباب عليهم، حتى اعتدى «ناصر» على زوجة أخي بالضرب، وبآلة حادة، وأنها سقطت على الأرض غارقة في دمائها، وبعد أن أدركا من أنها قد فارقت الحياة، سرقا من أذنيها الحلق، ومبلغ مالي كان معها، حوالي 300 جنيه، بالإضافة إلى هاتفها المحمول، وانتظرا بجوار الجثة حتى الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، وأخرجا الجثة بعد أن وضعاها داخل جوال، في تروسيكل، وألقياها في ترعة النجار».
اختتم قائلا بحزن: «نحن نثق في عدالة القضاء، وفي أنه سينصفنا، وأن «ناصر» وشقيقته سيلقيان عقابهما كما يجب أن يكون، فزوجة أخي كانت تتعامل مع شقيقة ناصر على أنها صديقتها، وكانت تتعامل مع «ناصر» على أنه شقيق زوجها، وفي الأخير اجتمع الاثنان ليقتلاها أشد قتلة، من أجل سرقتها، وهم أدرى الناس بحالها وحال أسرتها، ولم تأخذهما بها شفقة أو رحمة، وقتلاها لتترك وراءها ابنة يتيمة ماتت أمها وهي دون الـ10 من عمرها، وزوج مكلوم لا يعرف ماذا يفعل بعد أن قُتلت زوجته».

محضر اختفاء
ما جاء في محضر الاختفاء في بداية الأمر؛ أنه فور أن عاد الزوج ولم يجد زوجته، حاول الاتصال بها لكن هاتفها كان مغلقا، وعليه اتصل بـ»ناصر» ليسأله عن زوجته، وقتها «ناصر» كان قد قتل زوجته وجلس بجوار الجثة يفكر في كيفية التخلص منها وإخفاء جريمته، وحتى لا تحوم الشبهات حوله أخبر زوجها أنها لم تحضر للعمل.
بعد مرور 24 ساعة عن الاختفاء، وتحرير محضر بالواقعة، وتتبع خط سير المجنى عليها والقبض على المتهمين، ومن ثم اعترفهم، وإرشادهم عن المكان الذي ألقوا فيها الجثمان، بحثت قوات الإنقاذ عن الجثة لمدة 6 أيام متواصلة، حتى تم العثور على جثة «عفاف» في مسافة بعيدة عن المكان الذي ألقى فيها «ناصر» وشقيقته، المجنى عليها.
انتهت واقعة قرية كفر قورص، التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، بالقبض على المتهمين وكشف ملابسات الواقعة، وإحالة المحضر إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، والتي أمرت بحبس «ناصر» وشقيقته 4 أيام على ذمة التحقيقات.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 16/3/2023

اقرأ أيضًا|  حبس المتهمين بالتنقيب عن الآثار داخل عقار بالمرج