قلم على ورق

محمد قناوي يكتب: إدارة واعية وجندى معلوم

محمد قناوي
محمد قناوي

أهم أسباب نجاح أى مهرجان سينمائى تتلخص فى التخطيط الجيد وتقديم برمجة فنية متنوعة تضم عروضا سينمائية على مستوى فنى عال وإقامة ورش ومحاضرات فنية واختيار مكرمين جديرين بالاحتفاء بهم والعمل على استقطاب الجمهور، يقابل ذلك ادارة متمرسة وقوية تجيد فن التعامل مع كل عناصر المهرجان وفق رؤية شاملة للعمل الإدارى المكمل للجانب الفنى والمترجم له على أرض الواقع، هذا ما أراه متحققا فى الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان، الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، فقد أحسنت إدارة المهرجان فى اختيار برنامج فنى متنوع ومتميز فى مسابقات المهرجان المختلفة التسجيلية الطويلة والتحريك، ومسابقة الافلام القصيرة، ومسابقة أفلام الطلبة، وتقديم برنامج شديد الخصوصية عن الأفلام العابرة للنوع والتى لم يحتف بها مهرجان فى المنطقة من قبل ليكون مهرجان الإسماعيلية سباقا فى الاحتفاء بهذه النوعية من الأفلام، بالإضافة الى عدد من الورش الفنية يتم تقديمها لأبناء الإسماعيلية ليؤكد المهرجان دوره فى خدمة الإقليم المقام على أرضه.

كما أن إختيار المهرجان لاثنين من السينمائيين المصريين المؤثرين فى صناعة السينما وهما مدير التصوير «محمود عبد السميع»والمؤرخ والناقد السينمائي»محمود علي» لتكريمهما كان موفقا بهذا الاختيار بالإضافة إلى المخرج الأيرلندى مارك كازينز، وجاء حفل الافتتاح الذى أخرجه هشام عطوة بسيطا للغاية وفى نفس الوقت جذابا متماشيا مع طبيعة المهرجان ومعبرا عن هويته وخصوصيته الشديدة دون بهرجة زائفة كما حافظ على ايقاعه السريع طوال الوقت، كما نجح المهرجان فى تحقيق التواصل مع جمهوره وهم أهل الإسماعيلية الذين امتلأت بهم قاعة قصر الثقافة لمشاهدة العروض وحضور الندوات والمؤتمرات الصحفية وتلك ميزة تتوافر للمهرجان ربما لا تستطيع مهرجانات أخرى تحقيقها، لنجد أمامنا دورة ناضجة بكل المقاييس، وتشعر بحالة من التناغم بين إدارة المركز القومى للسينما بقيادة المونتيرة منار حسني، والإدارة الفنية الواعية للمهرجان المتمثلة فى عصام زكريا رئيس المهرجان ورامى المتولى المدير الفنى وفريق عمله، فقد بذلت إدارة المركز القومي للسينما جهودا كبيرة فى توفير كل سبل الراحة للضيوف فى الإعاشة والإقامة والتنقلات داخل الاسماعيلية وخارجها لمتابعة العروض التى شهدت انتظاما شديدا من خلال فريق عمل يعرف أن مهمته خدمة ضيوف المهرجان وهوما نجحوا فيه بإمتياز يستحقون عليه الإشادة والتقدير.

وفى النهاية لا يمكن لأحد أن ينكر الجهود التى بذلها الجندى غير المجهول للمهرجان والذى ربما لا يتقلد منصبا إداريا فيه ولكن نجد بصماته واضحة بصورة كبيرة على كل فعاليات المهرجان وأحداثه وكان سببا رئيسيا فى نجاح هذه الدورة وتميزها ألا وهو «د. خالد عبدالجليل» مستسار وزيرالثقافة لشئون السينما.