في الشارع المصري

مجدي حجازي يكتب: ادعوا لـ محمود سالم

مجدي حجازي
مجدي حجازي

بقلم: مجدي حجازي

ادعوا معى للكاتب الصحفي محمود سالم، مدير تحرير أخبار اليوم، الذى وافته المنية، وودعناه إلى مثواه الأخير السبت الماضى، بمدافن الأسرة فى قرية «عرب الصوالحة» مسقط رأسه، بشبين القناطر محافظة القليوبية، عن عمر «صحفي» تجاوز الـ 45 عامًا قضاها صحفيًا اقتصاديًا متميزًا، كانت له خلالها مدرسة صحفية تفرد بها، حيث كان له أسلوبه الخاص فى تناول القضايا الاقتصادية بأسلوب يحرص من خلاله على تبسيط الأسلوب والصياغة والتحليل لتصل لقارئه فى يسر. 

أشهد الله أن محمود سالم كان خير أخ، وأصدق صديق، وأخلص رفيق، وأنبل إنسان.. وأنه لم يخذل من قصد مساعدته، وكان عونًا لكل تلاميذه، فكانت له مدرسته الصحفية التى خرجت أجيالًا متعاقبة انتشرت بين جنبات الصحافة المصرية والعربية.. فقد حفر سجله الصحفى بأحرف من نور، حيث عايشه بأمانة لكل كلمة يخطها، فكانت مهنيته خالصة لوجه الله، وأمعن فى اختيار صياغتها حتى تكون من أجل إرساء مصلحة الوطن العليا.. فلم يجن مكاسب مادية طوال رحلته الصحفية، فكانت إزكاءً للقيمة، يلمسها المتابع لكتاباته من خلال تحليلاته المبسطة، التى توضح القرارات والمفاهيم الاقتصادية لقرائه بعيدًا عن تعقيدات المصطلحات، حيث كان يحرص على توضيح الملتبسات التى قد تثير فتنًا مغلوطة. 

أشهد الله أن محمود سالم كان كريمًا، دمث الخلق، بارًا بأهله، يعرف الواجب ولا يتوانى عن تقديمه فى حينه، وكان يسارع إلى إفشاء الخير أينما وجد، وكان فخورًا بجذوره، معتزًا بها. 
اللهم ارحم محمود سالم جزاء ما بذله من جهد فى أداء عمله ومسلكه الطيب فى حياته، واسكنه يا رب فسيح جناتك برحمتك وليس جزاء عمله، وتجاوز عن سيئاته وذنوبه وأبدلها حسنات، واللهم اجعل حياته الآخرة سعيدة خيرًا من دنياه، واجعل صبره على مرضه العضال فى ميزان حسناته، واللهم ألهم أهله وأسرته وأحباءه الصبر والسلوان.. نسألكم الدعاء، وقراءة الفاتحة على روحه.. و«إنا لله وإنا إليه راجعون». 

اللهم آمين.. اللهم بلغنا رمضان.. وكل عام ومصرنا الحبيبة بخير.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.