اول سطر

البحيرة العجيبة وكنوز فرعون

طاهر قابيل
طاهر قابيل

نالت فى عهد البطالمة اهتماما كبيرا إقتصاديا وزراعيا.. وعمل بطليموس الثانى على استصلاح الأراضى واقامة قرى مثل ديمية السباع وكرانيس وسنورس وترسا وبطن إهريت وقصرى قارون والبنات ..

دامت حالة الرخاء أكثر من قرنين وقامت قرى جديدة منها تماينيس وأبوكساه وتدهورت مع نهاية القرن الثالث لتعالى البطالمة على أبناء البلد المصريين وإزدياد الضرائب واضطهاد الشعب مما أدى إلى إندثاركرانيس وفيلادلفيا.

كانت  كرانيس تضم معبدا لسوبك او التمساح وحماما رومانيا ومنازل.. وفى أم الأتل او باكخياس معبد مبنى بالطوب اللبن وبعض البيوت ..

وذكرت البرديات اليونانية ان فيلادلفيا كانت  مركزا للوحى والنبوة.. وان ديمية السباع او سكنوبايوس التى تقع شمال بحيرة قارون كان يبدأ منها سير القوافل إلى الجنوب والواحات..

وبها آثار معبد صغير من الحجرالمربع.. وبالطرف الجنوبى الغربى للبحيرة معبد قصر قارون او ديونسايس ولا يزال المعبد يحتفظ بجميع تفاصيله وشكله العام ويزين مدخله قرص الشمس..

وبالمنطقه بقايا قلعة دقلاطيان وبقرية أم البريجات او تبتونس بقايا معبدها القديم .. بحيرة «بارون» او قارون من أعمق البحيرات.. وفي الماضى كانت أوسع من طولها الحالى.. وتغطى مدينة الفيوم.. ومع السنوات قلت مساحتها بسبب الجفاف.. وهى من أعمق الاماكن حيث تنخفض 45 مترا تحت سطح البحر.. ومتوسط عمقها 5 و7 أمتار وأعمق مناطقها 14 مترا..

وكانت مياه النيل تصل اليها أثناء الفيضان.. وامر أمنمحات الثالث ببناء قناة وسدين.. وقال «هيرودوت» عن البحيرة انها كانت تخزن المياه لمدة تصل 6 أشهر وتمد الأراضى الزراعية بالمياه مدة مماثلة.
اختلفت الأقاويل حول البحيرة العجيبة..

فمنهم من ينسبها إلى قارون الذى ورد ذكره في القرآن الكريم مع النبي موسى»عليه السلام».. «فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ»..

وما زال الواهمون يبحثون عن كنوز فرعون.. والحقيقة أن التسمية تعود لاجدادنا قدماء المصريين بأنهم أطلقوا عليها «بارون» وحرفت إلى قارون..

وسبب التسمية يرجع إلى أنها كانت مليئة بالخلجان والبروزالذى يطلق اهالى الفيوم على كل واحد «القرن» مثل ما هو موجود فى أبو نعمة والمحاطب والجزيرة والذهبى.. فسماها الأهالي بحيرة القرون..

وبالعربية اصبحت «بحيرة قارون» فهى ليس لها علاقة بقارون وكنوزه التى وردت بالقرآن الكريم من قريب أو بعيد..

وكانت البحيرة  فى الماضى المكان المفضل للملك فاروق يقضى معظم وقته بمنطقة اللسان التى أنشأها لصيد البط..

ومعظم جلساته كانت فى  قصر الأميرة فوزية الذي يطل على البحيرة المليئة بالأسماك.. حتى  امتدت إليها أيادى البشر وأصبحت طاردة للثروة السمكية.. وللحديث بقية.