«مشروع ألاسكا للنفط».. الضرورات الاقتصادية الأمريكية تُبيح المحظورات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وافقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على تطوير مشروع ضخم  للتنقيب عن النفط في ولاية ألاسكا شمال الولايات المتحدة، وهو مشروع طموح قد يمتد لعدة سنوات، إلا إنه على الناحية الأخرى يثير هذا المشروع مخاوف نشطاء البيئة مما قد يسببه من انبعاثات للوقود الاحفوري.

ومن المتوقع أن ينتج مشروع شركة ويلو للتنقيب عن النفط والغاز، التابع لشركة كونوكو فيليبس (COP.N) حوالي ألف برميل من النفط يوميًا في ذروته، وفقًا لما نقله موقع abc news ، إلا إنه على الجانب الأخر، سيؤدي استخدام خام النفط المُنتج إلى ما لا يقل عن 263 مليون طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مدار 30 عامًا.

وتقدر قيمة المشروع الأولية حتى الآن بحوالي 7 مليارات دولار في ألاسكا.

الضرورات تُبيح المحظورات
سلط المشروع المثير للجدل الضوء على الخلاف السياسي الشديد الدائر حاليا داخل الولايات المتحدة الأمريكية لموازنة الضغوط الاقتصادية مقابل التعهدات للحد من الوقود الأحفوري، إلا إنه في النهاية الضرورات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة، تُبيح المحظورات.

حيث أشار التقرير الأمريكي إلى أن مشروع الاسكا الطموح يمثل «مفارقة» حقيقية للولايات المتحدة، التي تعيش صراعا بين شعورها بضرورة انتقال العالم إلى الطاقة النظيفة وتعهداتها تجاه ذلك، وما بين أنها مازالت مدفوعة إلى حد كبير لاستهلاك النفط في كل استخداماتها الاقتصادية. 

وتعليقًا على ذلك قال روب جاكسون، عالم المناخ في جامعة ستانفورد: « في مرحلة ما، سيكون علينا ترك النفط والغاز والفحم في باطن الأرض.»

إلا إنه بالنسبة إلى ولاية ألاسكا الشمالية، فإن هذا المشروع يعد دفعه اقتصادية كبيرة، خاصة بعد انخفاض إنتاج النفط بشكل حاد منذ أواخر الثمانينيات، واتحد القادة السياسيون من كلا الحزبين –الديمقراطي والجمهوري-  في الولاية لدعمه. 

ويوضح التقرير الأمريكي أن إنتاج النفط خاصة في الاسكا، لطالما كان «شريان الحياة الاقتصادي»، حيث تساعد العائدات المجتمعات والقرى النائية في ألاسكا على الاستثمار في البنية التحتية المحلية.

البيئة تدفع الثمن

تعلم الإدارة الأمريكية أن مشروعها الطموح سيكون له آثار جانبية خطيرة على البيئة والمناخ التي شعرت بالفعل بنتيجة هذه التهديدات المناخية في الكثير من المظاهر المتمثلة في: «تآكل السواحل، واندلاع حرائق الغابات، وتقليل مساحات الجليد.»

من جانبها، قالت وكالة الطاقة الدولية إنه يجب وقف الاستثمارات الجديدة في التنقيب عن النفط والغاز إذا كانت الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تأمل في الوصول إلى هدفها لعام 2050 المتمثل في انبعاثات صافية صفرية.

يتسبب قطاع الطاقة في حوالي 90٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في جميع أنحاء العالم وحوالي ثلاثة أرباع إجمالي الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يتم إطلاقها في الغلاف الجوي.

ومع ذلك، من المتوقع أن يستمر الطلب العالمي على النفط الخام في الارتفاع، وفقًا لمحللي الصناعة وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وعلى الرغم من توافر بعض البدائل للنفط والغاز، إلا إن الانتقال إلى الطاقة النظيفة لن يكون من خلال «الضغط على زر الحفاظ على البيئة» وفقًا لما ذكره كارا موريارتي، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية ألاسكا للنفط والغاز.

والذي أكد أنه حتى بعد مرور30 عام من اليوم ستكون صناعة النفط والغاز مازالت قائمة في العالم.