دليل السعادة الزوجية

أحمد الإمام
أحمد الإمام

حسنا فعلت دار الإفتاء المصرية عندما وضع العلماء الأجلاء أيديهم على أهم الاسباب التي تشعل نار الخلافات الزوجية وتؤدي مع تراكمها الى خراب البيوت العمرانة .
وتم جمع الفتاوى التي تحمي الأسرة من الفتن والمشاكل داخل كتاب يحمل اسم «دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة» بالتعاون مع وزارة العدل، والذي يتناول بشكل سهل ومباشر كافة الموضوعات التي تهم الأسرة المصرية.
وعلمت ان دار الإفتاء تنوي توزيع الدليل على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القران.

ومن أهم الفتاوى التي وردت بالكتاب وتعد سببا للعديد من المشاحنات الزوجية خدمة المرأة لأقارب زوجها حيث نصت الفتاوى انها من باب المروءة وحسن العشرة وليست فرضا عليها.
وكذلك لا يجوز لأحد الزوجين أن يستضيف أحد أهله أو أقاربه في منزل الزوجية دون الاتفاق مع الطرف الآخر، فليس للزوج أن يسكن أهله وأقاربه معه في المسكن الـذي أعده للزوجية دون موافقة زوجته ، وإن وافقت على ذلك ثم تضررت من وجودها مع أهله وكثرت النزاعات بينهم، فلها حق الرجوع عن موافقتها على ذلك، ويجب على الزوج أن يسكنها في مسكن مستقل بها، وكذلك ليس للزوجة أن تستضيف أحد أقاربها في مسكن الزوجية إلا بعد موافقة زوجها.
ويجب على الزوجين أن يلتزما بالآداب العامة عند زيارة الأقارب، كغض البصر، ولبس الثياب اللائقة، والحذر من لبس الثياب الخادشة للحياء أمامه ، فيجب على الزوجة أن تستخدم الكلام الطيب مع أقاربها وأقارب زوجها، ولا ترقق كلامها ولا تكسِّره حتى لا يطمع فيها أحد، فالإسلام ينهى المرأة عن ترقيق صوتها والخضوع في القول، قال الله تعالى: «فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض» .
وعلى الزوج أيضًا أن يكون معتدلًا في كلامه، فيحفظ مقام الأدب، ولا يتلفظ إلا بما يليق، وأن لا يكون فاحشًا أو بذيئًا في كلامه.
 احذر من المدح - المبالغ فيه - لإحدى قريبات زوجتك، فربما ترك ذلك أثرًا سيئًا في نفس زوجتك أو فتنة في نفس قريباتها.
 لا يأذن أحدكما لأحد بالدخول إلى بيتكما إلا برضا الآخر ورغبته ، وهذا من الحقوق المتبادلة بين الزوجين، وهو للرجل على المرأة أحق، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهون»، خاصة إذا كان الداخل من الأقارب الذكور، وقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والدخول على النساء» وقد أوقع التسامح والتساهل مع أقارب الزوج الذكور الكثير من المصائب ، فلتحذر المرأة أن تثير شكوك الزوج حتى وإن كانت نيتها حسنة، ومقصدها طيبًا، وإذا علمت الزوجة أن زوجها يكره أن يَدخل بيته أحد محارمها -غير الوالدين- كالأخ أو العم أو الخال فلا تدخله بيتها، لا سيما إن كان هذا الداخل ممن يسبب لهما ضررًا أو فتنة، وأما إن كانت تعلم أن زوجها لا يمانع فالأفضل أن تستأذنه في ذلك، وأما غير المحارم فلا يجوز دخولهم عليها إلا في وجود زوجها أو ذي رحم محرم لها؛ لأن الخلوة بالمرأة الأجنبية حرام شرعًا.
على الأقارب من الطرفين مراعاة آداب الزيارة ومواعيدها وحدودها، وألا يفاجئوا الزوجين بالزيارات المباغت ، وكذلك على الزوجين أن يجتنبا مبيت غير المحارم في منزلهما إلا عند الحاجة حيث ينبغي القيام بحق الضيف، وإذا اضطرته الظروف إلى المبيت فليكن في مكان خاص، وذلك عند عدم خوف الفتنة أو وقوع الضرر، مع الحفاظ على حرمة البيت وسلامة الأهل.