أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: أسلحة المصريين

عصام السباعي
عصام السباعي

لا يمر يوم إلا وتتفتح فيه وردة فى بستان التنمية المصري، ومع شروق شمس كل يوم نجد إضافة جديدة فى صفحات الإنجازات، من أسوان جنوبا، وحتى الإسكندرية شمالا، من مطروح وسيوة إلى العين السخنة والعريش، يحدث ذلك رغم كل الظروف الصعبة التى يمر بها الاقتصادان العالمى والمحلي، وتحقق كل ذلك بسواعد تعودت على العمل، وبقلوب صافية يملؤها الأمل، وعقول واعية تعرف أين توضع الأقلام، ومن أين تبدأ الخطوات، وتتم الأولويات، وبإرادة قوية تبدأ الخطوات لتنهيها، ولا تسمح لأحد بأن يلهيها عن هدفها، وصدور لا تسمح سوى بدخول التفاؤل إلى الصدور مع الأنفاس، والإيمان بأن الغد أفضل، وأن المعارك لن تتوقف فى أى مجال، وأن التحديات مهما تعددت، فنحن قادرون على تخطيها اليوم وغدا.

نعم.. كل يوم تتفتح فيه الورود على تراب الوطن، الذى رواه الشهداء بدمائهم من أجل تطهيره من الألغام وأهل الشيطان من الإرهابيين، ومن عاونهم، ولا أستطيع أن أصف سعادتى بذلك الزخم من السعادة والانتماء، وأنا أتابع قصص مصابى العمليات، وملاحم الشهداء، وحكايات أهلهم من الآباء والأمهات والأبناء والزوجات، هؤلاء الذين رووا تراب الوطن بدمائهم، وفدوه بأرواحهم، ولا أستطيع أيضا وصف مشاعر الزهو بالشهداء خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، وما حققته مصر فى معركتها ضد الإرهاب وسيرة التضحية والفداء، وملحمتها فى التعمير والبناء، وصلتنى رسالة الرئيس فى معناها الشامل «خلى السلاح صاحي»، والسلاح هنا نحمله جميعا، فكلنا جنود على جبهة التنمية والبقاء، هو سلاح الجندى فى كل موقع وميدان.. سلاح العلم والبحث والابتكار.. سلاح العمل.. سلاح الفنون.. سلاح الإنتاج.. سلاح التصدير.. سلاح البناء والاستصلاح والتطوير.. سلاح الوعى والتفاؤل والأمل.

لا أنسى أبدا كيف ظهر الإرهابيون إلى سطح حياتنا بعد ثورة الشعب ضد تجار الدين والإرهاب، وكيف سالت دماء المصريين بداية من عام 2013، ولا كيف واجه الرئيس عبدالفتاح السيسى قوى الشر والإرهاب، أو كيف اقتحم المشاكل المزمنة التاريخية للمصريين فى كل المجالات تقريبا، أتذكر كيف كانت ضراوة المواجهة، وكيف حصدنا ثمار الانتصار، ويكفى كمثال بسيط أننا نجحنا فى القضاء على فيروس «سي» وإنهاء مأساة المناطق العشوائية الخطرة، ولو جلسنا لنفكر كم مليون نسمة قد زدنا فى عقد كامل، وعرفنا أننا نجحنا فى خفض الاستيراد ومضاعفة نسبة الصادرات، لعرفنا حجم الجهد الذى يتم فى الإنتاج السلعى والخدمي.

لا يجب أبدا أن نسمح لأحد بكسر إرادتنا بنشر الأكاذيب والشائعات ونشر الخوف والتشاؤم، تذكروا كم شائعة مرت علينا، ورفضها المصريون بفطرتهم ووعيهم، وأثبتت الأيام كذبها، ونحتاج كثيرا لمواجهتها بسلاح الوعى والثقة والتلاحم، حيث نخوض مرحلة فاصلة فى معركة مصر الكبرى نحو النمو والانطلاق، وكما انتصرنا فى معركة الـ90 شهرا ضد الإرهاب فى سيناء، والتى كشف الرئيس السيسى بعضا من تفاصيلها، وكما تجاوزنا عقبات بحجم الجبال كانت تقيد اقتصادنا وتمنع انطلاقه، سننجح فى تخطى توابع الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعيات جائحة كورونا، ومكر المتربصين الذين لا يريدون الخير لمصر ولا للمصريين.

فيضان العمل والأمل فى مصر لن يتوقف، كما أن نهر التضحية والفداء سيظل جاريا متدفقا، قرأت ذلك بين سطور وصية الشهيد البطل الرائد أحمد بهجت رزق، التى نقلها عبر والده لزملائه قبل استشهاده بأيام: « يشهد الله أننى لم أتخاذل فى تأدية واجبي، فلا تتخاذلوا فى الدفاع عن وطنكم»، ونفس الرسالة حفرتها فى القلوب ملحمة شهداء مثلث القادة مصطفى حجاجى مساعد الدفعة 103 حربية، ومحمد على العزب مساعد الدفعة 104 حربية، وحامل العلم عماد الدين أبو رجيلة رحمهم الله وأسكنهم جنة الفردوس، وهى نفس الرسالة للبطل الصغير بلال نجل الشهيد محمد جمال عطية الأكشر، الذى استشهد وعمر بلال سنة وشهرين، ثم لحقت به والدته بعدها بستة أشهر أثناء الحج، وقال فى رسالته لوالديه وكأنها رسالة من جيل المستقبل: اطمئنوا عليا إن شاء الله هكبر وابقى ضابط وهجيب حق بابا، وهحقق حلم ماما، أنا ابن الشهيد البطل النقيب محمد الأكشر» .

المعركة طــويلة ولــن تتوقف أمام شعب يريد النهوض والانطلاق، يطلب المجد والعلا، وتحتاج إلى عرق ودم.. وتضحيات وفداء.. علم وعمل.. وثقة وتفاؤل وإرادة لا تلين، ونحن لها.
ودائما ودوما وأبدا .. تحيا مصر . 

بوكس

الطلب هو الذي يحدد الأسعار والضبط الحقيقي يفرضه المستهلك.. توقفوا لفترة عن الشراء إلا للسلع الضرورية جدا.. صوموا بجد في رمضان.. وثقوا أن التجار سيعودون إلى رشدهم وضميرهم.. جربوا الصيام الحقيقي عن الشراء ولن تندموا !