الحاصل على جائزة "معرض القاهرة" للقصة القصيرة: لو وجدت فكرة رواية سأمنحها لصديق

محمود عياد
محمود عياد

كان خبر نشر مجموعته القصصية الأولى "من أوراق الغريب" في سلسلة كتابات جديدة بالهيئة العامة للكتاب وصدورها بمعرض القاهرة له وقعا سعيدا على القاص الشاب محمود عياد، استعاد من خلاله إيمانه بكتابته بعد أن تسرب إليه اليأس وهو ينتظر فرصة للنشر على مدى أربع سنوات، منذ انتهائه من كتابة نصوصه، وكان حصوله على جائزة معرض القاهرة للكتاب مفاجأة لم يتوقعها لكنها عززت من ثقته في نفسه وفيما يكتبه.
 ثلاثة عشر نصا مكثفا أقرب للمتتالية القصصية حيث تربط النصوص خطوطًا وتتقاطع بين سطورهم أفكار تتكامل فيما بينها. البطل هو غريب ما، بالمعنى المكاني أو النفسي، والموت بداية للعالم وهاجس أساسي، يشاركه القهر، أو الاستبداد، أو العنصرية، أو الهزيمة، أو الخوف وغيرها من الأفكار التي تتحكم في مسارات البطل عبر النصوص. نسأل الكاتب عن ذلك فيقول: “أعتقد إن تناول فكرة الموت مغرية لكل كاتب، ومن أكثر الأسئلة اللي تحدد قيمة الكتابة كيفية التعامل مع فكرة الموت، والموت في قصة "الواحة والنبع والشقراء" هو الذي فجر أفكار بقية النصوص كأننا ندور في دوائر يحكمها هذا الهاجس. يتملكني وله بفلسفة الدائرة وإن كل شىء يتكرر، وكان الموت هو الأداة التي خلقت هذا التكرار. في قصة "إبن الشيطان" الأسطورة تتكرر مع موت الأب، وفي قصة "إدريس" بعد موت الأسرة كلها الخادم يبحث عن أسرة جديدة لتتكرر الحدوتة. هناك نصوص أخرى يتجلى فيها الموت من زاوية صراعه الدائم مع الحياة”.


 يتجلى في كل نصوص المجموعة شغفا بإعادة إحياء أساطير قديمة وتقديم صياغات أخرى لها، يختلط فيها الواقع بالفانتازيا وهو ما يجده عياد سياقا شديد الجاذبية في الكتابة حيث يجذبه خلق عالم جديد أو إعادة إحياء أسطورة بشكل مختلف أو ما يصفه بتناول فكرة خيالية جدا بمنتهى الواقعية ويضيف: هذه هي نوعية الكتابة المفضلة لي. وكانت صياغة الفكرة بتلك الطريقة في القصة القصيرة تحدي كبير جدا بالنسبة لي، لذلك تعمدت أن أضع جزءا من الأسطورة في أكثر من قصة، وكأن القارىء سيعيد ترتيبها ليصل إلى الأسطورة الكبرى. "الواحة والنبع والشقراء" كانت بالنسبة لي أرض خصبة للحكاية الأم”
"النبع" هو البداية، هو معادلا للجنة في الأساطير التي يعيد عياد كتابتها بطرق مختلفة، لكن للمقهى حضورا أكبر، كأنها الأمتداد الواقعي للمكان الأسطوري التي بدأت فيه الحياة وغاب عنه الموت حتى عودته من جديد، وهو ما يعلق عليه عياد قائلا: "المقهى بشكل شخصي كان له تأثير عظيم على تجربتي الكتابية. مكان صغير نسبيا، لكنه مزدحم بالحكايات. المقهى هو أكثر مكان يشعر فيه الغريب بالحميمية لأن كل من حوله غرباء مثله. مكان دائما له حضور خاص مهما اختلف رواده، لذلك كانت المقهى مناسبا لرواية أسطورة المكان فيها له اليد العليا على أبطال العمل نفسه"
بداية عياد في مجال القصة القصيرة وكأنه قد وجد ضالته في هذا الفن السردي، وبدايته القوية تشي بمشروع قصصي واعد، فهل سيظل مخلصا لهذا الفن أم ستجذبه الرواية بحضورها الأقوى على مستوى النشر والقراءة؟ يجيب عياد مازحًا: "أحب القصة القصيرة بشكل خاص، وحتى الآن لم أقابل الفكرة التي تأخذني إلى عالم الرواية، وحين أجدها سأمنحها لصديق روائي ليكتبها."