مشوار

جريمة حوارة.. «ما» أمام الفلسطينيين

خالد رزق
خالد رزق

صارت أكثر من أن تحصى وأسرع وأكثف تواتراً من أن ترصد وتلاحق الجرائم الوحشية التى يرتكبها كل ساعة الكيان الصهيونى عصابته الحاكمة و مستوطنوه ضد أشقائنا الفلسطينيين فى كل الضفة الغربية وفى غزة.


الوحشية والعدوانية المنحطة التى يمارسها الصهاينة على امتداد خارطة الوطن الفلسطينى المحتل من النهر إلى البحر، تخطت كل الحدود فى قرية حوارة الواقعة جنوبى نابلس التى هاجمها المستوطنون تحت حماية جيش العدوان مستهدفين قتل أهلها العزل وحرق وتدمير ممتلكاتهم من بيوت ومحال وسيارات.
والأكثر باركتها حكومة الإرهابى النتن على لسان وزير ماليتها الأخرق بتسلئيل سموتريتش الذى لم يكتف بالاحتفاء بالجريمة التى نفذها المستوطنون، وإنما ذهب لما هو أبعد بدعوته الدولة الصهيونية إلى أخذ زمام المبادرة بيدها لمحو القرية من الوجود.


دعوة سموتريتش التى هللت لها العصابات الصهيونية، دفعت حتى رئيس الحكومة السابق يائير لابيد إلى وصفها بالتحريض على جريمة حرب، فيما وصفتها الولايات المتحدة الراعى الفعلى للاحتلال على لسان نيد برايس المتحدث باسم وزارة خارجيتها، بالبغيضة وغير المسئولة المثيرة للاشمئزاز، ودعت رئيس وزراء الكيان الذى لم يعلق تأييداً ورفضاً لما ذهب إليه وزير ماليته وغيره من كبار المسئولين إلى استنكار تصريحات الوزير بشكل علنى.
فداحة الجرائم المتتالية التى ترتكبها عصابات الدولة العبرية ومستوطنوها التى يتعذر التعمية عنها والتى بلغت ذروتها بالهجوم على قرية حوارة صاحبة الموقع الاستراتيجى فيما يتصل بوحدة الاتصال ما بين المتبقى من أراض فى الضفة تديرها السلطة الفلسطينية هى ما دفع بالولايات المتحدة وحلفائها فى الاتحاد الأوروبى لإدانة دعوة وزير المالية الذى يحتفظ إلى جانب موقعه بموقع وزير إضافى بوزارة دفاع العدو، وهى فى حد ذاتها تمثل جديداً وإن بقيت إدانة كلامية لا ترقى ولن ترقى حتى إلى موقف سياسى ذى اعتبار، فبالأساس وكما نثق هى تنطلق من باب ترضية الرأى العام الغربى أولاً وامتصاص غضب شعوب المنطقة على الصهاينة وداعميهم.