في اليوم العالمي للمرأة.. تقرير يحذر السيدات من تطبيقات الملاحقة

 تقرير يحذر السيدات من تطبيقات الملاحقة
تقرير يحذر السيدات من تطبيقات الملاحقة

توسّع المجتمعات في جميع أنحاء العالم، خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في عام 2023، النظر في القضايا الجنسانية المتصلة بالمرأة في مختلف السياقات، وذلك على الأصعدة المحلية والوطنية والعالمية. وتبقى هذه المناسبة فرصة سانحة لرفع الوعي المجتمعي والفردي حول القضايا التي تؤثر بشكل غير متناسب على النساء، ومناسبة لإحداث التغيير المنشود.

اقرأ أيضاً|خاص| بعد سقوط «هوج بول».. 5 نصائح لتجنب الوقوع في فخ المحتالين على الإنترنت

 أما في المجال الرقمي، فغالباً ما تصبح النساء ضحايا لبرمجيات الملاحقة (Stalkerware)، وهي برمجيات مراقبة سرية يستخدمها في الغالب المعتدين المنزليين لتعقب الضحايا واستهدافهنّ بالأذى.

واستهدفت برمجيات الملاحقة في العام الماضي نحو 30 ألف مستخدم للهاتف المحمول على مستوى العالم، جُلهنّ من النساء، وفقاً لتقرير صدر حديثاً عن كاسبرسكي بعنوان "حالة برمجيات الملاحقة 2022.


ويهدف تقرير "حالة برمجيات الملاحقة" السنوي الذي تضعه كاسبرسكي إلى معرفة عدد الأشخاص المتأثرين بهذا النوع من الملاحقات على مستوى العالم.، وقد كشفت بيانات كاسبرسكي في تقرير عام 2022 عن أن 29,312 فرداً حول العالم قد تأثروا ببرمجيات الملاحقة، وهو رقم قريب من 32,694 مستخدماً الذين تأثروا بهذه البرمجيات في عام 2021، ويسلّط هذا الاستقرار النسبي الضوء على النطاق العالمي لقضية الملاحقة الرقمية، بعد الاتجاه التنازلي المستمر في السنوات السابقة لعام 2021، ويشير إلى أن القضية لن تُحلّ تلقائياً.


وتشير شبكة كاسبرسكي الأمنية Kaspersky Security Network في عام 2022، إلى أن تركيا والمملكة العربية السعودية كانتا بين أعلى 10 دول كانت النساء فيها الأكثر تضرّراً من برمجيات الملاحقة. ووجدت كاسبرسكي، بشكل عام، أن حالات الملاحقة الرقمية وقعت في 176 دولة حول العالم، ما يثبت أنها ما زالت ظاهرة عالمية تؤثر في جميع البلدان.

العنف الرقمي وضرورة وقفه


وتتاح برمجيات الملاحقة على نطاق تجاري يتيح تثبيتها بسرّية على أجهزة الهواتف الذكية، لتمكين المعتدين من تتبّع كل خطوة في الحياة الخاصة للملاحَقين، من دون علمهم. وغالباً ما تُستخدم برمجيات الملاحقة في العلاقات المنزلية المسيئة، نظراً لأن الجاني يحتاج إلى الوصول شخصياً (وبرمجياً) إلى جهاز الشخص المستهدف. وبالرغم من أن كاسبرسكي جمعت في تقريرها بيانات مجهولة المصدر، فقد أظهرت دراسة بحثية أخرى 1 أن النساء هنّ أكثر المتأثرين بهذا الشكل من أشكال العنف الرقمي، الذي يُعدّ بُعداً آخر للعنف وينبغي فهمه باعتباره حلقة متصلة بسلسلة العنف الواقعي، ذات آثار سلبية ملموسة على الضحايا.


وأكّدت الدكتورة ليوني ماريا تانكزر الأستاذة المساعدة في كلية لندن الجامعية ورئيسة مجموعة أبحاث الجنسانية والتقنية في الكلية، أهمية دراسة كاسبرسكي، وضرورة توافر البيانات عن برمجيات الملاحقة، مشيرة إلى أن الأدلّة الملموسة حول نطاق انتشار أشكال الإكراه والسيطرة المدعومة تقنياً "ما زالت محدودة"، وقالت: "مع أن التقرير لا يقدّم سوى معلومات حول مستخدمي الأجهزة المحمولة الذين يستخدمون حلول كاسبرسكي الأمنية، يمكننا أن نتوقع أن النطاق الكامل لاستخدام برمجيات الملاحقة أوسع مدىً بكثير، ما يجعل هذه الأرقام مثيرة للقلق ولكنها قد تساعد في تحفيز توجه القطاعات والجهات المعنية لتسريع تطوير استراتيجيات قانونية وتقنية تزيد القدرة على اكتشاف برمجيات الملاحقة وتحدّ من القدرة على توظيفها".


وقالت آنا ماكنزي مديرة الاتصال في الشبكة الأوروبية للتصدّي لمرتكبي العنف المنزلي، من ناحيتها، إن دراسات مثل تقرير حالة
برمجيات الملاحقة، تُعدّ قراءة مهمة للوضع الراهن، لكنها أكّدت ضرورة بذل مزيد من الجهد الرامي إلى التغيير.

وأضافت:" اتخذنا من خلال مبادرة #NoExcuse4Abuse (لا عذر لارتكاب الإساءة)، الذي تم تطويرها وتنفيذها بالتعاون مع كاسبرسكي، خطوة أولى نحو معالجة حالات الإساءة التي تسهّلها التقنيات وبرمجيات الملاحقة. وتتيح الأجهزة وفضاء الإنترنت للأفراد المسيئين بيئة مثالية لتوسيع نطاق السيطرة على شركاء حياتهم، فالتحقّق من هاتف الشريك وقراءة بريده الإلكتروني، ومعرفة موقعه وكلمات المرور الخاصة به أصبح أمراً شائعاً إلى درجة أن الرجال في كثير من الأحيان لا يدركون بأنهم يرتكبون بهذا كله سلوكاً مسيئاً".