وجدانيات

خالد ميرى.. أهل لها

محمد درويش
محمد درويش

يوم الجمعة  ١٧ مارس - بإذن الله - موعد الصحفيين مع عرسهم الذى يتجدد كل عامين لانتخاب نقيبهم وستة أعضاء فى التجديد النصفى.

على مدى تاريخها احتوت النقابة العريقة كل أصحاب التيارات المختلفة، فى بوتقة واحدة انصهر الجميع انطلاقاً من أن الكاتب ضمير أمته التى يجب أن يكون قلمه مرآة تعكس هموم الوطن حتى وإن بدت بعضها هموماً شخصية بحتة ولكنها فى النهاية واقع مشترك، عمل أصحاب الأقلام على تغييره، ليس فى يدهم سوى القلم وضمير مخلص لا يبحث لنفسه عن مكسب أو غنيمة، معظم هؤلاء كان يحمل على كاهله قضايا أمته تحتويه بأثقالها ويحتويها بالأفكار التى يعبِّر عنها بقلم لا يبتغى ما يدون به من سطور إلا وجه الله ومصلحة الوطن.

امتدت هذه التميمة منذ أن عرف الصحفيون تنظيماً لهم ممثلاً فى النقابة التى تعد من أقل النقابات فى أعداد منتسبيها لأنها ببساطة لا تتيح لحامل بكالوريوس الصحافة فقط الانضمام إليها، بل تفتح أبوابها لكل أصحاب المؤهلات العليا طالما مارسوا المهنة وانتموا إلى إصدار معترف به قانوناً.

التاريخ يسجل معارك سمتها الرقى والسمو عن الصغائر بين رموز المهنة سواء كانوا من الذين تباروا على منصب النقيب أو عضوية مجلس النقابة.
والانتخابات القادمة التى يترشح فيها الأخ والصديق خالد ميرى رئيس تحرير الأخبار على منصب النقيب، يتقدم إليها بتاريخ مشرّف على مدى عدة دورات متواصلة كان يحقق فيها أعلى الأصوات وهى شواهد تشير إلى مواصلة تفوقه فى المنافسة على منصب النقيب وعن استحقاق.

وإذا كان تاريخه النقابى يؤهله للفوز فإننا إذا ما حاولنا قراءة المشاهد التى كانت سبباً فى تفوقه الدائم فيمكن إيجازها فيما يلى:

يقف على مسافة واحدة من جميع التيارات، لا يجمعه معهم إلا الزمالة وصالح المهنة بغض النظر عن التيار الذى ينتمى إليه هذا أو ذاك أو الفكر الذى يعتنقه.

على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود منذ أن التحق بالأخبار لا أذكر له ولو مجرد نقاش حاد مع زميل له منذ أن كان مرؤوساً حتى أصبح رئيساً للتحرير حيث الهدوء فى النقاش واستيعاب اندفاع البعض واقناعه بالحسنى.

لم أسمع منه ما يسىء إلى زميل أو يحط من قدر أحد، حتى عندما كان يتبادر إلى سمعه شىء ما عن هذا أو ذاك لا يبدى و مجرد تعليق ولكنه يؤثر الصمت مترفعاً عن تضييع الوقت فيما لا يجدى أو يفيد.

فى عهده كرئيس تحرير أتاح الفرصة للاستفادة بأقصى ما يمكن من طاقات الشباب وفتح الباب لتدفق مواهبهم عبر صفحات الجريدة وأبوابها التى حملت أفكاراً جديدة.

وأخيراً لا أجد ختاماً لسطورى أفضل من انطباع الصديق عبد الحميد الحديدى وهو أحد أبطال أكتوبر ومن عشاق جريدتنا الغراء، يقول فى رسالة له كتبها 13 فبراير الماضى.

وأنا أطالع صحيفة الأخبار اليوم وجدت مفاجأة جميلة وهى تقدم المحترم خالد ميرى للترشح لمنصب نقيب الصحفيين، فمن متابعتى الدائمة لجريدتكم ومقالاته التى تنبض سطورها بالوطنية.. فرحت جداً بهذا الخبر وتمنيت أن أكون عضواً بنقابة الصحفيين لأعطيه صوتى ، دعواتى له بالتوفيق والسداد.