إسراء الحريري تكتب: مؤتمر أصدقاء التراث الترجمات العربية للكتاب المقدس

الدكتور القس عاطف مهني مدير مركز مسيحية الشرق الأوسط
الدكتور القس عاطف مهني مدير مركز مسيحية الشرق الأوسط

انعقد المؤتمر السنوي «أصدقاء التراث العربي المسيحي» على مدار يومي 24– 25 فبراير الماضي، بمركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط، في كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة ، تحت عنوان «الكتاب المقدس في اللغة العربية.. الترجمات، التفاسير، الليتورجيا، المصادر الإسلامية»، برئاسة الدكتور القس عاطف مهني، مدير المركز.

ألقى القس الدكتور عاطف مهنى الكلمة الافتتاحية ثم بدأت الجلسة الأولى وترأسها الأب وليم فلتس، رئيس طائفة الفرنسيسكان، وحاضر فيها الأب الدكتور وديع عوض أبو الليف الفرنسيسكانى وتناول تأثير أعمال الأسعد بن العسال الكتابية على أعمال أبو البركات خاصة كتاب «مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة».

والذى تم نشره على مراحل زمنية متتالية ، على يد ثلاثة كهنة معتمدين على مخطوط واحد، كما أوضح الأب أهمية تراجم أبى البركات للأناجيل الأربعة، وتناول الباحث ماجد كامل كتابات وترجمات الأسعد أبى الفرج هبة الله بن العسال ، حيث أثَّرت فى العديد من المترجمين فى العصور التالية ، فأبو العسال صاحب كتاب «الأناجيل المطابقة على النص القبطى والسريانى واليونانى» وهو من أقيم الكتب المسيحية وأكثرها ثراء، وهى محفوظة فى العديد من المكتبات العالمية.

والجلسة الثانية أدارها الدكتور القس عاطف مهني، وحاضر فيها الباحث ماركو الأمين عن الترجمة العربية المبكرة للإنجيل، تحديداً خلال الحقبة التاريخية ما قبل سنة 900 ميلادية (القرن الثامن والتاسع الميلادي)، وذكر أقدم تاريخ للترجمات العربية للإنجيل بالإضافة إلى ترجمات غير المسيحيين للإنجيل إلى اللغة العربية.

وأوضح أنه استخدم عدداً من القصاصات الوثائقية كوثيقة الجنيزة والتي ترجع للقرن التاسع الميلادي، أما الباحث جورج إسحاق فقدم دراسة للكتاب المقدس في اللسان العربي قبل الفتح الإسلامي وانتشاره مستشهداً بصيغ الاستعارة المتواجدة بأبيات شعرية للشاعر الجاهلي أمية بن أبى الصلت والشاعر عدى بن زيد العبادي.

وعرض عدداً من الأبيات الشعرية وعقد مقارنات بينها وبين آيات من الكتاب المقدس، وأيضاً قام الباحث مرقس ميلاد متى بمناقشة تاريخ ترجمات الكتاب المقدس إلى اللغة العربية والتواجد المسيحي واليهودي بمنطقة شبه الجزيرة العربية في فترة ما قبل ظهور الدين الإسلامي، حيث أوضح أن بدايات الترجمات يكتنفها الغموض بحسب ما ذكر في كتاب جورج جراف ، ففي القرون الأولى كان يتم نقل الكتاب المقدس شفاهياً من جيل لجيل، وأما عن الترجمات المنهجية فتحدث (ابن هشام كاتب السيرة النبوية العطرة) عن ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة رضى الله عنها، الذى كان يتدارس الكتب المقدسة القديمة .

الجلسة الثالثة رأسها إسحاق الباجوشى وتحدث فيها الباحث نبيل شحاتة بسطا عن مدارس المؤرخين ووجود الترجمة العربية المسيحية للكتاب المقدس في منطقة شبه الجزيرة العربية في مرحلة ما قبل الدين الإسلامي وناقش أولى محاولات الترجمة المكتوبة التي قام بها الراهب أيبفينوس الفلسطينى لسفر المزامير.

الباحث الدكتور خالد محمد عبده لم يستطع الحضور نظراً لسفره فقام الباحث جورج إسحاق بقراءة ورقته وهى عن جهود العلماء المسلمين في ترجمة التوراة والإنجيل بداية من القرون الإسلامية الأولى حتى القرن العاشر الهجري لاسيما جهود بن الطبرى ومن أهم أعماله قراءات في الكتاب المقدس وكتاب اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية، ورئيف خورى ووديع أبو الليف الفرنسيسكانى الذين حققوا كتاب الطبري وترجموه للإنجليزية.

وأما الدكتور لؤى محمود سعيد، مؤسس مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، فتحدث عن أصداء الكتاب المقدس في مصادر السيرة النبوية العطرة وتناول وضع المسيحيين العرب قبل ظهور الإسلام في العراق والشام وقبيلة نجران بشبه الجزيرة العربية، كما عرض مخطوطة السيرة النبوية «لابن هشام عن ابن اسحاق» موضحاً وجود بعض الأخطاء فى ترجمات الكتاب المقدس تسببت في وجود خلل بالنص الديني.

وكما عرض الآراء المختلفة للعلماء المسلمين منذ ظهور الإسلام حتى القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري مستشهداً بكتاب «المعنى الصحيح للإنجيل المسيح"، فلخص أراء العلماء ما بين مرحلة ما قبل القرن الحادي عشر وما بعده.

وأوضح أن اليهود قاموا بعمليات تحريف لمعاني التفسيرات وبعضهم حرف الألفاظ، وتسببت الورقة البحثية للدكتور لؤى في إثارة الجدل بين الحضور ولكنه أوضح أنه ينقل جميع الآراء المقدمة من الكتاب والمراجع القديمة ما بين مؤيد ومعارض مع تأكيده على أنه ليس إلا باحث ناقل محايد لجميع الأطراف .

الجلسة الرابعة رأسها د. وجيه يوسف ميخائيل وتحدث فيها د. جورج تكلا عن الرسل وعقد مقارنة بين الترجمات العربية المختلفة للكتاب المقدس، وتحدث أيضاً عن أحد الرسل وهل هو يونيا أم يونياس؟ أما الباحث محمد الجمال فقدم ورقة بحثية موجزة عن كتاب الحياة وهو أحد أهم كتب الترجمة.

الجلسة الخامسة ترأسها القمص يوسف الحومى وحاضرت فيها الباحثة ياسمين كامل منصور من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والحاضرة بدلاً من الدكتورة سهام صالحي عن شخصية النبي أيوب في التراث اليهودي والإسلامي، وتحدثت الباحثة كميلة شمعون إيليا عن السهل الممتنع في الصلاة الربانية في ثلاث كلمات «مشيئتك، كفافنا، تجربة» وتحدث الراهب فانوس السريانى عن فهرسة مخطوطات قسم الكتب المقدسة بمكتبة دير السيدة العذراء مريم السريان .

وبدأت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر بانعقاد الجلسة السادسة برئاسة الدكتورة شذى جمال الدين رئيس قسم الإرشاد السياحي بجامعة حلوان، وتحدثت فيها الباحثة ياسمين كامل منصور من كلية الاقتصاد العلوم السياسية عن الترجمات العربية الحديثة للكتاب المقدس في عهد محمد على باشا ببلاد الشام، حيث ظهرت مجموعة من التراجم العربية المهمة كترجمة أحمد فارس الشدياق، واليسوعى.

وفضلاً عن التراجم الكاثوليكية، والترجمة العربية المشتركة وغيرها. تناولت الباحثة ترجمة أحمد الشدياق وكتابته «الساق على الساق فيما هو الفرياق». الكتاب يتضمن السيرة الذاتية للكاتب متأثراً بالصراع الطائفي في لبنان حيث مات أخوه ونُفى الكاتب إلى خارج بلاده.

والباحث وجيه سامى عوض ناقش الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس كما قارن بين العديد من التراجم والخطابات المتبادلة بين مترجمي الكتاب المقدس، وترجمة الآباء الدومنيكان وقارن بين المفاهيم في كل ترجمة كمفهوم المعمودية وغيره، كما قارن بين ماهية السيد المسيح المذكورة في التراجم، وأظهر تأثر المترجمين بالواقع المجتمعي الذى سادت فيه المفاهيم الإسلامية.

اقرأ أيضاً | منى نور تكتب: التعليم العالي تؤجل انتخابات الخالدين

نقلا عن مجلة الادب : 2023-3-5