الصفعة الجديدة على وجه «الإرهابية» .. لاتينية

جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

أيمن فاروق

ضربة جديدة تلقتها الجماعة الإرهابية على المستوى الدولي ، فالجماعة المزعومة لا تكاد تنتهي من صفعة على وجهها القبيح إلا وتتلقى صفعة جديدة وضربة يكون أثرها بالغا، وهاهي اللجنة الدائمة بكونجرس باراجواي توافق على اعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية.
 يصف البعض تلك الصفعة بأنها خطوة جديدة نحو تجفيف منابع تمويل الإخوان الإرهابية، بالإضافة أن اللجنة الدائمة اعتبرت التنظيم إرهابيا إلا أنها ألحقت بهذه الجملة في بيانها أنه يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكا خطيرا لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة.

لم يكن ذلك من قبيل الصدفة أو استيقظ الجميع في باراجواي ليعلنوا جماعة الإخوان إرهابية لكن سبق ذلك ما تقدمت به ليليان سامانيجو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس المكون من 45 عضوا، في مشروع عاجل، وبالفعل وافق البرلمان، في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني، قائلة فيه: "إن جماعة الإخوان التي تأسست في 1928 بمصر، تقدم المساعدة الأيديولوجية لمن يستخدم العنف ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب"، هذا البيان يستمد أهميته من كونه البداية الحقيقية لوقف أنشطة جماعة الإخوان الإرهابية في أمريكا اللاتينية، عبر إصدار تشريعات تجرِم عملها في القارة وفي باراجواي على وجه الخصوص، وفق لآراء بعض الخبراء في الجماعات المتطرفة والإسلام السياسي، كما انه من المتوقع أن تحذو دول كثيرة في أمريكا الجنوبية حذو باراجواي، مثلما فعلت قبلها الأرجنتين حينما صنفت حزب الله منظمة إرهابية وحذت باراجواي وقتها بعد شهرين وصنفته أيضا، وهاهي اليوم تصنف الإخوان ومتوقع أن تتبعها دول من نفس القارة، كما أن دول أمريكا الجنوبية كانت دائما نقطة ضعف في عالم يكافح من أجل القضاء على الإرهاب والتطرف، ونظرا لغياب التشريعات التي تتعقب أعضاء الجماعات الإرهابية وتراقب حركة أموالها، إضافة للتسامح مع أعضاء تلك الجماعات والسماح لهم بتأسيس شركات وهمية، تشكلت بؤرة اقتصادية أصبحت الباب الخلفي لدعم قدرات الجماعات الإرهابية والمتطرفة وعلى رأسهم جماعة الإخوان.

بداية التمازج
وقال إسلام الكتاتني، الخبير في الحركات والجماعات المتطرفة، باراجواي، شعب تعداده بسيط ودولة مساحتها صغيرة، ومتعدد الإثنيات، يشمل مجموعة من السكان الأصليين المتأثرين على نحو قوي بالثقافة الإسبانية، وأدى التمازج الكثيف بين الأجناس إلى تشكيل أصول قومية جديدة تتميز بثنائية اللغة وامتزاج الثقافتين، وخلق حالة من التسامح مع الغرباء، ومع تزايد التيار اليساري والشيوعي، تكونت عاطفة نحو الجماعات الإسلاموية تأثرا بدعاية "الاضطهاد"، وتصوير هذه الجماعات أنفسها كضحايا في باراجواي، كسائر دول أمريكا اللاتينية، ومع تباطؤ حركة التجارة والسياحة خلال فترة الثمانينيات، أصبحت مناطق الحدود بين دول القارة ملاذًا آمنًا للمنظمات الإجرامية والإرهابية التي تنشط في الاتجار غير المشروع في المخدرات والأسلحة وحتى البشر، تلك الفترة، كانت شاهدة على تواجد نشاط للجماعات المتطرفة فكريا، وتأسيس هذه الجماعات وجودها في المجتمعات اللاتينية عبر التوغل في الأنشطة الاجتماعية والسياسية، وبدأت أمريكا اللاتينية تشهد تواجدا لجماعة الإخوان الإرهابية عقب وصول رجل أعمال إخواني، لبناني، حاصل على الجنسية البرازيلية.

ونوه قائلا: بدأت قصته، بإلقاء السلطات السورية القبض عليه بعد اتصاله بجماعة الإخوان السورية وانخراطه في عملياتها عام 1964، وتم تسليمه إلى لبنان، وبعد مفاوضات، قام هذا الشخص بالهجرة من لبنان إلى البرازيل التي وصلها في الربع الأخير من عام 1965،  حيث توجد جالية لبنانية ضخمة واستقر هناك، بعد مرور  خمس سنوات من وصوله أسس في مطلع السبعينيات جمعية خيرية، التي كانت ستارا لتحركات الإخوان التنظيمية في البرازيل، ورغم البداية المتواضعة اقتصادياً إلا أنه تمكن بأموال تنظيم الإخوان من شراء مصنع كان يمتلكه 46 شريكا إيطالياً، ثم بدأ تحركاته في أوساط المجتمع البرازيلي تتسع، فترأس كثير من المراكز والهيئات الإسلامية، وبدأ يستغلها في الترويج لأفكار الجماعة، وأخذ يتوغل في أعماق المجتمعات بتلك الدول، والسيطرة على المسلمين هناك، واعتمد على نجله، الذي كان يتقلد منصبا لشركة اقتصادية كبرى كانت تدر الملايين على الجماعة الإرهابية في أمريكا اللاتينية،

وأوضح الكتاتني، وبدأ رجل الأعمال الأخواني الشهير، يوسع من نشاطه في باقي دول أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي، فاستغل علاقته بمنظمات إسلاموية عالمية، واستقطب العديد من الشباب، للعمل كدعاة في دول أمريكا الجنوبية، وشكل وفدا من 3 أشخاص وذهب بهم إلى مدينة أسونسيون في باراجواي لإقامة عمل إسلامي منظّم، وتمكن من تأسيس مراكزإسلامية في مدن باراجواي، ومن هنا بدأت الجماعة الإرهابية تختار باراجواي، كمنصة نشاط اقتصادي، لغياب التشريعات التي تتعقب تمويل الجماعة، وكعادتها لأنها جماعة تعتمد على الانتهازية والعنف وتعمل لصالح أجهزة مخابرات أجنبية، بدأت تصنع شبكة مالية كبيرة ومعقدة منها شركات الأوف شور، وخلطت اموالها باموال أعضائها، وتم استغلالها في عمليات غسيل أموال بعيدا عن الأعين،  وأكد تقرير صادر عن الاستخبارات الإسبانية فى 2017، أن "التنظيم الدولي للإخوان يحاول بهدوء نقل الكثير من الأصول التي يملكها، في فرنسا خصوصًا، إلى دول أمريكا اللاتينية بعد ممارسة الحكومة الفرنسية ضغوطا كبيرة على قادة التنظيم"، كما تم رصد مؤسسات ومنظمات دولية ترسل أموالا لكيانات تابعة للإرهابية حيث تمتد إلى بنما وليبيريا وجزر فيرجن البريطانية وجزر كايمان وسويسرا وقبرص ونيجيريا والبرازيل وباراجواي والأرجنتين، وقام الأزهر الشريف بعمل زيارات لدول مختلفة حول العالم ومؤسسات المجتمع المدني لكشف حقيقة الجماعة، مما أسفر عن اقتناع العديد من دوائر اتخاذ القارر في العالم بخطورة الجماعة، ووجدنا في أوروبا دول عديدة مثل ألمانيا والنمسا واسبانيا وفرنسا وانضمت باراجواي اليوم بعد إدراك خطورة الجماعة الإرهابية، وجاءت تلك الردود حفاظا على شعوبهم من خطر تلك الجماعة وكضربة وخطوة استباقية.

تهديد السلم
وقال اللواء محمد رأفت الشرقاوي، تعليقا على قرار باراجواي باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، إن البرلمان بدولة باراجواي، أشار إلى أن هذه الجماعة منذ أن نشأت وهى تقدم المساعدات الأيديولوجية لمن يستخدم العنف ويهدد الاستقرار والأمن فى كل من الشرق والغرب وأن البرلمان يرفض رفضا قاطعآ جميع الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية.
كما أكد اللواء رأفت الشرقاوي، على أن الرئيس، عبدالفتاح السيسى كان له دور كبير للغاية فى إقناع العالم بأن هذه الجماعة المحظورة التى تتخذ الدين الإسلامى والعمل الاجتماعى شعار لها ما هى إلا جماعة إرهابية وها هى دول العالم فى الشرق والغرب تدرج هذة الجماعة المحظورة فى قائمة الإرهاب بعد أن شاهدوا بأنفسهم الظلام والدمار الذى حل بمصر بعد عام من الاستبداد فضلوا فيه العناصر الموالية لهم بغض النظر عن صلاحيتهم لشغل هذه الوظائف.

 

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ ٢/٣/٢٠٢٣

أقرأ أيضأ : بدراوي: ما حدث في 2011 ثورة تحولت لتخريب الوطن على يد الإخوان