محمود خيرالله يكتب: ما بعد قصيدة النثر: طموح نقدي يليق بشعرية التسعينيات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعترف أن عنوان هذا الكتاب واسم مؤلفه قد سبّبا لى صدمة حينما طالعتهما  لأول مرة  فى فرع الهيئة المصرية العامة للكتاب فرع وسط البلد (شارع عبدالخالق ثروت) كما أعترف أن هذه الصدمة هى التى دفعتنى إلى اقتنائه فوراً ومن أول نظرة، على سبيل العلاج من المفاجأة التى سببها العنوان الجرىء بل والثورى فى طرحه: «ما بعد قصيدة النثر نحو خطاب نقدى جديد للشعرية العربية»، اقتنيته أيضاً لامتصاص ما سببه لى اسم المؤلف الدكتور سيد عبدالله السيسى من التباس، خصوصاً أننى لم أطالع اسمه من قبل فى صفوف الناقدين، ولعل ذلك ينطوى  فى الأصل  على تقصيرٍ منى.

تحت وقع الصدمتيْن، جلستُ لألتقط أنفاسى على أول مقهى أصادفه، وشرعتُ فى قراءة «تقديم» الكتاب، ومن الصفحات الأولى عرفتُ أننى أمام باحث أكاديمى شجاع ومُنصف، يطالب مخلصاً بمراجعة للخطابين الشعرى والنقدى معاً ليكونا لائقين بعصرنا وتبدلاته الكثيرة والسريعة، منطلقاً من فرضية صحيحة ومنطقية جداً هى أن قصيدة النثر حالياً  تُعدّ ممثّلة ل «الشعرية العربية»، أو على الأقل ممثّلة لذروة ما وصلت إليه تلك الشعرية من تطوّر.

وأنه بعد معارك ومجاهدات أدبية  وغير أدبية  على مدى أكثر من نصف قرن، نجحت قصيدة النثر فى انتزاع اعترافات جُل المؤسسات النقدية  طوعاً أو قسراً  بأنها وحدها الممثلة للشعرية العربية أو لذروة ما وصلت إليه تلك الشعرية من تطور عبر تحولاتها فى تاريخ الشعر العربى الحديث . وبالتالى علينا أن نتعامل مع هذه الحقيقة الجديدة، وأن نكون مستعدين لها بالأدوات النقدية المناسبة.

وهنا زالت الصدمة، وبدا الأمر كأن الكتاب قد ألقى حجراً فى مياه النقد الراكدة فى بلادنا، فقد نجح هذا الكتاب فى أن يلخّص كثيراً من شجون الشعراء الذين يكتبون قصيدة النثر وكثيراً من شجون قرائها وعشاقها.

ومن الصفحات الأولى يمكنك أن تلمح الجرأة العلمية على مساءلة الثوابت النقدية المستقرة، مثل الجرأة على مساءلة الناقدة الفرنسية «سوزان برنار» (1932  2007) مثلاً، بعد أكثر من ستين عاماً اعتمدت خلالها معظم الدراسات حول قصيدة النثر العربية على كتابها «قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا».

والذى تم إنجازه فى عقد الستينيات من القرن العشرين، وطوال هذه العقود الستة لم تحاول الدراسات العربية «تجاوز» أو «مساءلة» طرح برنار، بل دأبت عقولنا النقدية «الحافظة» على تكريس وتداول ما سموه «خصائص» وضعتها برنار لقصيدة النثر الفرنسية وهى (الإيجاز والكثافة والمجانية) وتطبيقها كمسلمات دون فحص حقيقى لمدى ملاءمتها للمنجز الشعرى العربي.

وسرعان ما تأكدت أن الكتاب ثورة حقيقية فى نظرة الناقد العربى إلى القصيدة الجديدة، لذا يقدم جملة من التساؤلات النقدية الكاشفة التى تطيح بكثير من المسلمات؛ من بينها: هل تكشف قصيدة النثر العربية بالفعل عن أزمة فى الشعر؟.. أم أن ما تكشف عنه  فى الحقيقة  هو أزمة فى الخطاب النقدى بالأساس، وتحديداً فى تصوّرات المؤسّسات النقدية للشعرية العربية.

وفى أزمة الخطاب النقدى فى صياغته لمفهوم الشعرية؟.. ثم مَن هو الذى يحدد مدى اتساع أو ضيق المشهد الشعري.. وما المعايير التى تحدد ما يُعتبر شعراً وما ليس بشعر؟.. وغيرها من الأسئلة المهمة.

وهذه النظرة الجريئة دفعتنى إلى البحث عن أى معلومة تفيدنى عن هذا الكتاب أو عن كاتبه، فاكتشفت أن الكتاب قد طُبع فى مصر ثانيةً، وأن الطبعة الأولى له كانت عن «المؤسّسة العربية للدراسات والنشر» بيروت 2016.

وفى كلمة الغلاف الخلفى للطبعة المصرية وجدتُ ضالتى، ففيها إشارة إلى العناية والاهتمام البالغين اللذين حظى بهما الكتاب بعد صدور طبعته الأولى، من قِبل عدد من المؤسسات الأكاديمية والبحثية ونخبة من كبار أساتذة الدراسات العربية فى الجامعات الأمريكية والعربية، مع إشارة إلى التقدير «الأكاديمي» الرصين بعقد قسم الدراسات العربية بجامعة جورج تاون الأمريكية مؤتمراً فى نوفمبر 2017 تحت عنوان: «البحث عن قصيدة النثر: ندوة نقدية انطلاقاً من كتاب سيد السيسى ما بعد قصيدة النثر».

كلمة الغلاف الخلفى للطبعة المصرية اختتمت مفاجآتها بأن الاهتمام الكبير بالكتاب وصل إلى أنه يتم تدريسه بالفعل فى بعض الجامعات الأمريكية والعربية لطلاب الدراسات العليا، ناهيك عن وصوله إلى القائمة الطويلة ل جائزة الشيخ زايد فرع الدراسات النقدية والفنية العام 2018.

منطلقات جديدة

كتابٌ بهذا المستوى العلمى عن قصيدة النثر المصرية صدر فى لبنان لناقد مصرى قبل سبع سنوات ولم نسمع به مطلقاً فى مصر «ياللهول»، ثم حين نجح وحقق الانتشار والشهرة الأكاديمية والبحثية على المستويين العربى والدولى وأعيد إصداره فى مصر فى أكبر هيئات النشر التابعة لوزارة الثقافة، فما الذى حدث يا ترى؟.. صدر أيضاً فى صمتٍ مريبٍ أواخر عام 2022، صدر بحيث لم يلفت نظر الصحفيين والمتابعين والمتكلمين ولم يُشر إليه المعجبون والنقاد وأندية القراءة على مواقع التواصل.

يُعرّى كتاب «مابعد قصيدة النثر نحو خطاب نقدى جديد للشعرية العريية» الحقيقة التى يريد الجميع إخفاءها، الحقيقة التى يخجل البعض من طول ما حاربها وشاءت الأقدار أن يمد الله فى أعمار هذا البعض ليروا «قصيدة النثر» التى حاربوها وهى تحمل بمفردها عناء التجديد فى الشعر العربى.

ومشكلة هذا الكتاب  إذن  أنه يعرِّى الموقف الرسمى من «قصيدة النثر»، فليس من حق المجتمع الأكاديمى الآن أن يرفض الاعتراف بقصيدة النثر، على أساس أنها كانت مُستبعدة ومُهمشة وملعونة فى زمان سابق.

ولقد بات على المجتمع الأكاديمى أن يعترف بأن قصيدة النثر أصبحت ذروة نتاجات الشعر العربى، والباحث المصرى سيد عبدالله السيسى يقول لنا إن الأدوات النقدية والبحثية التى استقرت فى أيدى ووجدان نقادنا الكبار هى أدوات بالية عفى عليها الزمن.

لأنها أصبحت لا تناسب التطور الكبير فى المنجز الشعرى العربى الجديد، المتمثل فى «قصيدة النثر»، بمعنى أن أدوات نقادنا أقدم من تأثرات النص الجديد وتحولاته، وبات النقاد بحاجة إلى تحديث ثقافتهم وأدواتهم لتتلاءم مع النص الجديد.

ويتكون الكتاب إذن  من خمسة فصول وخاتمة، الفصل الأول: مرجعيات قصيدة النثر، الفصل الثانى: لغة قصيدة النثر، الفصل الثالث: التصويرية النصية والتشكيل البصرى للقصيدة، الفصل الرابع: تحولات التشكيل الإيقاعى من الوزن إلى البنى الإيقاعية، الفصل الخامس: من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، والخاتمة: مستقبل قصيدة النثر وحتمية تجديد الخطاب النقدي.

ولا يكتفى الكاتب بهدم ما سبق، لكنه يؤسس لبناء خطاب نقدى جديد، عبر تقديم تحليل نصى لاستكشاف سمات الشعرية بأبعادها التشكيلية المختلفة (لغة وتصويراً وإيقاعاً)، قارئا عدداً من نصوص شعراء مصريين وعرب.

ومن محمد الماغوط إلى حلمى سالم ورفعت سلام وسيف الرحبى وعباس بيضون ومحمد صالح وعبدالمنعم رمضان وأحمد طه ومن هؤلاء إلى جيل فتحى عبدالله وأسامة الدناصورى وإبراهيم داوود وعلى منصور وعلاء خالد وفاطمة قنديل، ومنهم إلى شعراء جيل التسعينيات مثل عماد أبو صالح وأحمد يمانى ومحمد متولى وإيمان مرسال وعماد فؤاد وعزمى عبدالوهاب والبهاء حسين ونجاة علي.. وغيرهم كثيرون.

ويقدم تصوره النقدى الجديد معتمداً على تحليل السمات التى تشكل شعرية قصيدة النثر، عن طريق التحليل النصى لاستكشاف سمات الشعرية، ويبدو الهدف الأساسى من الكتاب هو البحث عن آليات جديدة لقراءة وتحليل شعرية القصيدة العربية.

ومن خلال استراتيجيات قراءة تتحرر من القيود الإجرائية المحصورة فى نطاق الخطاب النقدى العربى التقليدى، الذى كان متناسباً إلى درجة كبيرة مع شعرية القصيدة العربية التقليدية، أما الهدف الثانى بحسب المؤلف فهو محاولة لتأسيس نقدى  نظرياً وتحليلياً  لشعرية قصيدة النثر فى سياقها العربى، كما فى سياقها الغربي.

ويعتقد مؤلف الكتاب أن المقولات التى كرَّسها الخطاب النقدى المصاحب لقصيدة النثر منذ الستينيات (من قبيل تفجير اللغة أو كسر عنق النحو) لم تكن كافية لتحليل كل سمات التشكيل اللغوى لقصيدة النثر، لافتاً إلى أن هناك سمات لغوية أخرى أكثر أهمية فى المنجز الشعرى لقصيدة النثر يجب الالتفات إليها وتحليلها فى سياق أوسع مثل: الشيوع اللافت لاستخدام ضمائر الذات فى فردانتيها وتفردها فى مقابل «الآخرين» بوصفها ملمحاً مهماً لتجلى الذات المفردة فى شعر الحداثة، ومثل انتشار مفهوم عولمة لغة القصيدة، ومثل الحضور الخاص للعامية فى قصيدة النثر بما يتجاوز مجرد حضور بعض المفردات إلى كونها استراتيجية من استراتيجيات النزعة التدميرية لخطابات جامدة سائدة.

الصورة السينمائية

وينطلق الكاتب من قاعدة أن قصيدة النثر هى ابنة «الكتابية»، بمعنى أنها تُقرأ أكثر مما تُسمع،  وبالتالى تعتبر النص الشعرى الموازى لعصر الصورة الذى نعيش فيه، حيث يتوقف عند فكرة جوهرية جداً أغفلها نقدنا العربى الحديث وهى أن قصيدة النثر غيَّرت كثيراً فى مفهوم الصورة الشعرية، يقول عبدالله السيسى:

و«نتوقف عند سمة جديدة شديدة الأهمية فى تشكيل الصورة الشعرية فى قصيدة النثر  الحديثة خاصة  وهى مرجعية الصورة السينمائية ومدى فعاليتها فى ميكانيزم التخييل، سواء عند المبدع أو المتلقى، فقد صارت السينما الفن البصرى الأكثر حداثة والأكثر زخماً بصرياً فى القرنين العشرين والحادى والعشرين ومن ثم الأكثر تأثيراً فى تشكيل الوعى بالصورة، وفى تشكيل تقنيات إنتاج وتلقى الصورة».

وفى الفصل الأول «مرجعيات قصيدة النثر» يتناول اقتران قصيدة النثر العربية  كمثيلتها الفرنسية  بتحولات مهمة فى الوعى السياسى والثقافى والاجتماعى والفنى والأيديولوجى فى العالم العربى على نحو خاص، ملتفتاً إلى تحوليْن اثنين أو بالأحرى إلى هزيمتين عربيتين كبيرتين أثرتا على الوجدان الأدبى وساهمتا فى تشكل الوعى بقصيدة النثر:

الأول مع جيل السبعينيات الذى تشكل وعيه مع التحول الذى تلى نكسة 1967 ثم اتفاقية «كامب ديفيد» بين النظامين المصرى والإسرائيلى منتصف السبعينيات، والثانى مع جيل التسعينيات الذى تشكل وعيه مع «حرب الخليج الثانية» عام 1990، وما تلاها من انهيار شبه تام لكل ما تبقى من ذلك الحلم.

وبالتالى: «أدى هذا الانهيار إلى ردات فعل عنيفة أحياناً منها «النكوص»  والتراجع أو «جلد الذات» وكذلك «الانعزالية»، أو اطراح كل دعوة أيديولوجية قومية أو غير قومية، بل المغالاة أحياناً فى التوجس والارتياب إلى شن الهجوم ونفى أية قيمة عن أية تجربة شعرية أو أدبية أو فنية تشى بهاجس أيديولوجى أو تحمل إشارة لإحدى القضايا أو السرديات الكبرى».

وعند هذه النقطة يستشهد الكاتب بمقال للشاعر الكبير حلمى سالم تناول واحداً من دواوين كاتب هذه السطور، نشر العام 2010 فى جريدة «الحياة اللندنية»، رافضاً  مع حلمى سالم  الهجوم على كل ما يمت للأيديولوجيا أو القضايا والسرديات الكبرى بصلة، ينتقد السيسى هذه السمة التى عرفتها تجربة مجموعة كبيرة من الشعراء الذين هيمنت رؤيتهم ومفاهيمهم الإبداعية والتنظيرية على مفهوم شعرية قصيدة النثر  ومن ثم شعرية الشعر  لدرجة وصلت لحد الدوجما.

اضطراب «مفهومى»

وعلى الرغم من بساطة تعريفات قصيدة النثر فى الثقافة الغربية مثلما عبر أوسكار وايلد: «تغريدة البلبل هى قصيدة موزونة لكن أغنية البجع هى قصيدة نثر»، إلا أننا فى الثقافة العربية عشنا أكبر التباس مفهومى فى رؤيتنا لقصيدة النثر، ومن بين القضايا التى اهتم بها الكتاب، وهي واحدة من الموضوعات التى لم يجر نقاش عربى جدى حولها، وهو «مصطلح قصيدة النثر» والفارق بين قصيدة النثر و«الشعر الحر»، وقد كان الشاعر الراحل أمجد ناصر من أوائل من تحدثوا عن هذا الاضطراب المفهومي:

و«لم تسمّ أى شعرية فى العالم «الشعر الحر» قصيدة نثر، لم يحصل هذا قط، إنَّه التباس عربى خالص، وسوء فهم لم يجد من يصحِّحه رغم المداد الغزير الذى سُفِحَ  فى الدفاع عن «الشعر الحر» أو الهجوم عليه، الأمر الذى يفترض - فى المدافعين على الأقل - معرفة ما يعنيه «الشعر الحر» ذو الأصل الأوروبى، شأنه شأن قصيدة النثر».

وحاول الكاتب عبدالله السيسى فك الجدل بشأن هذا الاضطراب المفهومى الذى هيمن على الخطابين الإبداعى والنقدى فى تعاطيهما مع قصيدة النثر العربية، بسبب الدلالات المرتبطة بالمصطلح فى الثقافة الفرنسية، واختلافها عن الدلالات المرتبطة به عندنا، ولو تتبعنا التعريفات الدقيقة لمصطلح قصيدة النثر فى الشعر الفرنسى، أو الغربى بشكل عام، حسبما عرفته  القواميس والمصادر المتخصصة، يقول الكاتب:

وقد «نجد أن معظم ما كتب تحت مسمى قصيدة النثر فى شعرنا العربى إنما يصح أن يُدرج أساساً تحت مسمى «الشعر الحر» وليس «قصيدة النثر»، وعلى الرغم من كون تلك الحقيقة لا تقدح فى قيمة المنجز الشعرى لقصيدة النثر العربية، لكنها قد تفسر جانباً من الاضطراب المفهومى الذى هيمن على الخطاب الإبداعى والخطاب النقدى فى تعاطيه لقصيدة النثر حتى وقتٍ قريب».

وقد وجه الكاتب اللوم للنقاد حين يشير إلى أن أخطر ما لحق بقصيدة النثر من أذى قد كان بسبب غياب الجهد النقدى الموازى بالقدر الذى كانت تستحقه تلك التجربة، ويعتقد أن غياب الجهد النقدى كان مسئولاً عن التراجع النوعى فى تجارب بعض الشعراء والشباب منهم على نحو خاص، بعدما كانت دواوينهم الأولى تبشر بتجربة شعرية خصبة وثرية لها خصوصيتها فى سياق المنجز الشعرى المعاصر.

ختاماً، تواصلت أخيراً مع الدكتور سيد عبدالله السيسى عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وعرفت منه أنه كان يدرس سابقاً فى جامعتى «هارفارد»  و«ميرلاند»، ولكنه يعمل حالياً استاذ الأدب والدراسات العربية فى جامعة «جورج ميسن»، ويعمل حالياً على كتابين أحدهما إعادة قراءة ل «ألف ليلة وليلة من منظور مغاير».

والآخر عن «السينما المصرية وتشكيل الوعى الحداثى»، ومنها مقاله «النهضة الموءودة فى الطوق والأسطورة مقاربة تناصية وبصرية للرواية والفيلم»، أما بخصوص قصيدة النثر فقال إنه بصدد نشر عدد من الدراسات باللغة الانجليزية عن قصيدة النثر وكذلك عن الشعر العربى الحديث بشكل عام فى علاقته بالفنون البصرية خصوصاً علاقته بالسينما.

اقرأ ايضاً | الأديبة المرشحة لجائزة الشيخ زايد: روايتي ليست عالمًا «أفلاطونيًا»

نقلا عن مجلة الأدب: 

2023-3-4