منصورة عز الدين تكتب: أسئلة على هامش مشهد النشر

أسئلة على هامش مشهد النشر
أسئلة على هامش مشهد النشر

كثيرة هي الإصدارات التي تُنشَر في مصر سنويًا، خاصةً بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب. حتى في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية ومع ارتفاع أسعار الورق وما يتبعه من ارتفاع أسعار الكتب، صدرت عناوين لا تكاد تُحصى في موسم المعرض، كما يسميه البعض.

جزء من هذه العناوين ممتاز، وجزء جيد، والكثير منها دون ذلك . والسؤال الذي يرد على البال بمجرد مطالعة قوائم الإصدارات أو القيام بجولة في المكتبات أو حتى متابعة ما يُروَّج له هنا وهنا، هو: ما المعايير التي تتبعها كل دار نشر في اختيار ما يستحق النشر عندها؟ يليه سؤال آخر: لماذا يعاني كُتَّاب شباب موهوبون إذن في نشر أعمالهم إن كانت آلة النشر لا تتوقف الإنتاج؟ ثم سؤال ثالث: هل ما يُنشَر هو أفضل المكتوب؟ وهل ثمة آليات معتمدة من الناشرين، أو من بعضهم، للبحث عن الجديد والمدهش لرفد سوق الكتاب والنشر به؟

,أجوبة هذه الأسئلة وما يماثلها عند الناشرين وحدهم، وتختلف بطبيعة الحال من ناشر لآخر، وأرجو ألّا يُفهَم خطأ أن طرحها ينطوي على نوعٍ من الوصاية أو تحجيم التنوع والحد منه.

والأمر فقط أن وجود معايير وسياسات نشر محددة، لكل دار حرية وضعها، سوف يسهم في تطوير صناعة النشر في مصر ككل. لنقل إن الأسئلة نابعة في هذه الحالة من رجاء وأمنية بزيادة الحرص على الوصول لمستويات أعلى من الجودة ، خاصة أن بعض الدور الناشئة لا تهتم كثيرًا بأشياء من قبيل التدقيق اللغوي أو التصميم الفني أو إحكام متن الكتاب.

ومن بينها من يحصل على نقود من الكتاب المبتدئين لنشر أعمالهم، وفي هذه الحالة لن يهتم هذا النوع من الناشرين بجودة هذه الأعمال من عدمه، كما لن يسعى في الغالب إلى تسويقها ما دام قد ربح منها مقدمًا.

وفي النهاية أقول، صحيح أن وفرة العناوين الصادرة دليل صحة وعافية، لكن لا ينبغي أن ننسى أيضًا أن الركض خلف الكم دون اهتمام كافٍ بالكيف يفاقم من مشكلات صناعة النشر والكتاب.

اقرأ ايضاً | رئيس اتحاد الناشرين المصريين: استمرار مبادرات اقتناء الكُتب

نقلا عن مجلة الادب : 

2023-3-4