عبدالقادر شهيب يكتب: رغبة الفوز!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

لم يكن لدى اللاعبين الرغبة فى الفوز!.. هكذا فسر كولر المدير الفنى لفريق كرة القدم بالنادى الأهلى لماذا أخفق فريقه الذى يعتلى صدارة جدول  الدورى فى الفوز على فريق نادى الداخلية الذى يقبع فى ذيل الجدول!.. وهو بذلك يصوغ قاعدة مهمة تعد شرطا أساسيا لتحقيق أى إنجاز فى أى مجال وليس فى مجال المنافسات الكروية أو حتى الرياضية كلها، تتمثل فى أن الرغبة فى هذا الإنجاز لدى من يتولونه شرط أساسى لتحقيقه بنجاح. 

وتاريخنا الحديث حافل بالكثير من الأمثلة التى تجسم بوضوح بالغ هذه الحقيقة.. فإن الرغبة الكبيرة مثلا فى بناء السد العالى هى التى مكنتنا من مواجهة كل التحديات التى اعترضتنا لبنائه،  بدءا من سحب البنك الدولى تمويله لبناء السد ومرورا بالعدوان الثلاثى علينا فى عام ١٩٥٦، وحتى ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية علينا من قبل الأمريكان.. وأيضاً الرغبة الجارفة فى استرداد الكرامة الوطنية قبل الأرض التى احتلت هى التى مكنتنا من تحقيق نصر أكتوبر العظيم وتحقيق عبور ناجح لقناة السويس رغم كل الصعوبات العسكرية والجغرافية التى واجهتنا.. والرغبة الملحة كذلك فى التخلص من الإرهاب هى التى منحتنا الإرادة لمواجهته والإصرار على هزيمته والقضاء على خطر تنظيماته وجماعاته رغم أنها كانت تحظى بمن يدعمها ويقدم لها العون من ملاذ آمن وسلاح مع تدريب كوادرها عليه بالإضافة للتمويل السخى الضخم. 

لكن كولر فى ذات الوقت علل إخفاق لاعبى فريقه بانعدام الرغبة فى الفوز وتحقيق إنجاز مستهدف وهو التفوق على منافسيهم فى المسابقات التى يخوضونها.. وهو هنا ينبهنا أنه قد يأتى على الناس وقت تفتر فيه الرغبة فى تحقيق إنجاز ما وبالتالى تضعف قدرتهم على تحقيقه.. وبالتالى فإن أى دولة تحتاج لمواصلة تحقيق الإنجازات أن تظل لديها الرغبة فى ذلك متوهجة لا تفتر أو تضعف.. وهنا يصير الحفاظ على معنويات الشعوب فرض عين على من يديرون أمورها.. فإنه من المؤكد أن اهتزاز معنويات الناس يؤثر سلبا على رغباتهم فى تحقيق الإنجازات والنهوض بدولهم أو فى الانتصار على التحديات المختلفة التى تواجههم، ومنها التحديات الاقتصادية بالطبع... وأقصر طريق لرفع معنويات الناس هو التفاعل معهم، أى الاستماع إليهم والاستجابة لما يقولون، وعدم الاكتفاء فقط بالحديث لهم.