جوتيريش : ملتزمون بدعم العراق للتغلب على الإرهاب والطائفية والتدخل الأجنبي

جانب من الحدث
جانب من الحدث

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش التزام الأمم المتحدة بدعم العراق في توطيد مؤسساته الديمقراطية والنهوض بالسلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة لجميع العراقيين.

وبعد اجتماع وصفه بالمثمر مع رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في بغداد، قال أنطونيو غوتيريش إن التحديات التي يواجهها العراق لم تنشأ بين عشية وضحاها - فهي نتاج عقود من القمع والحرب والإرهاب والطائفية والتدخل الأجنبي. وأضاف "ولا يمكن لأحد أن يتوقع حل هذه التحديات بين عشية وضحاها. ولكنني أؤمن بأن هناك فرصة حقيقية لتحقيق التقدم، ونثق في أن ذلك سيحدث".

وأبدى جوتيريش، في المؤتمر الصحفي المشترك، تفاؤله بتشكيل الحكومة الجديدة مؤخرا وبرنامجها الإصلاحي الطموح والتطلعي.

وأثنى على رئيس الوزراء لالتزامه بمعالجة التحديات الأكثر إلحاحا التي تواجه العراق بشكل مباشر - بما في ذلك مكافحة الفساد، وتحسين الخدمات العامة، وتنويع الاقتصاد للحد من البطالة وخلق الفرص وخاصة للشباب.

وقال عام للأمم المتحدة  إن مثل هذا التغيير الهيكلي يتطلب إصلاحا شاملا، ومؤسسات أقوى، وقدرا أكبر من المساءلة، وحوكمة أفضل على جميع المستويات. وأكد أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لدعم هذه الجهود المهمة.

وذكر أنه ناقش مع رئيس الوزراء أهمية البناء على الخطوات الإيجابية الأخيرة بين بغداد وأربيل والتحرك نحو حوار مؤسسي واتفاقات مستدامة.

أقرأ أيضا :- جوتيريش يدعو البلدان المتقدمة إلى تقديم صندوق الخسائر والأضرار في COP28


وتطرق أمين عام الأمم المتحدة إلى الحديث عن مسألة ندرة المياه، مشيرا إلى ازدهار الزراعة لأول مرة قبل حوالي 10 آلاف سنة في قلب الهلال الخصيب، في بلاد الرافدين التي تعني حرفيا "بلاد ما بين النهرين“.

واستطرد قائلا "لكن نهري دجلة والفرات يجفان اليوم. فقد انخفضت تدفقات المياه انخفاضا شديدا. ويفطر قلبي أن أرى المزارعين يضطرون إلى ترك الأراضي التي تُزرع فيها المحاصيل منذ آلاف السنين".

وأضاف أن تفاقم ندرة المياه في العراق ينتج عن انخفاض تدفقات الأنهار الداخلية، والإدارة غير المستدامة للمياه، وتغير المناخ.

وأشار إلى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمياه المقرر عقده في المقر الدائم للمنظمة في وقت لاحق من الشهر الحالي. وأبدى تطلعه لمشاركة العراق فيه.

ويعد العراق من أكثر البلدان تأثرا بتغير المناخ. وقال أنطونيو غوتيريش إن حالة الطوارئ المناخية لا تعني فقط زيادة الهشاشة البيئية ودرجات الحرارة الحارقة والتصحر الجامح، بل هي تؤدي أيضا إلى النزوح، وتهديد الأمن الغذائي، وتدمير سبل العيش، وتأجيج الصراع، وتقويض حقوق الإنسان، لا سيما بالنسبة للسكان الأكثر ضعفا.

وأضاف قائلا "وإلى جانب الوضع الأمني المتقلب وتحديات الحوكمة، فإنها تعرض الاستقرار للخطر - في العراق، والمنطقة، وخارجها. وهذا ليس تهديدا يلوح في الأفق؛ إنه خطر قائم. لقد حان الوقت لكي يدعم المجتمع الدولي العراق في مواجهة تحدياته البيئية، وتنويع اقتصاده، وتسخير إمكاناته لتحقيق النمو المستدام".


الحوار والدبلوماسية
ورحب أمين عام الأمم المتحدة بالتقدم الذي أحرزه العراق في الوفاء بالتزاماته الدولية، بما في ذلك بشأن مسألة المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة.

وأكد أن الاستقرار على الصعيدين الداخلي والإقليمي مقترنان، وقال إن العراق أساسي للاستقرار الإقليمي. وأشاد بالتزام الحكومة بالدفع بالحوار والدبلوماسية، على أساس احترام مبادئ السيادة والسلامة الإقليمية وحسن الجوار.

وأشاد بجهود العراق التي وصفها بالنموذجية لإعادة مواطنيه من شمال شرق سوريا - بما في ذلك من مخيم الهول. وأشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي قد أعرب بوضوح عن التزامه بالتنفيذ الكامل لاتفاق سنجار والسماح بالعودة الطوعية والآمنة والكريمة للإيزيديين إلى ديارهم. وقال إن الإيزيديين عانوا بشدة ويستحقون تضامننا الكامل.

وأعرب غوتيريش عن امتنانه للعراق لإبداء التضامن والدعم لضحايا الزلازل التي وقعت في تركيا وسوريا.

واختتم غوتيريش كلمته في المؤتمر الصحفي بالقول إن العالم يواجه سلسلة من الأزمات في ظل تقلص الأمل، لكنه قال "يعتريني هنا في بغداد شيء من الأمل. أمل في أن يتمكن العراق من كسر حلقتي عدم الاستقرار والهشاشة. وأمل في أن يتمكن من تحديد مسار مستدام نحو مزيد من الرخاء والحرية والسلام. وأمل في أن يتمكن من فتح آفاق جديدة من الفرص لشبابه المفعم بالحيوية".

وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل دعم العراق في هذه المرحلة الحاسمة.