5 طرق غيرت بها الحرب الروسية الأوكرانية العالم

أرشيفية
أرشيفية

تحولت الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى كارثة وأزمة للعالم. وأصبح العالم مكانًا أكثر اضطرابًا وخوفًا منذ أن غزت روسيا جارتها فى 24 فبراير 2022.

فبعد مرور عام، لقى آلاف المدنيين مصرعهم، ودُمر عدد لا يحصى من المباني، كما قتل عشرات الآلاف من الجنود أو أصيبوا بجروح خطيرة من كلا الجانبين، أما خارج الحدود الأوكرانية، فقد حطم الغزو الأمن الأوروبي، وأعاد تشكيل علاقات الدول مع بعضها البعض، وأدى لتوتر الاقتصاد العالمي.

وفيما يلى أبرز خمس طرق غيرت بها الحرب الروسية الأوكرانية العالم:

عودة الحرب الأوروبية: قبل ثلاثة أشهر من الغزو، سخر رئيس الوزراء البريطانى آنذاك بوريس جونسون من الاقتراحات بأن الجيش البريطانى بحاجة إلى المزيد من الأسلحة الثقيلة، والآن يحث المملكة المتحدة على إرسال المزيد من دبابات القتال لمساعدة أوكرانيا على صد القوات الروسية.

وأشعلت الحرب شرارة سباق تسلح جديد يذكر بعض المحللين بالتصعيد للحرب العالمية الثانية، فقد حشدت روسيا مئات الآلاف من المجندين وتهدف لزيادة جيشها من مليون إلى 1.5 مليون جندي، كما كثفت الولايات المتحدة إنتاج الأسلحة لتحل محل المخزونات المرسلة إلى أوكرانيا.

كما تخطط فرنسا لزيادة الإنفاق العسكرى بمقدار الثلث بحلول عام 2030، بينما تخلت ألمانيا عن حظرها الطويل الأمد على إرسال الأسلحة إلى مناطق الصراع وشحن الصواريخ والدبابات إلى لأوكرانيا.

اختبار التحالفات :كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يأمل أن يؤدى الغزو لتقسيم الغرب وإضعاف الناتو. وبدلًا من ذلك، تم تنشيط التحالف العسكري، وأصبح للمجموعة التى تمّ إنشاؤها لمواجهة الاتحاد السوفيتي، هدفا متجددا بينما تخلت فنلندا والسويد عن عقود من عدم الانحياز، وطلبتا الانضمام للناتو بهدف الحصول على الحماية.

و فرض الاتحاد الأوروبى -27 دولة -عقوبات صارمة على روسيا وأرسل دعمًا بمليارات الدولارات لأوكرانيا، وادت الحرب لاذابة الخلافات بين الكتلة وبريطانيا العضو السابق.

ورغم ذلك، هناك بعض التشقّقات فى الوحدة الأوروبية، منها ممارسة رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان ، أقرب حليف لبوتين فى الاتحاد الأوروبي ، ضغوطًا ضد العقوبات المفروضة على موسكو، ورفض إرسال أسلحة لأوكرانيا، وأوقف حزمة مساعدات من الكتلة لكييف، وستتعرّض الوحدة الغربية لضغوط متزايدة كلما طال الصراع.

ستائر حديدية جديدة :جعلت الحرب روسيا منبوذة فى الغرب وإدراج شركاتها فى القائمة السوداء، وانسحبت العلامات التجارية العالمية من شوارع البلاد. ومع ذلك، عززت روسيا العلاقات الاقتصادية مع الصين، على الرغم من أن بكين لم ترسل أسلحة حتى الآن.

وقد أعربت الولايات المتحدة مؤخرًا عن قلقها تغير هذه السياسة . وتراقب الصين عن كثب صراعًا قد يكون بمثابة تشجيع أو تحذير لبكين بشأن أى محاولة لاستعادة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتى بالقوة.

وكما عزز بوتين العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية وإيران المنبوذين دوليًا، اللتين تزودانه بطائرات مسيرة وتواصل موسكو بناء نفوذها فى إفريقيا والشرق الأوسط عبر المجالات الاقتصادية والعسكرية. وزادت قوة مجموعة «فاجنر» الروسية فى النزاعات من دونباس إلى منطقة الساحل الإفريقي.

اقتصاد مضطرب: يمكن الشعور بتأثير الحرب على الاقتصاد العالمى من المنازل الباردة فى أوروبا الى أسواق المواد الغذائية فى إفريقيا. قبل الحرب، كانت دول الاتحاد الأوروبى تستورد حوالى نصف غازها الطبيعى وثلث نفطها من روسيا، وأدى الغزو، والعقوبات المفروضة على روسيا رداً على ذلك.

وإلى إحداث صدمة فى أسعار الطاقة على نطاق لم نشهده منذ السبعينيات. كما عطّلت الحرب التجارة العالمية التى كانت لا تزال تتعافى من فيروس كورونا. وارتفعت أسعار المواد الغذائية، كما عرقلت الحرب محاولات مكافحة تغيّر المناخ، مما أدى لزيادة استخدام أوروبا للفحم.

ومع ذلك، فإن اندفاع أوروبا بعيدًا عن النفط والغاز الروسى قد يسرّع التحول إلى مصادر الطاقة المتجدّدة بشكل أسرع من التحذيرات التى لا حصر لها بشأن مخاطر الاحتباس الحراري.

عصر جديد من عدم اليقين: اجبرت الحرب ثمانية ملايين أوكرانى على الفرار من بلادهم للعيش فى مجتمعات فى أوروبا وخارجها. كما أدى الانهيار المفاجئ للسلام فى أوروبا إلى حالة من عدم اليقين والقلق. وأعادت تهديدات بوتين المستترة باستخدام أسلحة ذرية إذا تصاعد الصراع، لإحياء المخاوف من حرب نووية ظلت كامنة منذ الحرب الباردة، واحتدم القتال حول محطة «زابوريجيا» للطاقة النووية، ما أعاد شبح حادثة تشيرنوبيل جديدة.

اقرأ ايضاً | المجر تغرد خارج سرب بروكسل.. تخدم بوتين في مآربه داخل الاتحاد الأوروبي

نقلا عن صحيفة الأخبار: 

2023-2-27