«فلاديمير زيلينسكي».. من شاب يحلم بالسلام لزعيم حرب | تقرير

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الحرب كانت بالنسبة للمرشح الرئاسي الأوكراني فلاديمير زيلينسكي - الذي عرفه الناس في بداية حياته كممثل كوميدي - «أمرًا شبة مستحيل»، بل إنه وعد خلال حملته الرئاسية إنه سيسعى من أجل إيجاد طريقة لـ«صنع السلام مع روسيا».

اقرأ أيضًا: زيلينسكي يطلب لقاء نتنياهو ومكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية يدرس الأمر

أحلام مثالية للشاب الذي ارتقى لسُدة الحكم في بلاده لم تجعلها روسيا فقط بعيدة المنال، بل غيرت شخصية من كان يحلم بها، ليتحول بشكل كامل من زعيم يسعى للسلام إلى زعيم يرفض كل طرق النقاش وطاولات المفاوض التي تجلس فيها روسيا على الطرف الآخر منها.

وفي تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» في ذكرى مرور عام كامل على بدء الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت 24 فبراير من العام الماضي قال إن «الممثل الصغير صاحب روح الفكاهة، والشاب المتلهف لصنع السلام والجلوس مع بوتين للوصول إلى أرضية مشتركة معه» رحل في الأسابيع الأولى من الحرب، اختلف وتحول تمامًا إلى رجل آخر ليأخذ قرارات حاسمة في ظروف الحرب القاسية، ولم يتردد عندما تطلب ذلك «طرد صديق طفولته من منصبة» الذي كان يشغل منصب رئيس المخابرات.

في محاولة من الرئيس الأوكراني في منع الأحداث من التطور، ظهر زيلينسكي في خطاب متلفز قبل الزحف الروسي بساعات ليطلب من بوتين «الاستماع لصوت العقل» في خطاب مؤثر لم يغير موقف الكرملين أو يزعزع قراراها الذي كان اتُخذ بالفعل.

ووفقًا لما يرويه أندريه سيبيها، نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني، كان الرئيس زيلينسكي غاضبًا من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قبلها بفترة قصيرة بسبب فشل مفاوضات منسك، وقال لنظيره بصوت مسموع في الهاتف: «لن يكون هناك مينسك مرة أخرى، يكون هناك مينسك 3» وذلك بسبب ما رآه في ذلك الوقت بالكثير من التنازلات التي قدمتها كييف للكرملين.

ومنذ ذلك الحين تمسك زيلينسكي بوقفة الرافض للمفاوضات على الرغم من هبوط الطائرات والمقاتلات الروسية عليه من كل مكان.

ثم رفض زيلينسكي خروجه من البلاد رغم العروض التي تلقاها وفقًأ للصحيفة الأوكرانية، وعزز سمعته «كزعيم قوي في زمن الحرب.»

وقال أندري يرماك، رئيس مكتب الرئاسة الأوكراني تعليقا على التغيرات الواضحة التي ظهرت على زيلينسكي بعد الحرب: «بالطبع ، لقد تغيرنا جميعًا، بما في ذلك الرئيس.المحن التي ميزت فترة ولايته لا يسعها إلا تغيير طبيعة أي شخص. هل أصبح أكثر صعوبة؟ بالطبع، هل أصبح أقوى؟ من وجهة نظري، كان دائما قويا».

في الوقت الذي قدم فيه زيلينسكي نفسه كمرشح رئاسي في عام 2019، كان يرى روسيا كشريك محتمل يمكنه التفاوض معه على السلام، لكنه الآن يصنف روسيا بشكل دائم في جميع تصريحاته وخطاباته على أنها «دولة إرهابية» يجب هزيمتها لإنقاذ الغرب، وأصبحت مواقفه أكثر تحديا لموسكو وتصريحاته أكثر جرأة عما قبل.

ففي مقابلة مع سكاي نيوز، سخر من بوتين قائلا: «من هو الآن؟ بعد الغزو الشامل، بالنسبة لي هو ليس أحد».