مغنية مشهورة.. مزقت جسد سياسي مرموق لـ 18 قطعة وأكلت لحمه كقربان للشيطان | صور وفيديو

المغنية منى فندي
المغنية منى فندي

إن الإنسان الضعيف قد يصبح وحشا مفترسا، إذا أتيحت له الفرصة، وإذا كان يشعر بالحقد على الحياة والمجتمع، أو استحوذت عليه مشاعر اليأس، ليتحول في لحظة إلى سفاح يحمل في يده كل الأسلحة الفتاكة لتحقيق ما يحلم به أو يصبو إليه، وربما هذا ما حول الفنانة مازنة إسماعيل أو كما عرفت باسمها الفني منى فندي من مغنية بوب وراقصة بالية في ماليزيا إلى ساحرة وقاتلة.

يتعرف معظم الماليزيين على اسم منى فاندي، بالشخص الذي يقف وراء واحدة من أشهر جرائم القتل التي استحوذت على البلاد، حيث قامت بقتل عضو مجلس الدولة في الحزب الحاكم مازلان إدريس في عام 1993، وتقطيع جسده إلى 18 جزءًا مع زوجها محمد فندي عبد الرحمن ومساعدها جريمي حسين كجزء من طقوس للسحر. 

مغنية واعدة.. سحرتها الأضواء
منى فندي، أو مازنة بنت إسماعيل، كانت مغنية ماليزية برزت في المشهد الموسيقي المحلي في أواخر الثمانينيات، وكانت بدايتها واعدة، واشتهرت بتعطشها للشهرة وعالم الأضواء، وكانت مغنية موهوبة حقًا، وراقصة باليه ماهرة، كما تم بث عروضها في جميع أنحاء العالم عندما كانت صغيرة. وفي أواخر الثمانينيات، أصدرت ألبوما موسيقيا بعنوان "ديانا"، ظهرت من أجله في العديد من البرامج التلفزيونية، ويعد هذا الألبوم أكبر نجاح لها في تاريخها الفني.

لكن بعد ذلك لم تستمر الأضواء كثيرا على مازنة التي سرعان ما أصاب مسيرتها المهنية الركود، وفي يوم من الأيام قابلت مازنة رجلا يدعى محمد فندي، كان معجبا بها وبموهبتها وقرر أن يتبناها فنيا، خاصة أنه كان يملك المال، فتزوجا وأنتج لها شريطا غنائيا واختار لها الاسم الفني منى، وألحقها باسمه لتكون منى فندي، ولكن الشريط الغنائي لم يلق أي نجاح يذكر، وبالعديد من المحاولات لم تستطع تحقيق النجاح الذي تتمناه رغم أموال زوجها، فقررت أن تترك الغناء وتعلم فنون السحر وممارسة السحر الأسود لتحقيق أحلامها، في ظل أن زوجها محمد فندي عبد الرحمن عرف عنه السحر والتنجيم أثناء وجوده في إندونيسيا.

 

من بوابة الغناء إلى مقبرة السحر
وقد تسنى بذلك لمنى فندي تحقيق جزء من حلمها وهو المال، فتمكنت من جني مبالغ طائلة نظير عملها بالسحر.. فامتلكت السيارات والقصور والملابس الثمينة والمجوهرات. وفي الحقيقة منى لم تكن تملك أي قدرات خارقة، وهي غير قادرة على تحقيق أحلام الآخرين، ولكن كان لديها قدرة كبيرة على الإقناع والتأثير.

 

وجدت منى فندي غايتها في السحر الذي فتح لها أبواب المال والشهرة في وقت قصير، وجنت من وراء عملها أموال طائلة، وبدأ يذيع صيتها وفتحت عيادة روحانية نالت من الشهرة ما نالت، وأصبح يأتيها مئات الزوار من كل حدب وصوب، ممن يطمحون في المال أو السلطة من بينهم شخصيات سياسية مشهورة في ماليزيا.

 

كان من ضمن المريدين لمنى فندي، شخصية سياسية مرموقة ومشهورة يدعى مازلان محمد إدريس وهو عضو بمجلس الدولة الحاكم في ماليزيا، والذي بالرغم من مكانته السياسية وثقافته، إلا أنه كان من المؤمنين جدا بقدرات منى على مساعدته في تحقيق حلمه بتعزيز مسيرته السياسية وتوليه منصب أعلى يصل من خلاله إلى حكم البلاد.

 

مازلان تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وكان سياسيا طموحا من الحزب الحاكم للمنظمة الوطنية الماليزية المتحدة الذي ينتمي لرئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد.

 

تعويذة الشيطان
في يوليو من عام 1993، اتصل عضو مجلس الدولة الماليزي، مازلان إدريس، بمنى، لمساعدتها في تحقيق مبتغاه، وعدت منى مع زوجها محمد نور فندي عبد الرحمن الذي يبلغ من العمر 44 عاما، ومساعده الخاص غرامي حسين، العدة لنصب الشباك حول السياسي المرموق، وقاموا بإعطاء مازلان تعويذة تتألف من قصب وقبعة كانت مملوكة للرئيس الأندونيسي السابق سوكارنو، واقنعت منى مازلان بأنه سيكون لا يقهر إذا استخدم هذه التعويذة، ولكنها طلبت مقابل ذلك 2.5 مليون رينجيت ماليزي، دفع مازلان منها 500 ألف، وأعطاهم ملكية 10 أراضي كضمان لتصبح 2 مليون رينجيت.

وحيثما سمعت صوت صراخ الأخلاق يرتفع على باب البيت، فادخل سريعا لتتفقد الجريمة التي تحدث في الداخل.. تم تحديد الموعد لعمل الطقوس التي يتعين من شأنها تغيير حياة مازلان، وفي منزل منى فندي، استلقى السياسي المرموق على الأرض ووضعت عليه الزهور وعيناه مغمضتان، في انتظار أن يمتلك السلطة في يده، أو أن يسقط المال عليه من السماء، ولكن لم تسقط أي نقود، بل كان نصل فأس المساعد غرامي، دون أي ذرة رحمة أمام صراخ مازلان، وقام الثلاثة مجرمين بتقطيع جسده إلى 18 جزء، كما قاموا بأكل أجزاء من لحم الضحية وكان ذلك جزءا من طقوس سحرية وقربان للشيطان، ثم دفنوه في مخزن بالقرب من منزل منى في باهانج على بعد حوالي 130 كيلومترا شمال شرق كوالالمبور.

الساحرة والعقاب
بعدها عاشوا جميعا حياة طبيعية، وكأن شيئاً لم يكن، وأصبح لدى منى 2 مليون رينجيت، فقامت بإجراء عمليات تجميل عديدة، وشراء سيارة مرسيدس أحدث موديل، وحاولت تعديل العديد من الأشياء التي اعتقدت أنها كانت الحائل بينها وبين حلمها في الغناء وتحقيق الشهرة.

في تلك الأثناء كان يتم البحث عن مازلان ولم يكن أحدا يعرف أين كان مقصده الأخير لأنه لم يخبر أحد عن علاقته بمنى فندي، أو عن زياراته المتكررة لها، خوفا من ربط اسمه بساحرة أو بطقوس سحر، وتم التبليغ أنه في عداد المفقودين.

في 22 يوليو 1993 بعد العثور على الجثة بيومين، ربطت السلطات بين المبالغ التي صرفتها منى وزوجها وبين واقعة اختفاء السياسي المرموق، وتم التحقيق مع الثلاثة مجرمين منى وفندي وغرامي، وألقي القبض عليهم، وبدأت بعدها المحاكمة وحصلت على تغطية إعلامية وصفت بأنها الأكبر في تاريخ ماليزيا.

واعترفوا بجريمتهم وتم الحكم عليهم بأنهم مذنبين وأُصدر ضدهم حكم بالإعدام شنقا في عام 1995، ولأن الشر لا يلقي سلاحه حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة؛ حيث أنه لا يعرف الصلح والمهادنة، قدموا أكثر من استئناف على مدار سنوات في محاولة لنيل البراءة أو تخفيف الحكم، حتى عام 1999 الذي ناشدت فيه منى والذين معها، المحكمة الاتحادية لإعفائهم من الإعدام، لكن رفضت المحكمة الاستئناف وأيدت حكم الإعدام. وأخيرا وكأخر فرصة، سعى المدانين الثلاثة للحصول على العفو أو الرأفة من مجلس العفو، ولكنه رفض أيضا.

 

عندما سأل القاضي، عما إذا كان لديهم أي شيء ليقولوه قبل إصدار الحكم، لم تقل هيئة المحلفين شيئًا، وبعد سماع الحكم، قالت منى للمحكمة: «أنا سعيدة وأشكر كل الماليزيين"، وبعد ذلك تم تصويرها وهي تبتسم وهي تغادر قاعة المحكمة.

ابتسامة مخيفة
ولأن القتلة لا يبحثون عن فلسفة، بل يبحثون عما فقدوه طوال حياتهم، لوحظ على منى فندى أثناء المحاكمة سلوكياتها الغريبة وابتسامتها الغريبة والمخيفة أمام عدسات المصورين، وكأنها نجمة تتصدر عناوين الصحف وليس قاتلة، كما أنها كانت ترتدي ملابس براقة وزاهية وتلوح للصحفيين ورجال الشرطة وكأنها على السجادة الحمراء.

«أكون تيكن ماتي».. كانت الجملة التي ترددها منى قبل أن يتم حكم الإعدام عليها، ومعناها: «لن أرحل، وسأعود مرة أخرى». وقيل أيضا أنه خلال إعدامها كانت هادئة ومبتسمة وتكرر نفس العبارة.

أعطي الثلاثة وجبات أخيرة من «كنتاكي» في ليلة ما قبل تنفيذ الإعدام، وتم تنفيذ الحكم أخيرا في 2 نوفمبر من عام 2001 في سجن كاجانج، وكان عمر منى فندي وقتها يناهز الخامسة والأربعين.

الغريب أن قصر منى مازال إلى اليوم موجود في ماليزيا، وأصبحا مقصدا للزوار المهتمين بالماورائيات والظواهر الغريبة. وقد أكد العديد من الزائرين سماعهم لصوتها في القصر تغني بصوت حزين ومخيف، غير أنهم يجدوا انعكاس صورتها في مرايا القصر.