استغلال شهرتها للنصب على راغبي الثراء..

آثار «الحيبة» من بني سويف إلى متحف برلين

منطقة آثار الحيبة  
منطقة آثار الحيبة  

تعتبر منطقة آثار الحيبة الكائنة بشرق النيل بمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، من أهم المناطق الأثرية الموجودة في مصر لاحتوائها على عدد من الآثار الثابتة منها ما يمثل العمارة الدينية متمثلة في معبد "آمون" وعمارة مدنية عبارة عن أبنية المدينة الأثرية، وعمارة العسكرية تتمثل في قلاع وحصون عسكرية لكون هذه المنطقة بوابة مصر الجنوبية في العصر القديم.

اقرأ أيضا

 محافظ بني سويف يشيد بجهود جامعة الأزهر في دعم المبادرات الرئاسية

وتضم أيضا هذه المنطقة جبانات أثرية للعديد من الأسر الفرعونية المتعاقبة وهي عبارة عن مكان مرتفع بجوار منازل أهالي المنطقة 
كما يوجد  بالمنطقة بقايا معبد الملك (شاشنق) من الأسرة 22 الذي بناه للإله (آمون) وأهم ما خرج منها مجموعة أوراق البردي التي تحوي القصة الشهيرة لمغامرات البحار (ون آمون).

وقال عمر زكي مدير عام آثار بني سويف: كانت هذه المدينة ذات أهمية خاصة لكونها حداً أساسياً فاصلاً بين الشمال والجنوب وكان اسمها قديماً (حت بنو) وتحول الاسم في اليونانية إلى" هيبونوس" الذي ارتبط بأسطورة نشأة الخلق في مذهب (عين شمس) حتى عرفت بالحيبة ويوجد العديد من الآثار المكتشفة في المنطقة قديماً بالمتحف المصري ومتحف برلين ومتحف هيلدسهايم.


ويعد تل آثار الحيبة من التلال الأثرية المهمة وبه جبانة تعود لعصر الانتقال الثالث، كما أنه غنى بآثار لفترة تاريخية مهمة من الأسرة العشرين وحتى الأسرة الـ22 وهي من الفترات التاريخية المهمة وكانت بمثابة البلد الحدودية بين كهنة آمون في طيبة وملوك مصر في تانيس، وبني بها سور ضخم ختم بأختام كهنتها، ومنذ عام 2001، أصبحت الحيبة مركزا لعمليات تنقيبات بحثية مستمرة من قبل فريق علماء آثار جامعة كاليفورنيا، بركلي.

وأضاف الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، أنه جرى تخصيص 487 فداناً من الأراضي المملوكة للدولة بقرية الحيبة التابعة لمركز الفشن جنوب المحافظة، وذلك لإقامة مجمع صحي استشفائي بيئي متكامل، وفقاً للقواعد والقوانين الحكومية المعمول بها في هذا الشأن.
كل هذا كان دافعا للنصابين في استغلال هذه الشهرة العالمية للمنطقة في النصب بطريقة جديدة وهي عمل مقبرة فرعونية مقلدة في كافة محتوياتها وبيعها لراغبي الثراء السريع.

 

   

 كان اللواء أسامة حلمي مدير أمن بني سويف، قد تلقى إخطارا بقيام متهمين هاربين باستخدام حيلة ذكية للنصب، عن طريق تجهيز مكان عبارة عن شكل مقبرة أثرية أسفل الأرض منقوشة، وجدرانها مرسومة بالكامل، وبداخلها تابوت من الجبس، وتماثيل مصنوعة يدويًا، وكميات من السبائك المطلية بشكل الذهب مصنوعة من الجبس، وذلك للنصب على الطامعين في تجارة الآثار.

وكشفت لجنة الآثار التي جرى انتدابها بمعرفة النيابة أن المقبرة مزيفة و أن الرسومات الموجودة بها مرسومة من الكتب الفرعونية، وبداخلها كمية من التماثيل المصنوعة يدويًا وتابوت من الجبس وعليها نقوش وأشكال تشبه تماثيل الحضارة المصرية القديمة ولكنها مزيفة