اول سطر

ثرواتنا الأثرية فى الدلتا

طاهر قابيل
طاهر قابيل

المؤرخ «هيرودوت» هو أول من أطلق كلمة «الدلتا» على الأرض المتكونة من رواسب «النيل»عندما يبدأ مجراه فى أخذ طريقه ليصب بالبحر المتوسط آخذة شكل المثلث شديد الشبه بحرف الدال باليونانية.. تتميز أرض الدلتا بأنها خصبة وصالحة للزراعة فى جميع الأوقات فقد تكونت من الطمى القادم مع الفيضان وكان أجدادنا يطلقون عليها «تا محيط» وتعنى أرض ناحية البحر. 

الغربية محافظة ذاخرة بالآثار ففى عزبة «أبا يزيد» التابعة لمركز«قطور» وجدت تلا اثريا أسفرت الحفائر به عن العثورعلى عناصر معمارية وأرضيات وأحواض وقنوات للمياه والصرف من الطوب الأحمر وهو ما يشير لوجود حمامات يونانية.. وفى «بلتاج» عثرنا على تل كبير شيدت عليه منازل القرية والأرض الباقية استغلت فى الزراعة ولم تجر  بها حفائر.. وبقرية «نمرة البصل» عثر على تل أقيمت عليه أيضا منازل القرية ووجد به تاج وعمود من الجرانيت أثناء حفر أساسات أحد المبانى ..وفى بعض المساجد عثر على أعمدة أثرية أعيد استخدامها لحمل الأسقف وفى «ابيار» تم العثورعلى كتل حجرية منقوشة أحداها فى مئذنة مسجد القرية وبالنحارية وجدت بعض القطع بمسجد الشيخ محمد ابن زين المادح.

 يعد مسجد السيد البدوى فى طنطا تحفة معمارية وقيمة أثرية ويعود بناء «العامرى» للعصر الفاطمى ولم يتبق منه سوى مئذنته وبنى»الاحمدى» فى عهد السلطان قايتباى..

ومنبر «المتولى» من أهم التحف الأثرية ..ويعود «ابو الفضل الوزيرى» للعصر المملوكى وفى أول الأمر تم انشاء «أحمد البجم» مدرسة لتحفيظ القرآن وتدرَيس الفقه وأُطلِق عليه الأزهر الصغير وتم تجديده وتحويله إلى مسجد ومئذنته من أجمل المآذن ومحرابه تعلوه زخرفة ويتميز سقفه الخشبى بزخارف ملونة ..

أما أحمد البدوى فهوأحد أقطاب الصوفية وقد أفنى حياته فى نشر العلم وانشأ أحد تلاميذه له زاوية حول قبره كان يذهب إليها تلاميذه وأتباعه فأقيم مكانها مسجد  له ..

وللاهتمام بالآثار القبطية تم تحويل سوق عشوائى إلى مكان حضارى وطلاء جميع المبانى المطلة على «مسار العائلة المقدسة» وتركيب كاميرات مراقبة ..

ومن أشهر الأماكن القبطية  وأقدمها كنيسة  الشهيدة رفقة التى دفنت بها مع أولادها وكانت فى الأصل منزلا على  النظام البيزنطى من الخشب المطعم بالعاج وقد جاءت رفيقة من قوص بالصعيد الى دمنهور ودفنت فى سنباط .  

العديد من  المساجد والكنائس والأديرةالأثرية موجودة بمحافظة الغربية تعود للعصرين الإسلامى والقبطى  وتعرف مدينة المحلة الكبرى بتاريخها العريق فى صناعة الغزل والنسيج ويعتبر برج الساعة بها شاهداعلى العمارة الإنجليزية لتشابهها مع ساعة «بج بن» فى لندن.. ودعت المحافظة متمنيا ان ننظم رحلات مدرسية وجامعية واقامة فنادق ريفية لتعرف الأجيال الجديدة ما تملكه بلدنا من ثروات أثرية يجب أن نحافظ عليها  .