أخر الأخبار

خبراء الاقتصاد المنزلي يقدمون روشتة مواجهة ارتفاع الأسعار

أرتفاع الأسعار
أرتفاع الأسعار

ارتفعت الأسعار، ومعها زاد جشع التجار، فبات المواطن يعيش فى قلق دائم وتفكير مستمر ما بين تلبية احتياجاته الأساسية واستغلال السوق، وجاء السؤال الصعب والمتكرر على لسان الكثير من المواطنين وهو: كيف يمكن ترتيب أولويات الشراء؟ وكيف يختارون الوقت المناسب للشراء، لذلك تقدم «آخرساعة» دليلا للمواطنين من خبراء الاقتصاد المنزلي ليساعدهم على فهم ألاعيب السوق وبما يمكنهم من هدم خطط التجار فى استغلال دوافع شرائهم دون رحمة.

الدكتورة إيناس السيد الدرديري، رئيس قسم الاقتصاد المنزلي كلية التربية النوعية جامعة بنها، تقول إن أول سر يجب على المواطن معرفته هو تنظيم ميزانية الأسرة المقسم لثلاثة أمور أساسية وهي تحديد الأولويات وتقليل الإنفاق وإيجاد بدائل أقل سعراً، وهذا يحدث عند اتباع الأسلوب الإداري الأمثل في إدارة ميزانية المنزل والوقوف على الموارد المتاحة للأسرة للوصول إلى ترشيد الاستهلاك، فبعد استقطاع جزء ثابت من ميزانية الأسرة لبنود فواتير الكهرباء والماء والغاز، وأيضا جزء آخر للطوارئ ومصاريف الدراسة للأبناء، يأتي الجزء الثاني الذي نعتمد فيه توفير الأساسيات فقط واتباع سياسة الاستغناء عن السلع الترفيهية.

وتضيف: الوعي بالقيمة الغذائية الموجودة في الأطعمة يوفر أموالا كثيرة في الوقت الحالي، فعلى سبيل المثال عند شراء احتياجات المنزل من سلع غذائية فعلى ست البيت البحث عن منتجات متنوعة لعدد من الشركات لشراء السلع الأقل سعرا والأفضل جودة بما في ذلك السلع الثابتة كالزيت والسكر والأرز، كما يمكن التوفير في استهلاك المنتجات الأخرى والبحث عن بدائل، فإذا كان سعر البيض مرتفعاً نسيبا فيمكن استبداله بالجبن القريش للحصول على نسبة بروتين كافية من خلاله، كما أن التنوع في طريقة إعداده مع إضافة بعض الخضراوات يجعله يعادل قيمة طبق متكامل كافٍ لوجبة إفطار أو عشاء.

أسرار تحطيم الأسعار
وتشير إلى أن شراء ما يكفينا فقط من أهم أسرار تحطيم الأسعار، بل ويحافظ على ميزانية الأسرة من الإهدار، فلا يشترط تناول الدجاج واللحوم يوميا، فيكفى تناولها مرتين أسبوعيا واللجوء للسمك مرتين أيضا لانخفاض سعره بشكل ملحوظ عن بقية المنتجات الحيوانية، وعن باقي أيام الأسبوع فيمكن الحصول على البروتينات من خلال العودة مرة أخرى للأكلات القديمة التي تشمل البقوليات والخضراوات مثل الفول والعدس واللوبيا والفاصوليا والبصارة والمسقعة وغيرها، وعند الطهي فيكفي استخدام ملعقة صغيرة من السمن مع ملعقة من الزيت، ليكون بذلك الطعام أكثر صحة وتوفيراً، وإذا كان سعر السمن البلدي ارتفع بشكل زائد، فتعلمي تجميع قشدة الحليب واصنعي الزبدة بنفسك دون تكلفة عالية.
وتوصي بضرورة دراسة الأسلوب العلمي في التخطيط المالي لبنود الإنفاق بميزانية الأسـرة للوصـــول إلــى التـســـوق الاقتصـــادي الفعال في ظل ظروف غلاء الأسعار، فمثلا عن شراء البهارات أو الأطعمة الجافة فيمكن شراء الأنواع السائبة من العطار فهي أرخص من المعبأة، كمــا يفضـــل شـــراء احـتياجـات المـنزل بالأسـبوع وليـس بالشهر حتى لا يتم إهدار الميزانية بشكل يفوق الإمكانيات لذا يجب أن يكون هناك توازن في الإنفاق.

شراء حسب المزاج
من جانبه، يؤكد الدكتور وليد شعبان مصطفى، أستاذ ورئيس قسم الصناعات الجلدية السابق بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، أن هناك بعض النظريات التي توضح دوافع الشراء وكيفية إدارتها بالشكل الصحيح خصوصا في وقت المغالاة في أسعار السلع، ولأن الشراء لا يقتصر فقط على الطعام والشراب ولأن هناك بنودا لا يمكن الاستغناء عنها وتستهلك أموالنا، مثل شراء الملابس ومكملاتها، والعطور، ومنظفات المنزل، وغيرها من الأموال التي تصرف على التنزه والتحركات اليومية.
قسمت النظريات العلمية دوافع الشراء إلى دوافع عقلانية ودوافع اندفاعية، وإذا نجح المواطن في تأجيل عملية الشراء عند الأوقات التي يحددها التجار أثناء فترة الخصومات والعروض، سيفاجأ بارتباك التجار وتقليل الأسعار الذي يحدث تلقائيا نتيجة زيادة المعروض وقتها، بالتالي سيتمكن من الشراء في التوقيت الذي يحدده مزاجه، بل وبالسعر الذي يرضيه، وذلك دون حاجته للمزيد من عمليات الشراء المتكررة.

ثقافة الملبس
ويشير إلى أن الإلمام بمعرفة ثقافة الملبس دون الاندفاع وراء «أوكازيونات الموضة» التي يحدد مواعيدها تجار الملابس للتخلص من بضائعهم المخزنة، سيساعدهم كثيرا في معرفة طرق الوصول لأزياء تناسب شكل أجسامهم من خلال الألوان والأشكال والخطوط، وأيضا توفر لهم أموالهم، مؤكدا أن اختيارهم لبدائل الملابس باهظة الثمن واستبدال الماركات العالمية بالمنتجات المحلية والتي تتمتع حاليا بخامات وأسعار وتصميمات ممتازة، وتمكنهم من إعادة تدوير الملابس بإجراء بعض التعديلات البسيطة، مثل إضافة تطريزات أو حلي وأكسسوارات لجعلها جديدة مرة أخرى، تعد من أيسر الطرق لبيوت الأزياء والموضة.

وتابع: الحكومة أصبحت تولى اهتماما كبيرا لإحياء الصناعات المصرية من جديد، وظهر ذلك في مدينة الروبيكي أكبر مدينة صناعية متكاملة لصنع المنتجات الجلدية من الألف للياء بما فيها الحقائب والأحذية والأحزمة والمحافظ للرجال والنساء، مما يعمل على تشجيع المنتج المصري بشكل يناسب جميع المستويات والأذواق حتى نستطيع التغلب على الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع.
ويستطرد في تقديم نصائح بسيطة للنساء تمكنهم من التجديد والأناقة بشكل بسيط وغير مكلف، مثل التغيير في شكل الحجاب ولما له من دور كبير في تغيير شكل المظهر بالكامل لما يتمتع به من إضفاء لمسة جمالية نهائية جذابة، أيضا الحرص على استخدام الملابس التي تحتوي على أكثر من لون تمكنهن من تكميل الأناقة بشكل مختلف في كل مرة، وأخيرا إذا تعلمن فن الأعمال اليدوية وتصنيع الملابس بخيوط الكروشيه سينجحن في صنع منتج يدوي يوفر لهن نصف التكلفة، كما يمكنهن من البدء في مشروع صغير يزيد من دخل الأسرة.

بدائل للعطور والمنظفات
ويشير الدكتور وليد إلى أن العطور من الأساسيات التي لا يستغنى عنها كثير من الأشخاص، ولكن في ظل ارتفاع الأسعار أصبح شراء الأنواع الأصلية أمراً مكلفاً للغاية، لذا يجب إيجاد بدائل مناسبة، عن طريق شراء الأنواع «الهاي كوبي» أو التقليد، كما يمكن القيام بتركيب العطور الخام المركزة وصنع عطرك الخاص بثبات أقوى وبتكلفة بسيطة.
ويؤكد: عدم الانبهار بالشكل الخارجي لعلب المنظفات المستوردة يقلل عبئها الإضافي على الأسر، فهي لا تقل جودة عن عبوات المطهرات والصابون المحلي، بشرط ألا تكون منتجة من مصانع «بير السلم»، لذا ينصح ست البيت بالتفكير خارج الصندوق وعدم التمسك بالمنظفات الجاهزة للشركات الكبيرة سواء كانت لتنظيف الأثاث أو الأخشاب أو الأرضيات والصحون، كما توجد مناطق مخصصة لبيعها بالجملة كمناطق العتبة والرويعي وباب الشعرية، وتوفر أكثر من 40% من سعر المنظفات المتعارف عليها، كما يمكن الحصول أيضا على المادة الخام للتنظيف والقيام بتصنيعها حسب الحاجة، بمكونات بسيطة يمكن التعرف عليها من خلال البائع أو من على صفحات الإنترنت.

نقلا من عدد أخر ساعة : بتاريخ ٨ /٢ /٢٠٢٣

أقرأ أيضأ : خالد ميري: حديث الرئيس السيسي في افتتاح «سايلو فوودز» رسالة طمأنة للمصريين