فواتير باهظة دفعتها الدولة لاجتثاث الإرهاب.. «2013 - 2020» سنوات الذروة والمواجهة

هجمات الإرهاب شملت كافة محافظات مصر
هجمات الإرهاب شملت كافة محافظات مصر

على مدى عقود عديدة، عانت مصر من جماعات الإرهاب والتطرف، لاسيما مع بلوغ ذروة هجماتها الإرهابية فى الفترة التى أعقبت ثورة الثلاثين من يونيو  عام ٢٠١٣، الأمر الذى مثل تهديداً وجودياً للدولة المصرية.. وخلال الفترة بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥.

جاءت مصر فى قائمة الدول الأكثر تعرضاً للإرهاب، مما دفع الدولة المصرية إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الأمنية والسياسية والعسكرية والفكرية لمواجهة الإرهاب الذى أصبح يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومى المصرى.. وجاءت تكلفة التطرف والإرهاب الذى عانت منه مصر باهظة جداً.

وتعددت أوجه هذه التكلفة سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى، وهو ما تناولته دراسة مهمة أعدها ونشرها المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.

وحملت عنوان «تكلفة التطرف والإرهاب.. مصر فى ثلاثة عقود».. وفى سطور الملف التالى تستعرض «أخبار اليوم» ما جاء فى الدراسة المهمة.

وشهدت الفترة ما بين ٢٠١٣ - ٢٠٢٠ العديد من التغيرات التى طرأت على الأوضاع الأمنية فى مصر من حيث مستوى وحدَّة التهديدات الخاصة بنشاط جماعات التطرف العنيف.

وتنامى انضمام العناصر المتطرفة لتلك الجماعات، وبسبب ظهور تنظيمات إرهابية جديدة وحدوث تحول نوعى فى تبعية وعلاقات بعض التنظيمات الفاعلة فى الداخل المصرى مع تنظيمات متطرفة عنيفة عابرة للحدود.

وفى هذه الفترة أيضاً تنوعت التنظيمات الإرهابية ما بين تنظيمات إرهابية فى الداخل المصرى مثل «أجناد مصر - لواء الثورة - حسم - العقاب الثورى - داعش الوادى»، بالإضافة للعديد من الخلايا الإرهابية.

وفى نفس الوقت أعلن تنظيم «أنصار بيت المقدس» فك الارتباط التنظيمى والفكرى مع تنظيم «القاعدة» بزعامة «أيمن الظواهرى» وأعلن البيعة لتنظيم «داعش» بزعامة «أبوبكر البغدادى».

وفى نوفمبر عام ٢٠١٤ بث تنظيم «بيت المقدس» تسجيلاً صوتياً، هو الأهم خلال مراحل تطوره، أعلن بشكل رسمى البيعة لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وأطلق على نفسه اسم تنظيم «ولاية سيناء» كبديل ل«بيت المقدس»، ليصبح بذلك جزءاً من تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا والعراق.

ويأتى تنظيم «ولاية سيناء» فى مقدمة التنظيمات الإرهابية النشطة والفاعلة فى هذه المرحلة، حيث يتمركز فى منطقة شمال سيناء، ويمتلك مجموعة من العناصر الإرهابية ذات القدرات التدريبية والقتالية العالية.

وتنسب إليه أكبر العمليات الإرهابية التى شنت فى مواجهة قوات الأمن والمدنيين فى مرحلة ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو.

وقد توسعت قائمة الاستهداف الإرهابى خلال هذه المرحلة لتشمل بشكل خاص استهداف قوات الجيش والشرطة المصرية، وكان عام ٢٠١٥ هو الأكثر خطورة فى هذا المجال، ففى شهر يوليو من ذلك العام شهدت سيناء واحدة من أكبر العمليات الإرهابية.

والتى قام بها تنظيم «ولاية سيناء» ضد قوات الأمن المصرية من حيث النقاط المستهدفة، وتنوع الأسلحة حينما شن ٣٠٠ عنصر إرهابى ثلاث عمليات انتحارية استهدفت ١٥ موقعاً، أسفرت جميعها عن ١٧ شهيداً من القوات الأمنية المصرية، وحوالى ١٠٠ قتيل من العناصر الإرهابية.

ولم يكن الهدف من تلك العمليات إسقاط ضحايا من قوات الأمن، بقدر ما كان بمثابة محاولة لفرض السيطرة والإحكام على مناطق الشيخ زويد ورفح وقرى العريش.

ورفع أعلام التنظيم على المبانى الحكومية ومن ثم إعلان «ولاية إسلامية» بسيناء. أى بمعنى أدق كانت محاولة من تنظيم «ولاية سيناء» لتكرار ما حدث فى الموصل والرقة ودير الزور من قبل التنظيم «الأم» داعش.

وهى المحاولة التى باءت بالفشل ومثلت نقطة تحول هامة فى استراتيجية مكافحة الإرهاب بسيناء من قبل الدولة المصرية.. ويعد عام ٢٠١٥ هو الأكثر خطورة فى هذا المجال، ففى شهر يوليو من ذلك العام شهدت سيناء واحدة من أكبر العمليات الإرهابية.

والتى قام بها تنظيم «ولاية سيناء» ضد قوات الأمن المصرية من حيث النقاط المستهدفة وتنوع الأسلحة حينما شن ٣٠٠ عنصر إرهابى ثلاث عمليات انتحارية استهدفت ١٥ موقعاً، أسفرت جميعها عن ١٧ شهيداً من القوات الأمنية المصرية، وحوالى ١٠٠ قتيل من العناصر الإرهابية.

فى هذه المرحلة أيضاً، كانت دور العبادة للأقباط هدفاً رئيسياً لهجمات الإرهاب، ومن أشهر الهجمات التى قام بها الإرهابيون فى هذه المرحلة استهداف الكنيسة البطرسية فى ديسمبر عام ٢٠١٦ وكان استهداف المدنيين جزءاً رئيسياً من استراتيجية تنظيم داعش سيناء بهدف ترهيب المواطنين السيناويين الرافضين لتواجد التنظيم على الأراضى السيناوية.

وقد راح المئات من المدنيين ضحايا وشهداء لإرهاب داعش سيناء، منهم ٣٥ شيخ قبيلة، بحجة تعاونهم مع أجهزة الأمن المصرية أيضاً فقد استهدف داعش سيناء المواطنين المدنيين من الأقباط ففى شهرى يناير وفبراير عام ٢٠١٧ أعلن تنظيم داعش سيناء عن قتل سبعة مواطنين سيناويين مسيحيين فى إطار ما يمكن اعتباره سعى التنظيم لتفريغ مدينة العريش من المواطنين الأقباط.

وكذلك استهداف داعش المدنيين من الطرق الصوفية، فقام التنظيم الإرهابى بقتل الشيخ «سليمان أبو حراز» تحت حجة أنه مرتد لاتباعه طريقة صوفية. وتم استهداف مسجد الروضة فى بئر العبد فى نوفمبر ٢٠١٧، والذى أسفر عن سقوط ما يقرب من ٣٠٥ ضحايا والعشرات من المصابين بدعوى أن المسجد يتبع بدعاً صوفية كما استهدف داعش كبار رجال الدولة.

مثلما حدث فى ديسمبر ٢٠١٧ عندما حاولت عناصر إرهابية اغتيال وزيرى الدفاع والداخلية عبر محاولة استهداف الطائرة الهليكوبتر أثناء هبوطها فى مطار العريش.

وأما من حيث النطاق الجغرافى الذى شملته هجمات الإرهاب فى هذه المرحلة فقد شمل مجمل محافظات الجمهورية وبتركيز كبير فى محافظات شمال سيناء والقاهرة الكبرى وشهدت محافظات «مطروح والغربية والدقهية» عمليات إرهابية لأول مرة فى تاريخ رصد العمليات الإرهابية فى مصر.

وقد تنوعت الأسلحة والأساليب التى استخدمها الإرهابيون فى هذه المرحلة بدرجة أكبر من أى فترة سابقة، وشملت أسلحة خفيفة ومتوسطة بالإضافة إلى صواريخ أرض أرض وأرض جو وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة وظهر استخدام أسلحة القنص المتطورة.

وقد شارك فى تنفيذ الاعتداءات الإرهابية فى هذه المرحلة مجموعة كبيرة من التنظيمات ذات خلفيات متنوعة فكان هناك تنظيمات مرتبطة بتنظيم القاعدة مثل بيت المقدس والمرابطون وجند الله وتنظيمات تابعة لداعش مثل ولاية سيناء كما كان هناك تنظيمات محلية وهى التنظيمات الإرهابية التى خرجت من عباءة الإخوان مثل تنظيم حسم ولواء الثورة والعقاب الثورى بالإضافة لبعض الجماعات الإرهابية الأخرى مثل كتائب حلوان.

ويعد الجيل الأحدث من الإرهابيين وتنظيماتهم هو الأكثر خطورة، وهو يتسم فى تنظيمه وطريقة عمله بدرجة عالية من اللامركزية الجغرافية، ولديه قدرات متطورة، وقد يتصرف أحياناً كما لو كان جيشاً جيد التنظيم ولديه أجهزة استخباراتية.

اقرأ ايضاً | «برلمانية»: اشادة بلجيكا بنجاح مصر في مكافحة الإرهاب تأكيد على دورها الريادي

نقلا عن صحيفة أخبار اليوم: 

202302011