الشيخ عبدالظاهر أبو السمح.. أول إمام للمسلمين في مكة المكرمة

الشيخ العلامة عبدالظاهر أبو السمح
الشيخ العلامة عبدالظاهر أبو السمح

كان صاحب صوت ندى وشجي وكان الناس يتنافسون ويتزاحمون ليصلوا خلفه في المسجد الحرام وهو أول إمام يخطب في الناس بمكة المكرمة بالميكرفون وهو أول من أسس مدرسة الحديث المكى بمكة المكرمة أيضا وأخوه هو الشيخ عبدالمهيمن ابو السمح الذي ظل يؤم الناس في المسجد الحرام حتى وفاته وهو عمره 92 عامآ رحمه الله.


عبد الظاهر بن محمد نور الدين أبو السمح الفقيه، عالم أزهري وأحد أئمة الدعوة إلى السنة في مصر، والإمام والمدرس بالحرم المكي في عهد الملك عبد العزيز، ولد ببلدة التلين التابعة لمحافظة الشرقية، في عام 1300


الشيخ السمح من عائلة عُرفت باهتمامها بالقرآن، فأتم حفظه على يد والده في سن التاسعة ثم التحق بالأزهر فقرأ روايات القرآن السبع، كما اهتم بالتفسير والفقه واللغة العربية تلقى تعليمه على يد عدد من الشيوخ مثل الشيخ محمد الشنقيطي ومحمد عبده، وكان يحضر مجلس الشيخ محمد عبده وهو صغير السن.

 

بعد سنين من طلبه للعلم وعدة محاورات بينه وبين العلامة محمد الشنقيطيِ اعتنق الشيخ أبو السمح المذهب السلفي ، فعكف على دراسة كتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من الكتب، وساعده في ذلك طلبه للقرآن والسنة.

 

اقرأ أيضا : سهير رمزي: عرفت أبويا الحقيقي وعمري 13 سنة


وظائفه:

عمل بمدرسة بالسويس، ثم عاد للقاهرة وطلب العلم بمدرسة دار الدعوة، ثم عين مدرساً بالإسكندرية، وهناك قام يدعو إلى الله، مما أدى إلى انخفاض عدد زائري المشاهد والأضرحة وازدياد المصلين في المساجد، مما أدى إلى اعتداءات نفسية وبدنية عليه من قبل بعض أتباع الطرق الصوفية.


دعوة الملك عبدالعزيز له:

طلب الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من الشيخ أن يكون إماماً للحرم المكي، ومدرساً به وبدار الحديث بمكة المكرمة فقبل الشيخ الدعوة وتفرغ للإمامة والتدريس ليكون ثالث شيوخ الحرم المكي في العهد السعودي بعد الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ.


أول من استعمل مكبر الصوت: 

هو أول من استعمل مكبر الصوت في الحرم طلب العلم في الأزهر، ثم في مدرسة المعلمين الأولية وقد حضر مجلس الشيخ محمد عبده وحصل على شهادة كفاءة المعلمين. 


التحاقه بالدعوة:

التحق بدار الدعوة التي أنشأها رشيد رضا وكان يتعلم فيها ويعلم تجويد القرآن الكريم والخط. في سنة 1914 بعد إغلاق دار الدعوة انتقل الشيخ أبو السمح إلى الإسكندرية معلمًا خاصًّا لأبناء محمود الديب باشا.


زواجه:

تزوج في الإسكندرية أخت الشيخ محمد بن عبد الرزاق حمزة، وكان قد تزوج قبلها مرتين أنجب من إحداهما ابنه الأكبر عبد اللطيف أبو السمح. وقد رزق الشيخ أبو السمح من أخت الشيخ حمزة ثلاثة أبناء وثلاث بنات وقد تزوج للمرة الرابعة زوجة أنجب منها ثلاثة أبناء وثلاث بنات  فصار مجموع أبنائه وبناته أربعة عشر.


بدأ الشيخ أبو السمح دعوته إلى توحيد الله  عز وجل في الإسكندرية ، وقد استجاب له كثير ممن أكرمهم الله بالهداية والانتفاع بدعوته  حتى كون جماعة قوية تناصره، وتؤيد دعوة الحق 


عزوبة صوته:

فقد طلب إليه الملك عبد العزيز آل سعود أن يكون إمامًا وخطيبًا للحرم المكي لما أعجبه من صوته وعذوبة تلاوته للقرآن وقد أشجى الشيخ أبو السمح وأبكى المصلين خلفه من الوافدين إلى بيت الله الحرام من كل فج عميق خصوصًا في صلاة الفجر قرابة ربع قرن من السنين وكان موضع تقدير ولاة الأمر حينذاك، ولم تقف جهوده عند إمامة الناس بالمسجد الحرام، بل كانت له جهود أخرى في سبيل نشر دعوة التوحيد.


اسهاماته الطبية:

كانت له إسهامات طيبة في نشر العلم الصحيح، وتصحيح المفاهيم. ومن هذه الجهود :


درسه كان يلقيه في الحرم الشريف يزكي به النفوس ويطهر به القلوب من أدران البدع والخرافات.


أسس دار الحديث بمكة المكرمة:

كان له أثر كبير في تأسيس دار للحديث بمكة سنة 1352هـ على غرار  دار الدعوة والإرشاد ورحب الملك عبد العزيز بها وخصص لها مساعدة مالية سنوية، وبلغ من إعجابه بها وبصاحبها أن جعل دار الأرقم بن أبي الأرقم مقرًّا لها.


قالو عنه بعد وفاته:

وقد قال عنه الشيخ محمد بن عبد الرزاق حمزة: فقد الإسلام داعية من دعاته، وفقدت السنة بطلاً من أنصارها، وفقد المسجد الحرام إمامًا كان أهلاً لإمامته، وفقد القرآن المجيد وعاء من أوعيته، ومزمارًا من مزامير آل داود، مرتلاً لآياته بصوته الرخيم أمام وجه الكعبة ربع قرن من الزمان، وفقدت العبادة الخالصة تقيًّا من تقاة المؤمنين.


وفقدت دار الحديث المكية إدارة رشيدة، وسندًا ساندًا وتوجيهًا حكيمًا. 


فارس القرآن:

أنه فارس للقرآن حفظًا وتجويدًا وصوتا ونداوة تلاوتة، وعذوبة قرائه.


وقال عنه الشيخ إبراهيم بن عبيد في تذكرة أولي النهي  كان رجلاً عاقلاً أديبًا ذا بشاشة وتواضع رزينًا، له لحية كثة بيضاء ممتلئ الجسم، بهي المنظر كان لخطبته وقراءته وقع عظيم في النفوس.


محاضرات ومناظرات:

قام بعمل عدد كبير من المحاضرات والمناظرات حضرها وإتبعه عددٌ كبير من مشايخ الأزهر، ومن أبرزهم العالم الأزهري محمد عبد الرزاق حمزة، وبعد هذا الجهد إزدادت شهرة الشيخ كعالم كبير ومناظر لا يشق له غبار.


وفاته:

وقد ظل الشيخ أبو السمح مديرًا لدار الحديث ثمانية عشر عامًا موجهًا طلبتها وجهة الكتاب والسنة عملاً وعلمًا، وقد استعان بصهره الشيخ محمد بن عبد الرزاق حمزة ليعمل مساعدًا له ومعلمًا بالدار، وذلك بعد أن أصابته الشيخوخة المبكرة والضعف والوهن حتى عجز في آخر أيامه عن الإمامة والخطابة بالحرم إلا نادرًا.


وتوفي في الساعة الثالثة من صباح يوم الاثنين العاشر من رجب 1370 من الهجرة النبوية 1950م وقد جاوز نصف العقد السابع، وكانت وفاته بمستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية بالقاهرة كان نتيجة التهاب في الكليتين، وقد كان يشكو من قديم مرض السكر، فنشأ عن ذلك ضعف في القلب وهبوط في قواه.


مكانته لدى الجزيرة العربية:

نعاه الملك عبد العزيز عاهل الجزيرة العربية وقتذاك وقال عنه في برقية العزاء التي أرسلها إلى عبد اللطيف أبو السمح مصابنا مصابكم، وأمر باستضافة عائلته بالحجاز، وهذا إنما يدل على مكانة الرجل عند ملك السعودية وعظماء رجال الدولة.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم