وجدانيات

مصر والسعودية.. لشعبيهما

محمد درويش
محمد درويش

نعم.. البلدان لشعبيهما، منذ الأزل والعلاقة قائمة وإلى قيام الساعة سيظل شعبا البلدين فى وئام وإئتلاف، الشواهد لاتعد ولا تحصى على مر التاريخ، منذ أن وطأت السيدة هاجر المصرية أرضا غير ذى زرع لتتفجر على يديها وقدمىّ الرضيع عين زمزم برهانا على بركة المكان وبركة من سكنته.

البلدان لشعبيهما منذ أن أرسل المقوقس حاكم مصر هداياه للرسول الكريم وكانت سيدتنا ماريا القبطية رسالة مصر الحنون إلى خاتم المرسلين.

البلدان لشعبيهما حيث استقبل المصريون عمرو بن العاص فاتحا لاغازيا ليخلصهم من ظلم الرومان وجبروت قيصر.

البلدان لشعبيهما منذ زيارة الملك عبدالعزيز المؤسس للمملكة أرض مصر ولقائه وأنجاله بالملك فاروق وحضوره قمة أنشاص.

البلدان كان لهما مكانتهما فى التنزيل العزيز بأرض سيناء المباركة والبيت الحرام.

البلدان تجاوز حكامهما الخلافات فعاش الملك سعود وبعد تنحيه على أرض مصر عزيزاً مكرماً.

فى الخرطوم أغسطس 1967 كانت محطة تجاوز الخلاف مع الراحل العظيم الملك فيصل ودعم غير محدود لاسترداد أرض سيناء المغتصبة، قبلها عام 1956 كان الملك سلمان على رأس جنود السعودية، جاء لارض مصر ليساهم فى الدفاع مع اشقائه المصريين.

طبيعى أن تثمر شجرة الارتباط بين البلدين عن ثمار يندر وجودها فى أرض خصبة مشتركة، ولكن سرعان ما يتم تجاوزها ليبقى من الثمرات ما ينفع الناس ويذهب الزبد جفاء.

لن يضير الشجرة الراسخة المعمرة أن يقذفها أحدهم بنباله سواء من هنا أو هناك، قد تدفعه الحمية خاصة عندما يكون لفعلته مشجعون سواء كانوا حسنى النية أو سيئيها.

تظل للسعودية مكانتها فى وجدان ملايين المصريين فهى أرض الحرمين التى يهفو إليها فؤاد كل مسلم على أرض مصر وهى أيضا قبلة الذين يسعون فى أرض الله للمساهمة فى إعمارها وأيضا البحث عن مصدر للرزق فى عملية تبادلية لايستغنى عنها أهل الأرض فى أى زمان ومكان.

ولأن ديننا علمنا أنه لا تزر وازرة وزر أخرى فإن ما قد نسمعه أو نراه أو نقرأه من نفر قليل ينتمى لنا أو ينتمى لها ما هو إلا زوبعة فى فنجان سرعان ما تخبو كفقاعات الهواء، ولنا أن نقرأ التاريخ جيدا لنعرف أن الهدف واحد والمصير أيضا.