«حياة من رحم الموت».. قصص الناجين من زلزال تركيا وسوريا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتبت: إسراء ممدوح

 

وسط المأساة الواسعة التي عمّت في تركيا وسوريا إثر الزلزال الكارثي الذي بلغت قوته 7.8 ريختر فجر يوم الاثنين الماضي، يعمل رجال الإنقاذ بشكل ملحوظ لانتشال الناجيين من تحت الأنقاض في أسرع وقت.

ومع تواصل عمليات الإنقاذ تخرج قصص النجاة من تحت الأنقاض كما يتم إنقاذ أصاحبها، فالحياة هي الأمل الذي يتشبث به الجميع حتى وإن كان تحت ركام مبنى كامل.

وتستعرض بوابة أخبار اليوم خلال التقرير التالي أبرز قصص النجاة من تحت أنقاض الزلزال.

«نجاة من تحت الأنقاض»

فيما لا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة.. ظهرت بعض المعجزات لناجيين من أسفل الحُطام، تركت هذه القصص آمال كبيرة لمجموعات الإنقاذ، من بينها.. أظهرت لقطات مؤثرة لانتشال فتاة سورية، تسمي نور والتي تبلغ 4 سنوات مدفونة تحت كتل مُهشمه من الخرسانة والحديد المسلح بعد انهيار المبني الذي كانت تسكنه، وهي الآن بصحة جيدة.

 إنقاذ عائلة بأكملها بسبب باب

وقال أحد شهود العيان الذي يُدعي أسامة عبد الحميد من قرية عزمارين بمحافظة إدلب السورية، أنه كان مع زوجته وأطفاله الأربعة نائمين في شقتهم عندما أوقظهم اهتزاز قوي، وحاولوا الفرار من منزلهم، لكن قبل أن يصل إلى باب المبنى سقط المبنى بأكمله.

وكان باب خشبي يحميهم من قوة الانهيار، وأصيب هو وزوجته وثلاثة من أطفاله بجروح في الرأس، لكن جميعهم في حالة مستقرة في مستشفى دركوش السورية، وقال: إن "الله أعطاني حياة جديدة".

وُلدت.. وماتت عائلتها

وفي سوريا.. عثرت فرق الإغاثة علي مولودة جديدة بحالة مستقرة، وذلك بعد مرور أكثر من 30 ساعة، وكان مازال حبلها السري متصل بأمها التي ماتت بين الأنقاض.

فيما أفاد أحد الأقارب صالح البدران، بأن 7 أشخاص من أسرة الفتاة المولودة وهم الأم والأب وأطفالهم لم يبقي فيهم أحد علي قيد الحياة، وأن الوليد هو الوحيد الذي نجا، وتم إرسالها لحضانة في مستشفي.

 

وفي تركيا، بعد قضائه نحو 70 ساعة تحت الأنقاض.. تمكن تمكن رجال الإنقاذ من إخراج طفل يبلغ من العمر 7 سنين وإجراء الطوارئ اللزمة له.

 

وعلي جهة أخري، ينتظر الكثير من الأشخاص الناجيين من حادث الزلزال العنيف بتركيا وسوريا، خروج عائلتهم من تحت الأنقاض والبحث عن أحبائهم المفقودين.

أنين وبكاء

وبتركيا.. لم تزال عمليات البحث مستمرة عن المفقودين، وتزايد في حصيلة القتلى وانتقال مجموعات الإغاثة في الطرق المسدودة فضلًا عن الجهود المبذولة، وتركت بعض القصص بصيص من الأمل لعُمال الإنقاذ.

ومن بين هؤلاء الأشخاص الذين رٌزقوا بحياة جديدة فـ«بعد مرور أكثر من 24 ساعة تحت الأنقاض» تم إنقاذ صبي يبلغ من العمر 14 سنة، وذلك ببحث رجال الإغاثة أثناء عملهم أو تتبعهم لأي صوت أنين أو بكاء الصغير، وتم الإسراع به لإحدي المستشفيات القريبة وإجراء الطوارئ اللازمة.

إنقاذ 5 أطفال وأمهاتهم 

وخلال جهود رجال الإنقاذ المتوالية.. أنقذت فرق البحث في ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا أمًا وابنتها من تحت أنقاض المباني المنهارة بعد مرور 30 ساعة على وقوع الزلزال، وتم نقل الأم وابنتها إلى مستشفى قريب، إثر إنقاذهما من تحت أنقاض مبنى مكون من 6 طوابق.

وكذلك تم إنقاذ أًمًا ورضيعها بعد 29 ساعة قضياها تحت الأنقاض في ولاية هطاي، وفي منطقة نزيب بولاية غازي عنتاب، حيث تم إنقاذ أسرة مكونة من أم و3 أطفال بعد بقائهم 28 ساعة تحت المبنى المدمر، وفي ديار بكر، تم إنقاذ السيدة مروة أوزجوردمير صاحب الـ27 عامًا من تحت الأنقاض مصابة بجروح ليتم نقلها على الفور للمستشفى.

«سافر للبحث عن عائلته»

وفي تركيا.. قطع أحمد يلماز أكثر من 3 آلاف كيلومتر بالطيران في الليل بعدما لقي شقيقه مصرعه في الزلزال.

وفي نفس السياق، سافر يلماز خلال الليل من جنوب ويلز في بريطانيا من أجل الوصول إلى منزل عائلته في قرية توت في محافظة أديامان، جنوبي تركيا، حيث لقي شقيقه علي حتفه عندما انهار منزله جراء الزلزال، فيما أصيبت زوجته بجروح خطيرة ولا تزال اثنتان من بناتهما تحت الأنقاض، وخلال الرحلة، تلقى يلماز مكالمة من ابنة أخيه التي نجت، مفادها، أنه لم يأت أحد لمساعدة العائلة، فطغى الحزن على الرجل وأجهش بالبكاء.

وعند وصوله للقرية كان المشهد مروعًا، فالمكان مليئ بالدمار، وقال يلماز: "إنه أمر لا يصدق، فلم أشاهد شيئًا مثل هذا من قبل، أنا مصدوم حقيقة"، وعانقته شقيقته فارا التي نجت من هذا الزلزال.

ومن بين الأطفال السوريين، الطفل السوري كرم، الذي أنقذه فرق الإنقاذ من تحت الأنقاض في محافظة إدلب بسوريا، وعلت التكبيرات في موقع إنقاذ الطفل، الذي خرج وهو يضحك ويداعب الحاضرين من المنقذين.