مرصد الأزهر يحذر من المشاريع الصهيونية التي تستهدف أساسات المسجد الأقصى

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره الشهري حول الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، عن اقتحام 4,516 مستوطنًا لباحات الأقصى المبارك خلال شهر يناير المنُصرم، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني، وبقيادة عدد من الحاخامات الصهاينة المتطرفين.

وأكد المرصد في تقريره أن تكرار أداء الطقوس العلنية داخل باحات الأقصى، مثل طقس الانبطاح أو "السجود الملحمي" يمثل تجرؤًا على تنفيذ المزيد من الطقوس التي ترى المنظمات الصهيونية المتطرفة أن تنفيذها يتيح لهم المزيد من السيطرة على الأقصى، ويُحرض على المُطالبة ببناء كنيس صهيوني داخل باحاته، كهدف قريب، حتى يتحقق لهم هدفهم الخبيث في بناء هيكلهم المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك.

وإلى جانب طقس "الانبطاح – السجود الملحمي" عند باب القطانين، شهد الأقصى عددًا من الانتهاكات الأخرى، مثل: رفع علم الكيان الصهيوني، وقيام جنود الاحتلال الصهيوني بأداء الصلاة أكثر من مرة في باحاته. فيما تركزت أكثر الاقتحامات بالتزامن مع رأس الشهر العبري "شباط" الذي وافق 23 يناير ؛ حيث اقتحم المسجد في هذا اليوم نحو 350 مستوطنًا.

كما لفت المرصد إلى أن التحريض والاستفزاز بلغ ذروته مع قيام وزير الأمن الصهيوني "إيتمار بن جفير" باقتحام ساحات الأقصى، يوم 3 يناير، ومطالبته بتغيير الوضع الراهن في الأقصى، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه سيجدد اقتحامه للأقصى خلال الفترة المُقبلة، في تهديد فعلي بالتصعيد.

وظهر تأثير حكومة اليمين المتطرف على وضع "الأقصى" في تقرير نشرته القناة السابعة العبرية أشارت فيه إلى ارتفاع عدد المستوطنين المشاركين في تدنيس الأقصى منذ وصول حكومة نتنياهو إلى الحكم، حيث شهدت الفترة الأخيرة زيادة بنحو 7% مقارنة بالعام الماضي. كما تطرق تقرير القناة العبرية إلى الدور الذي لعبه اقتحام الوزير الصهيوني في زيادة أعداد المُقتحمين، وأن هناك ارتياح كبير بين صفوف المستوطنين منذ تولية الحقيبة الوزارية في الحكومة الجديدة.

في المقابل، منعت شرطة الاحتلال السفير الأردني "غسان المجالي"، من دخول الأقصى؛ حيث اعترض أحد أفراد شرطة الاحتلال طريقه، ومنعه من الدخول بحجة عدم التنسيق. 

وتعقيبًا على تلك الواقعة، يلفت المرصد إلى أنه رغم تمكن السفير الأردني من دخول الأقصى بعد بعض الوقت، إلا أن الواقعة تعكس بشكل واضح نهج الاحتلال الصهيوني في التعامل مع الأقصى كمقدس يهودي يخضع لإدارته فقط، وهو الأمر الذي رفضه الأزهر باعتبار ذلك يمس الوضع القائم داخل الأقصى المبارك.

وحذر المرصد في تقريره من مخططات منظمات الهيكل في عهد الحكومة الصهيونية الجديدة، والرامية إلى تمديد ساعات الاقتحامات اليومية، والسماح بها على مدار أيام الأسبوع،  وعدم حظر دخول الأداوت الخاصة بالطقوس الصهيونية، والسماح بتنفيذ كل الصلوات والطقوس، وفتح جميع أبواب الأقصى لدخول المستوطنين، وتمكينهم من تدنيس الأقصى في المناسبات الإسلامية، وإعلان الحق المتساوي في الأقصى،  وتحديد موقع لكنيس به. 

والشاهد على تلك المخططات، إرسال منظمة "العودة إلى جبل الهيكل" المتطرفة قائمة بطلباتها إلى وزير الأمن الصهيوني، والتي تضمنت تسهيل إدخال "قربان الفصح" وذبحه داخل الأقصى، في إطار حملتها لإدخال هذا القربان إلى الأقصى في عيد "الفصح"، الذي يوافق ما بين 6 – 12 أبريل.

ويحذر مرصد الأزهر من الحفريات والمشاريع الصهيونية التي تستهدف أساسات الأقصى المبارك، والتي كان آخرها حفر نفق جديد يخترق سور البلدة القديمة ويصل لأساسات المسجد، ويمتد النفق من وادي حلوة بسلوان وحتى شارع باب المغاربة، وهو النفق الذي ما زال العمل جار فيه حتى اللحظة.

ويُشدد على مواصلة دفاعه عن الأقصى المبارك، ورفضه أي مساس بالوضع القائم، واستمرار جهوده في التوعية بأهمية الانتصار للقضية الفلسطينية حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته، ويتخلص الأقصى المبارك من تدنيس هؤلاء الصهاينة.