«أندية الفتيات» للتوعية بخطورة الزيادة السكانية

جانب من أنشطة توعية الفتيات
جانب من أنشطة توعية الفتيات

زيادة عدد المواليد تؤدى بالتبعية إلى زيادة عدد السكان في مصر، وللأسف الشديد لا يزال البعض لا يبالى بكثرة الإنجاب طالما لم يُرزق بالولد بعد، خاصة في القرى والمناطق الريفية عمومًا، بسبب النظرة الموروثة للإناث بأنهن كمالة عدد، أما الذكور فهم من يحملون لقب العائلة وأساس تكوين الأسر، كما يظهر ذلك في التفرقة بين الإناث والذكور فى التعليم والعمل والرعاية، ما يجعل هذه العادات والتقاليد خطرًا يهدد التنمية الاقتصادية، ويشكل عبئا على موارد الدولة.

وتعمل نجوى بطرس، مديرة مشروع الشابات من أجل التوعية والوكالة والمناصرة والمساءلة (YW4A) بمركز الإبراهيمية للإعلام مع فريق عمل المشروع، على تغيير هذه النظرة للفتيات من خلال تنفيذ أنشطة المشروع المتعددة لتحقيق أهداف بعيدة المدى عن طريق تعزيز وتنويع مشاركة الفتيات وتضخيم أصواتهن للتأثير بشكل فعال على صنع القرار من أجل سلامتهن الجسدية ومشاركتهن على قدم المساواة، من خلال التعاون وبناء الشراكات مع المنظمات الدينية والمجتمعية لوضع سياسات ومعايير وممارسات عادلة تحقق المساواة بين الجنسين.
ويهدف مشروع الشابات أيضًا إلى القضاء على كافة أشكال العنف ضد الفتيات وحماية حقوقهن، وزيادة وعى الشابات بالمشكلات التى تعوق حقوقهن فى المجتمع وطرق مواجهتها من خلال وجود مساحة آمنة لتعبِّر الفتيات عن أنفسهن ويستطعن تكوين علاقات مشتركة مع الأقران لتبادل الخبرات.

ويتم ذلك من خلال تعزيز قيادة 4200 شابة للمشاركة الفعّالة فى العمل الجماعى وصنع القرار فى الأماكن العامة والخاصة، فقد تم إنشاء مساحات آمنة للفتيات من سن 18 لـ30 عاما تحت اسم «أندية الفتيات»، للتدريب على مهارات القيادة باستخدام منهجية التحول القيادى «انهضي»، لمناقشة العديد من الموضوعات الهامة كالعنف المبنى على النوع الاجتماعي، والتوعية بخطورة تزويج الأطفال والزواج القسري، وأيضًا التعرف على أضرار الحمل المبكر والحمل غير المرغوب فيه وختان الإناث، وتسليط الضوء على حق المرأة فى الحصول على رعاية صحية وإنجابية ملائمة لضمان سلامتها الجسدية.

وتتضمن جلسات هذا التدريب زيادة وعى الفتيات بأدوارهن القيادية والتوعية بكيفية حل مشكلة زيادة العدد السكانى من خلال التحدث عن أهداف التنمية المستدامة ومناقشة أبعاد المشكلة السكانية والتوعية بعدم وجود توازن بين عدد السكان والموارد والخدمات، والتأكد من أن هناك علاقة بين الأمية وزيادة معدل النمو السكاني، بالإضافة إلى ثقافة التعويض التى كانت منتشرة فى الماضي، فعلى سبيل المثال عندما كان يتوفى الكثير من الأطفال قديماً بسبب الكوليرا كانت تحرص الأسرة على التعويض بإنجاب أطفال أكثر فأصبحت عادة مجتمعية متوارثة يجب التصدى لها. كما يتم التحدث أيضاً عن أهمية المساواة بين الجنسين والتوعية بأن البنت مثل الولد، والأسرة ليست باحتياج إلى إنجاب المزيد من الأطفال سعيا للحصول على طفل ذكر، بغرض حمل اسم العائلة أو استكماله مسيرتها فى وظائف محددة.

أما مناقشة أنواع العنف والعنف القائم على النوع الاجتماعى فيتم التحدث فيه مع الفتيات عن المفاهيم والعادات والتقاليد الخاطئة ومن ضمنها مفهوم العزوة وعدم الاكتفاء بطفلين فقط، كما أن من ضمن الممارسات التقليدية المؤذية التى يتصدى لها المشروع هو حرمان الفتيات من الحق فى التعليم والعمل لأن الأولوية تأتى للذكور مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الأسرة والدولة، وأيضا معتقد ربط الزوج بكثرة أبنائه فينتج عنه امتناع السيدات عن اتباع وسائل تنظيم الأسرة المناسبة لها ليساعدها ذلك على الاهتمام بصحتها وأسرتها وتربية أولادها وتنشئتهم أصحاء جسدياً ونفسياً.

كما يعد الزواج المبكر من أهم أسباب الزيادة السكانية، حيث تتجه إليه بعض الأسر للتخلص من عبء رعاية الأبناء وبسبب انخفاض المستوى المعيشى للأسرة، وكثرة الخلافات الأسرية، لذا يتم اللجوء لتزويج بعض الفتيات فى سن صغيرة دون النظر لما يترتب عليه من تأثير سلبى على صحتها الجسدية والنفسية بسبب الحمل المتكرر وفقدان صحتها فى سن صغيرة، علما بأن الأسر الفقيرة تتجه للإنجاب أكثر لأن بعضها يرى أن الطفل ثروة اقتصادية، فيتم استغلالهن فى عمالة الأطفال أو تزويجهن للأثرياء بسبب احتياج الأسرة للمال مما ينتج عنه إنجاب أطفال غير مرغوب فيهم فيكون مصيرهم العمالة المبكرة وعدم وجود بيئة آمنة للعيش بها وهكذا تظل دائرة الزيادة السكانية فى اتساع مستمر.

أقرأ أيضأ : الساعة السكانية:31 ألف نسمة زيادة في عدد سكان مصر خلال ثمانية أيام

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا