صلاح الجهينى: «المطاريد» مليء بالكوميديا فى عالم كرة القدم

المؤلف صلاح الجهينى
المؤلف صلاح الجهينى

أحمد سيد

تجربة سينمائية جديدة يخوضها المؤلف صلاح الجهينى من خلال فيلم “المطاريد”، الذى نال إعجاب الكثيرين من عشاق السينما، وهو ما لمسه من ردود الأفعال المختلفة عن العمل فور عرضه، وقرر الجهينى فى هذا العمل أن يقدم توليفة فنية مليئة بعناصر المتعة والإثارة والرومانسية، وقد وجد ضالته فى لعبة كرة القدم، والتى يرتبط بها قطاع عريض من الجمهور، ومن خلالها يقدم رسالته وهى كيفية تحقيق الذات والطموح رغم الصعوبات التى قد تواجه أى إنسان.. فى السطور التالية يتحدث صلاح الجهينى عن تجربته الجديدة، وسر تحمسه لها كمؤلف ومشاركته فى انتاجها، كما يرد على اتهامات التشابه بين “المطاريد” وفيلم “424”، وظهور الراحل يونس شلبى ضمن أحداث الفيلم.

كيف استقبلت ردود الفعل حول الفيلم والتى جاءت متباينة ؟  
سعيد بكل ردود الفعل التى تلقيتها عن الفيلم، هناك قطاع عريض ممن شاهدوا الفيلم نال اعجابهم، خاصة أنه فيلم مليء بالأحداث ومصنوع بشكل جيد من خلال حبكة درامية متماسكة، ولكن التعليقات التى تلقيتها من جانب الجمهور جاءت بأن جرعة الكوميديا فى العمل ليست بالقدر الكاف، وأن هناك بعض المناطق التى كانت تحتاج إلى الكوميديا.

وما ردك على هذا الرأى أن العمل كان يفتقد للكوميديا فى بعض المواقف ؟
ردى الوحيد أن “اللى يقدر يقدم كوميديا أكثر من كده يورينا”، فقد حاولت واجتهدت قدر الإمكان، خاصة أن الفيلم استغرق وقتا طويلا فى كتابته وحاولت بمساعدة شخص آخر أن نقدم كوميديا مختلفة تعتمد على المواقف التى يتعرض لها الشخصيات فى العمل، بعيدًا عن الكوميديا التى تعتمد على الافيهات، كما أرى أن الكوميديا المبالغ فيها كنت نضر بالمضمون والرسالة المراد تقديمها فى الفيلم.

قارن البعض فيلم “المطاريد” بعدد من الأفلام التى تناولت كرة القدم أيضا كيف ترى هذه المقارنة وهل شاهدت هذه الأفلام قبل كتابتك للفيلم ؟
شاهدت جميع الأفلام التى تناولت كرة القدم مثل “424”، “الزمهلاوية”، “العالمى”، “غريب فى بيتى” و”كابتن مصر”، ولكن لم أتاثر بهم، وأرى أن المقارنة بين فيلم “المطاريد” وأى عمل أخر تم تقديمه عن كرة القدم تعتبر ظالمة، لأن فيلمى مختلف تمامًا عن هذه الأعمال.

وما الذى دفعك لتقديم عمل عن عالم كرة القدم ؟
كان الهدف أن أقدم فيلمًا كوميديًا، وكنت أبحث عن مرجع يدعم هذا الأمر، وهو ما وجدته فى عالم كرة القدم، فهو عالم مليء بالمواقف الكوميدية التى يمكن أن تخرج منها، وحاولت من خلاله أن نقدم أحداث مختلفة يتفاعل معها عدد كبير من الجمهور المحب لكرة القدم، فضلا عن أن رياضة كرة القدم تساعدنى فى تقديم الرسالة التى كنت أرغب فى تقديمها، وهى مقولة “البطولة ليست فى قهر المنافس ولكن فى قهر النفس”، والتى جاءت فى أول الفيلم، والرياضة ذاتها تحتوى على هذه الفكرة، فضلًا عن أن الفيلم يعتمد بشكل كبير على البطولة الجماعية، وكل شخصية بالعمل تحاول أن تحقق حلمها رغم الصعوبات التى تواجهها.

وهل كان ذلك سببا فى استعانة الفيلم بمشهد للاعب تنس الطاولة البارالمبى الشهير إبراهيم حمدتو ؟
على الرغم من أن مشهد إبراهيم حمدتو ،اللاعب الأول فى تاريخ الدورة البارالمبية الذى يمارس فيها رياضة تنس الطاولة مستخدما فمه نتيجة فقدان ذراعيه، قد مر سريعا إلا أننى أعتبره رمزا للفيلم، فضلًا عن المقولة التى كانت مكتوبة على أحد الحوائط والتى أظهرها الفيلم بقوة، وكنت مهتمًا فى نفس الوقت ألا تكون واضحة بشكل كبير حتى تصل رسالة الفيلم مع الأحداث، فضلا عن أنها جاءت على لسان أحمد حاتم فى نهاية الفيلم الذى يعيد مقولة والده ولكن بطريقة مختلفة.      

ولكن البعض شبة العمل بفيلم “424” تحديدًا، فما ردك على ذلك ؟
ربما هناك تشابه بين الفيلمين، ولكن قصة فيلم “المطاريد” مختلفة والضمون مختلف، وأرى أن كل عمل له توليفته الفنية التى تميزه عن الآخر، ولكن لا يمكن أن نقول أن الفيلمين متطابقين.

وماذا عن اختيار أبطال الفيلم ؟
اختيار أبطال الفيلم يعتمد فى الأساس على الشخصيات المكتوبة، وكنت حريص على اختيار هؤلاء الأبطال الذين يعتمدون بشكل كبير على الأداء الفنى بعيدًا عن الكوميديا، لأن العمل به مضمون مختلف، وكان من الممكن الاستعانة بعدد من نجوم الكوميديا الحاليين مثل بيومى فؤاد ومحمد ثروت، وهو ما نصحنى به عدد من المقربين، لكنى فضلت أن نبتعد قليلًا عن هؤلاء ونعتمد بشكل كبير على نجوم آخرين مثل أحمد حاتم وتارا عماد وإياد نصار، هذا إلى جانب عدد من نجوم الكوميديا مثل محمد حمود ومحمود الليثى ومحمود حافظ، وكنت أعتمد بشكل كبير على كوميديا الموقف.

ولكن كيف أقنعت إياد نصار بالمشاركة فى الفيلم ؟
إياد نصار كان رافضا فى البداية، وتردد كثيرا للموافقة على هذا العمل، ولكن بعد سلسلة من الجلسات اقتنع بالمشاركة فى العمل، وعقد عدة جلسات مع فريق عمله من أجل تحديد ملامح الشخصية وقرر أن يقدمها بالشكل الذى ظهر عليه كنوع من الكوميديا والاختلاف عن باقى الشخصيات التى قدمها، واستطاع إياد أن يقدم شخصية الرجل الشرير بطريقة جيدة.

كيف جاء فكرة ظهور الفنان الراحل يونس شلبى ؟
ظهور يونس شلبى فى الفيلم كان هدفه تكريمه، خاصة أن هؤلاء النجوم مثل يونس وسمير غانم وغيرهم من الكوميديانات لم يحصلوا على حقهم، على الرغم من أنهم قدموا أعمالًا تظل خالدة فى تاريخ السينما المصرية، كما قمنا بالاستعانة به فى البناء الدرامى من خلال فكرة النادى المهجور.

تشارك لأول مرة فى الإنتاج من خلال هذا الفيلم، كيف ترى هذه التجربة ؟
أراها تجربة صعبة للغاية، وعانيت منها كثيرًا، حيث كنت حريصًا على الاهتمام بكل التفاصيل الخاصة بالعمل، وأتصور أن هذا الأمر أرهقنى على الرغم من أننى كنت مارست هذا الدور مع المخرج طارق العريان فى فيلم “ولاد رزق” بجزئيه، ولكن تجربة “المطاريد” كانت الأصعب.

وهل يعنى ذلك أنك ستكرر خوض تجربة الإنتاج مرة أخرى ؟
لا استطيع حاليًا أن أحسم الموقف الخاص بى، ومازلت أفكر فى الأمر كثيرًا، خاصة أنها كانت تجربة مريرة بالنسبة لى، وبالتالى أحتاج إلى بعض الوقت من أجل الوصول إلى قرار نهائى، وإن كانت مشاركتى فى الإنتاج عطلتنى عن الكتابة الى حد ما.  

كونك مشاركًا فى إنتاج الفيلم وتأليفه، هل تدخلت فى اختيار الأبطال ؟
تدخلت بدورى كمنتج منفذ وكمؤلف أيضا فى جميع عناصر العمل، وهو أمر طبيعى بالتعاون مع المخرج ياسر سامى، وهذا العمل استغرق وقتًا طويلًا من أجل تنفيذه حيث كتب له ما يقرب من 13 مسودة حتى نخرج بالسيناريو النهائى، وكان ذلك بمساعدة شخص معى فى كتابة السيناريو والمواقف الكوميدية، فضلًا عن أن هناك 15 شخصية فى العمل تقريبًا، وهو ما دفعنى لاستغراق وقت أكبر فى الكتابة والإنتاج أيضا، خاصة أننى أعمل بطريقة مختلفة عن باقى المؤلفين، حيث أقوم بكتابة الأعمال وبعدها نختار الأبطال، وليس العكس.  

بما أنك قدمت فيلم عن كرة القدم ما هو النادى الذى تشجعه ؟
أنا مشجع زملكاوى، ويمكن أن تقول أننى لا أحب التعصب وإن كنت اتعصب وقت المباراة فقط.

أقرأ أيضًا | رغم إعلان الفيشاوي.. الجهيني ينفي تصوير «ولاد رزق 3»