منصورة عز الدين تكتب: على هامش معرض القاهرة للكتاب

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

في دورة هذا العام، عاد معرض القاهرة الدولي للكتاب، بكامل قوته بعيدًا عن تأثيرات وباء كورونا التي أطلت برأسها، بدرجات متفاوتة، في الدورتين الماضيتين، سواء عبر حضور الوباء نفسه في خلفية الحدث وتحجيمه لحجم المشاركات وطبيعتها كما حدث في الدورة الصيفية عام 2021، أو عبر ما خلفه على دور النشر – خاصة الدور الصغيرة والمستقلة- من آثار سلبية.


وهذا العام، بدا الأمر كأن كل ما يخص الجائحة بات بعيدًا عنا، لكن في المقابل، جاء المعرض وقد تغير الكثير مما نعرفه عن سوق النشر وعن طبيعته وتوازناته. ففي ظل الارتفاع الهائل في أسعار الورق والأزمة الاقتصادية العامة.

وتضاعفت أسعار الكتب الورقية، ففرض الكتاب الإلكترونى ممثلًا فى تطبيق «أبجد» تحديدًا، نفسه على مشهدي النشر والقراءة، في وقت بدا فيه أن الكتاب الصوتي لم ينجح بالقدر نفسه في ملء المساحة الشاغرة، وهذا أمر يحتاج إلى الكثير من البحث لفهم أسبابه.


ولكن رغم كل التغيرات والتحولات الأخيرة في عالم النشر والكتاب، شهد معرض القاهرة للكتاب إقبالًا هائلًا من جمهور القراء، وامتلأت أجنحته وأروقته بهم، كما امتد حضور الجمهور إلى الأنشطة الثقافية سواء في ندوات البرنامج الثقافي أو في ندوات البرنامج المهني.


ومن المفهوم أن بعض هذا الحضور كرنفالي، غرضه الاستمتاع بأجواء المعرض المعتادة سنويًا، لكن من الإجحاف أن نسحب هذا على الكل، فكثير من زوار المعرض قراء حريصون على شراء الكتب إن استطاعوا إليها سبيلًا في ظل الغلاء الحالي.

وقد قدمت العديد من دور النشر خصومات كبيرة بالفعل، لكن هذه الخصومات على أهميتها القصوى، تظل حلولًا فردية ومؤقتة، ولا تُغني عن ضرورة دعم الدولة للكتاب، فنحن في أمس الحاجة الآن إلى توفير الكتب الجيدة بأسعار في متناول جميع شرائح المجتمع.

ولن يحدث هذا سوى بدعم المواد الداخلة فى صناعة النشر، وتزويد المكتبات العامة بأحدث الإصدارات، والنهوض بمكتبات المدارس والجامعات. ولا توجد مناسبة للتذكير بهذا أفضل من موسم معرض القاهرة الدولى للكتاب، بكل ما يمثله للقراء من معنى وذكريات تربطهم بالقراءة والثقافة.
 

اقرأ أيضاً | جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم للباحثين 28 كتابًا في تخصص العقيدة والفلسفة