فى الشارع المصرى

قاطنو «سوميد» يعانون!

مجدى حجازى
مجدى حجازى

وصلتنى رسالة من المستشار عادل صالح المحامى بالنقض والإدارية العليا، تعقيبًا على سلسلة المقالات، التى كتبتها بشأن إهمال نظافة المجاورتين «13 و14» فى حى غرب سوميد، بمدينة 6 أكتوبر.. التى بدأتها منذ 24 ديسمبر الماضى، بعنوان: «خطيئة جهاز 6 أكتوبر»، حيث تناولت خلالها مشكلة رفع جهاز المدينة لـ «صناديق القمامة» من شوارعهما، وترك قاطنيها يعانون من احتلال أكوام القمامة مواقعها، لتستمر المأساة، ويظل السكان يشكون «تعنت» جهاز 6 أكتوبر بشأن إعادتها، رغم أن ما أقدم عليه جهاز أكتوبر مخالفة فجة لـ «النظام العام»، ويمثل إصرارًا على السير عكس اتجاه «منظومة النظافة» فى الدولة، وخرقا مباشرا لقانون الحفاظ على البيئة.. وفى الأسبوع الماضى، كتبت بعنوان: «د. مدبولى.. وتحدى مشكلة النظافة»، عرضت خلاله صورًا مشرقة لانضباط «منظومة النظافة» فى أرجاء مصر.. جاء فى التعقيب: 

(أقول لمن يهمه الأمر: إن المسئولية فردية يتحمل نتائجها كل على حدة، فالنجاة يوم القيامة مشروع شخصى، لن تُعذر بتقصير الناس، أو انحراف الآخرين أو خذلان الأقربين والأبعدين، فدنياك اختبار لك وحدك، فاعمل لنفسك واجتهد لنجاتها، والفوز بالجنة.. ولنتأمل تلك الآيات، ففيها ميزان علام الغيوب: 
﴿فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ﴾ «الأنعام: 104».. ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ﴾ «الجاثية: 15».. ﴿وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ﴾ «لقمان: 12».. ﴿وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ﴾ «فاطر: 18».. ﴿وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ﴾ «العنكبوت: 6».. ﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ﴾ «النمل: 92».. ﴿وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ﴾ «محمد: 38».. ﴿فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ «الفتح: 10».. ﴿وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ﴾ «النساء: 111».

واتساقًا مع هذا المنطلق لنتعرف على قوانين محكمة يوم القيامة: فنجد «الملفات غير سرية»: ﴿ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا﴾ «الإسراء: 13».. كما أن «الحضور تحت حراسة مشددة»: ﴿وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ «ق: 21».. ولنتيقن أن «الظلم مستحيل»: ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ «ق: 29».. و«ليس هناك محامٍ يدافع عنك»: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ «الإسراء: 14».. و«الرشوة والواسطة مستحيلة»: ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴾ «الشعراء: 88».. و«لا يوجد تشابه أسماء»: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ «مريم: 64».. و«استلام النطق بالحكم باليد»: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾ «الحاقة: 19».. و«لا يوجد حكم غيابى»: ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ «يس: 32».. و«لا يوجد نقضٌ أو استئناف»: ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾ «ق: 29».. و«لا يوجد شهود زور»: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ «النور: 24».. و«لا توجد ملفات منسية»: ﴿أحْصَاهُ الله ونسُوهُ﴾ «المجادلة: 6».. ونجد «ميزانا دقيقا للأعمال»: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسبين﴾ «الأنبياء: 47»)... «انتهت الرسالة». 

أشكر المستشار عادل صالح المحامى بالنقض والإدارية العليا، على طيب أخلاقه، وأشهد الله أننى نشرت رسالته تلبية لطلبه، وادعوا معى: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ «البقرة: 201».. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.