قلم على ورق

الأقصر .. أفلام وأحلام وتحديات

محمد قناوى
محمد قناوى

أشفق على صُناع مهرجان الأقصرللسينما الإفريقية والذى تنطلق دورته الثانية عشرة مساء اليوم بسبب التحديات الكبيرة والقاسية، التى يواجهها المهرجان هذا العام بداية من العجز الكبير فى الميزانية والتى انخفضت للنصف تقريبا، إما بسبب إنسحاب بعض الرعاة من رجال الأعمال والذين كانوا يغطون جزء كبيرمنها بسبب الأزمة الإقتصادية العالمية والتى تسببت فى ارتفاع مبالغ فيه فى أسعار تذاكر الطيران وإقامات الفنادق والإنتقالات، ووصولا إلى تراجع مستوى الأفلام الروائية المصرية، لدرجة أن إدارة المهرجان لم تجد فيلما روائيا يمثل السينما المصرية فى المهرجان، فاستعانت بفيلم وثائقى ليشارك فى مسابقة الفيلم الطويل وهو «بعيدا عن النيل» .

ورغم هذه التحديات التى كان يمكن أن تعصف بهذه الدورة ولا تجعلها تخرج للنور لولا إيمان صُناع المهرجان»سيد فؤاد وعزة الحسيني» بأهمية المهرجان وتأثيره سواء فى صناعة السينما أو على قوة مصر الناعمة فى إفريقيا، كما أنهم يحملون بداخلهم أحلاما وطموحات يعملون طوال العام على تحقيقها من أجل خروج المهرجان للنور، ولن يسمحوا لتلك التحديات بأن تجهض أحلامهم، فقد نجحوا فى برمجة دورة جديدة من عمر المهرجان، تتوافر فيها عناصر النجاح بداية من مسابقات المهرجان الأربعة، والتى تنوعت أفلامها ومدارسها السينمائية من 31 دولة أفريقية لتقدم وجبة سينمائية لأهل الاقصر وجمهور المهرجان، ومرورا بمشروع»فاكتوري» لدعم صناع السينما من الشباب المصريين والإفارقة، حيث يشهد المشروع هذا العام دعم مشروعات عشرة أفلام قصيرة لمخرجات شابات،كما حرصت برمجة المهرجان على تحقيق التواصل مع المجتمع المحلى الذى يقام فيه المهرجان حيث يعقد عشر ورش فنية لأبناء الأقصر فى فنون السينما لدعم المواهب فى الصعيد يحاضر فيها كبار المتخصصين مثل» فوزى العوامري، أحمد مختار، محمد شفيق، كوثر يونس، شويكار خليفة وغيرهم «. 

كما اهتم المهرجان كعادته سنويا بالاحتفاء بالتكريم لرموز سينمائية مصرية وإفريقية فى مقدمتهم الفنان المصرى الراحل صلاح منصور الذى يحتفل المهرجان بمئويته، ومرورا بالمخرج السنغالى منصور سورا واد، والمنتج الموزمبيقى بيدور بيمانتا، والفنانة المصرية هالة صدقي، والموسيقار المصرى هشام نزيه، ونجم الشباب محمد رمضان كما يحتفى برموز سينمائية راحلة مثل التونسى هشام رستم والجزائرية شافية أبو بدراع.

منذ انطلاق الدورة الأولى لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية قبل 12 عاما وهو يواجه تحديات كبيرة، ولكنه فى كل مرة يصمد ويقاوم ويكبر لإيمان القائمين عليه بأنه يلعب دورا كبيرا فى دعم الثقافة السينمائية المصرية وتنشيط السياحة بالإضافة إلى أنه يعد أحد أذرع قوة الدولة المصرية الناعمة .