يحدث فى مصر الآن

معرض الكتاب نجاح باهر

يوسف القعيد
يوسف القعيد

باقٍ من عمر معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الرابعة والخمسين يومان. ولأنه أنجح معرض شاهدته، فأنا أذهب إليه منذ دورته الأولى التى عُقِدت فى دار الأوبرا القديمة 1969، ومن يومها وأنا أحرص على الذهاب إليه أكثر من مرة واعتباره عيداً من أعياد الثقافة، وليس معرضاً للكتاب فقط.

هذا العام حمل معه الجديد. فوزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى حرصت على التواجد هناك فى أرض المعارض بشكل دائم وتتفقد الأجنحة.

والدكتور أحمد بهى الدين رئيس هيئة الكتاب من الصعب أن تعثر عليه فى مقره. فهو دائم التردد على الأجنحة والاستماع لملاحظات القُراء وأصحاب دور النشر وضيوف مصر من الأشقاء العرب الذين جاءوا للقاهرة لحضور المعرض لاختلافه عن باقى معارض الكُتب الأخرى.

تجاوز الحضور 1.1 مليون زائر.

وهو رقم مُبهج ويُعتبر تتويجًا لدور مصر الثقافى فى الوطن العربى والعالم الثالث والعالم. يؤكد هذا تنوع الجمهور والحرص على شراء الكتب. وعندما رأيتُ أُسراً تذهب للمعرض لقضاء يومٍ هناك. أدركتُ أن الزيارة تجعل من الكتاب وقوداً للحياة اليومية.

لاحظت على الخارجين حملهم كُتبًا كثيرة اشتروها من أجنحة المعرض.

وتمتعوا بنسب الخصم العالية التى حرص القائمون على المعرض على التأكد منها. ولأول مرة أشترى كُتبًا يقل سعرها عن العشرين جنيهًا وربما العشرة جنيهات.

مع أن الكتاب يُعانى من أزمة ورق وتكاليف طباعة غير عادية. وهى مشكلات موجودة على مستوى الدنيا. ورغم هذا أعلن الناشرون المصريون والعرب الممكن والمستحيل حتى يصل الكتاب للقُرَّاء مهما كانت ظروفهم الاقتصادية.

شاركتُ فى أكثر من ندوة من الندوات التى أُقيمت بالمعرض. ولاحظتُ أن الحضور كثيف. وأن القاعة ممتلئة عن آخرها بالضيوف الذين أتوا من كل مكان فى الدنيا. فقد استمعتُ لأحد الحاضرين، وعندما سألته عن بلده قال لى إنها جرجا فى صعيد مصر.

وهذا معناه أنه سافر من الصعيد الجوانى إلى القاهرة فقط من أجل أن يحضر هذا المعرض. وتلك ظواهر ربما كانت موجودة فى السنوات الماضية.

وبالفعل يؤكد هذا المعرض بزحامه أن النجاح قد حدث. وأن الوعى فى الفترة القادمة سيكون مختلفاً عن السنوات السابقة. وأن الاحتفالات التى ستُقيمها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ثلاث مدن سيناوية ستُصبح تعبيراً عن واقعٍ موجود نعيشه ونلمس آثاره ونُدركه.

ألقيتُ نظرة على الأجنحة والندوات الأخرى فاكتشفت شعباً أتى من أجل أن يحتفل بفكرة القراءة. وأن يسعد بها. ولأن عشق الكُتب لا نهاية له. فأنا أعتبر أن ديوان شعر صلاح عبد الصبور: أحلام الفارس القديم، والمطبوع بخط يده عملٌ لم تقم به سوى هيئة الكتاب. وقد صدر منذ سنوات، وأحلم بإعادة طباعته إن كان قد نفد.. أيضاً المؤلفات الكاملة لصديق العمر ورفيق الدرب المرحوم جمال الغيطانى كانت مفاجأة جميلة من هيئة الكتاب.