أزمة سكان| الحكومة تدرس مواجهة الزيادة السكانية بحوافز إيجابية

أزمة سكان
أزمة سكان

عبد الجليل محمد - دعاء سامى - سحر شيبة

يدرس مجلس الوزراء حاليا اطلاق برنامج تحفيزى لضبط النمو السكانى والحد من الزيادة السكانية ، بهدف الوصول إلى معدل إنجاب أقل مما هو عليه حالياً، حيث إن معدل الإنجاب فى مصر حوالى 2٫8 طفل لكل أسرة بناء على بيانات عام 2022، والهدف من البرنامج هو وصول هذا المعدل إلى 1٫6 طفل لكل أسرة بناءً على مستهدفات المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية..

 تستهدف المقترحات والتصورات الخاصة بهذه الحوافز، تحفيز السيدات اللاتى يلتزمن بالضوابط التى تحقق أهداف المشروع عند سن 45 عاما، ومن هذه الضوابط أن تلتزم الأسرة بإنجاب طفلين على الأكثر، والمباعدة بين الولادات، مع التزام السيدات بالفحص الدورى لسرطان الثدى والأمراض غير السارية، بجانب مراعاة الزيارات الدورية لعيادات تنمية الأسرة. 

حملات للتوعية ضد المفاهيم المغلوطة .. وتحذيرات من التهام  الانفجار السكانى لجهود التنمية
علماء الدين: كلكم مسئول عن رعيته.. والرسول لم يباهِ الأمم بالكثرة الهشة  

فى الوقت الذى تعانى فيه الدولة المصرية من أزمة بسبب الزيادة السكانية الكبرى التى تشهدها بشكل مستمر، كان للمفاهيم الدينية الخاطئة دور فى الزيادة السكانية ، حيث يفسر البعض بعض احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على انها دعوة لكثرة العدد وزيادة الإنجاب فى الوقت الذى أوضح فيه ائمة ان هذه الأحاديث المقصود بها التربية الجيدة للأبناء والجودة فى كيفية البناء وإخراج نشء صالح يفيد المجتمع والأمة وليس كثرة الأعداد التى تدعو للتقاعس والبطالة والانهيار الاقتصادى والأخلاقي.

وفى هذا الإطار يقول الدكتور إبراهيم رضا احد علماء الأزهر الشريف « ان تنظيم النسل موجود من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك قول سيدنا جابر « كنا نعزل على عهد رسول الله والقرآن ينزل فلم ينهنا، وذلك لأنه لم يكن تم اكتشاف وسائل منع الحمل المختلفة التى تنظم النسل وتمنع الإنجاب، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم « المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. والمؤمن القوى هو الذى يربى أبناءه تربية سليمة ويقدم نبتة صالحة للمجتمع وإن كانوا طفلين وليس بكثرة العدد ، فنحن نبحث عن الجودة وليس العدد موضحا ان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فيه «إنى مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة « ليس مقصودا به كثرة العدد وإنما قوة الأخلاق والإعداد الجيد، بينما يسترشد البعض بهذا الحديث كدلالة لكثرة الإنجاب وهو أمر خطأ ، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم « يوشك الأمم ان تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها « فقال قائل: أومن قلة نحن يومئذ ؟ فقال صلى الله عليه وسلم بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن، فقال قائل: وما الوهن يا رسول الله ، فقال حب الدنيا وكراهية الموت ، وهو ما يفسر انه ليس بكثرة العدد وإنما القصد هو الجودة وقوة الإيمان، وان تركيز رسول الله صلى الله عليه وسلم على البناء ولأنه أيضا قال « كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته « وطالما انا مسئول عن رعيتى فواجبى ان انجب العدد الأقل الذى يجعلنى اقدم افضل الرعاية والتعليم والمودة والرحمة واقدم نموذجا للمؤمن القوى الذى يستطيع نصرة المجتمع. 

 ومن جانبه أضاف الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف « ان البعض يخلط بين تنظيم النسل وتحديد النسل فالتنظيم مباح وموجود فى الشريعة وحدده القرآن الكريم فى قوله تعالى « حمله وفصاله ثلاثون شهرا ، كما ان التظيم يكون بالاتفاق بين الزوجين حسب ظروفهما والحالة الصحية للأم وبناء عليه يتم تحديد وقت الأنجاب ، إنما المحرم هو منع الإنجاب خوفا من الفقر ، فقد قال الله تعالى «ولا تقتلو اولادكم خشية إملاق» أى خوفا من الفقر ، وإنما تنظيم النسل ليس محرما شرط عدم الخوف من الفقر فالله تعالى هو الرزاق ، والتنظيم  بالرغبة أيضا يكون لظروف معينة يرتضيها كل من الطرفين من اجل صحة المرأة او للاتفاق بين الزوجين لظرف معين دون ان يدخل فى الأمر الخوف من الرزق على الطفل فهنا تتدخل العقيدة وتقول لا تخشى الفقر وسيروا فى الأرض واعملوا.

وهو الأمر المهم للغاية ، فالإسلام لم يدعُنا أبدا للمكوث فى البيوت من اجل الإنجاب وتكون هذه هى الرسالة ، بل دعانا للعمل والإصلاح فالله تعالى قال «وقدر فيها أقواتها» أى خلق الأرض وقدر فيها الأقوات كل له رزقه ولكن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «تناكحوا تناسلوا فإنى مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة» لم يقصد به رسول الله كثرة الأولاد الذين لم نجد لهم عملا ، والذين لا يسعون فى الأرض لإعمارها إنما القصد انك إن انجبت اولادا فلابد ان تعمل وقد تكون هذه الذرية خيرا لك فاستخدم هذا الخير ، وقد وجد سيدنا عمر جماعة يجلسون فى المسجد ويقولون لا نسعى فى الأرض لأن رزقنا مضمون وان الله سيرزقنا فقال لهم اسعوا فى الأرض فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.

فبالسعى والعمل تعمر الأرض ولكن الإسلام لم يدعُ لكثرة الإنجاب والكسل ابدا ، وعلى الأب والأم ان يزرعوا قيمة العمل فى أطفالهم منذ الصغر وذلك لأن العمل دائما ما يقترن بالإيمان ، فالله تبارك وتعالى قال «الذين امنو وعملوا الصالحات» والرسول صلى الله عليه وسلم قال «إن الله يحب إذا عمل احدكم عملا أن يتقنه». 

وأضاف الدكتور أشرف سعد امين عام الفتوى بدار الإفتاء «اننا نعانى من خلط وتحريف للمفاهيم والبعض اعتبر ان قضية تنظيم النسل مؤامرة ، مع اننا إذا لجأنا للعقل فالعقل يقول انه ليس من العافية ان يكبر الورم ، فأنا لدى عدد من الأولاد ودخلى محدود ومع اتساع الأسرة تزداد النفقات، أليس انا بظالم حين لا استطيع ان اوفر لهم الرعاية الصحية والتعليمية وحتى النفسية التى أمرنى الله عز وجل بها، من الطبيعى انه كلما زاد العدد لم أتمكن من القيام بدورى كاملا تجاه كل فرد فيهم وهذا على مستوى الأسرة، واتصالا بالأزمة الاقتصادية فلا شك ان الدولة هى الأب فحين يكون عدد السكان كيفا جيدا فيمكن الاعتماد عليه فى الإعمار.

اما من الناحية الشرعية فالموضوع قديم وطرحت هذه القضية فى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث المشهور لسيدنا جابر «كنا نعزل والقرآن ينزل» ولم يمنع رسول الله هذا الأمر فلو هناك أى حرمانية فى الأمر لمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكان الصحابة تناسلوا طوال الوقت وانجب كل منهم عشرين طفلا ، فالأمة تنتفع بالكم وليس بالكيف بالجودة وليس بالعدد ، وهو ما يغفل البعض عنه.  

أساتذة الاجتماع| الحياة السوية لأبنائنا مرتبطة بقدرتنا على توفير أدوات المستقبل 

الزيادة السكانية وحش نهم يلتهم موارد الدولة ويرهق الافراد والمجتمع وهى من اكبر المشكلات التى تواجه مصر فى الوقت الراهن وتسعى كافة مؤسسات الدولة للوقوف على حلها بشكل جيد وسليم من اجل الحفاظ على مسار التنمية والبناء الذى يسلكه الرئيس عبد الفتاح السيسى ومختلف اجهزة الدولة.
د. وليد هندى استشارى الصحة النفسية اوضح ان الزيادة السكانية هى المعدل الذى يزيد به عدد السكان سواء كان بالزيادة او بالنقص بنسبة معينة سواء ان كان نتيجة زيادة المواليد او زيادة فى عدد الوفيات فى منطقة جغرافية محددة.

موضحا ان سكان العالم بصفة عامة وصلوا لـ7 مليارات عام 2020، ومشكلة الزيادة السكانية انها يترتب عليها توزيع عشوائى للسكان وينتج عنها مشاكل جمة، بالاضافة الى اختلاف فى التركيبة السكانية.. والمشكلة الحقيقية فى الزيادة السكانية فى مصر انها فى زيادة مستمرة وان معدل الزيادة عالٍ جدا وآخر احصائية رصدت التعداد السكانى فى مصر كانت 100 مليون و525 الف نسمة، وذلك طبقا للاحصائيات لعام 2020 ، والمشكلة الكبرى ان النسبة الكبرى من هذه الزيادة تحت الـ16 عاما يعنى افرادا غير منتجين فى المجتمع، بالاضافة الى الفئة المعيلة او الكبيرة فى السن فستكون اكبر.

واوضح ان اكبر المدن المكتظة بالنمو السكانى هى القاهرة وتليها محافظة الجيزة، اما بالنسبة للريف والقرى والنجوع فالزيادة السكانية فيها تمثل 57 % مقابل 43 بالنسبة للحضر.

واشار الى ان الزيادة السكانية تلقى بظلالها وعواقبها السلبية على كافة افراد الاسرة وليس على المجتمع فحسب ، حيث انها ستعيق توفير عدد كبير من الاحتياجات الاساسية والضرورية لهؤلاء الافراد منها عدم القدرة على توفير بيئة جيدة وتعليم جيد ، وهو ما سينتج عنه عمالة اطفال ، بالاضافة الى عدم وجود ثقافة الحوار ، وافتقاد الحق الانسانى فى المكان وهو يمثل حيزا معينا يتمتع به الانسان فى المعيشة ولكن عندما يعيش 5 اطفال فى غرفة واحدة بذلك يفقد الطفل الحق الانسانى فى عيشة سوية مريحة.

بالاضافة الى ان الاسر التى يزيد عدد اطفالها عن 2 او 3 يواجهون مشاكل فى اشغال اوقات الفراغ او انخفاض فى مستوى معيشتم وملابسهم ومأكلهم نحو ذواتهم من الاطفال فى البيئة المحيطة ، بالاضافة الى انخفاض فى مفهومهم نحو الذات وينضج هؤلاء الاطفال مفعمين بالسلبية واللامبالاه، وعندما يصبح عضوا عاقلا عاملا فى المجتمع سيلجأ الى الرشوة والاختلاس لأنه تربى تحت خط الفقر ولديه شغف تجاه الحياة المليئة بالرفاهيات والاموال، واذا لم يتلق تعليما فى صغره سيصبح مجرما.

حلول جذرية

وأشار هندى الى ان ذلك يتطلب منا البحث عن حلول جذرية لمواجهة الازمة ويرى ان على رأس هذه الحلول التوعية بخطورة الزيادة السكانية من خلال حملات توعوية مدروسة ومبسطة ومكثفة، ونستعين فيها بالشخصيات المؤثرة والمقنعة بالمتلقين لهذه الحملات وهو ما سيسبب قناعات وسيؤثر فيهم بشكل كبير.

ومن ثانى اهم الاولويات التى يجب توافرها من اجل حل هذه المشكلة هى توفير وسائل منع الحمل بشكل كبير فى القرى والنجوع لان هناك الكثير من القرى تفتقد توافر مراكز للصحة الانجابية والتوعية والرعاية اللازمة.

بالاضافة الى تفعيل المشاركة الموضوعية فى مشكلة الزيادة السكانية لكى لا يقع العبء فقط على الدولة وعلى مؤسساتها ، لكن لابد وان يقوم عدد كبير من الشباب بالمشاركة فى نشر هذه الفكرة المستنيرة، فضلا عن تمكين المرأة فى سوق العمل والحرص على تعليمها حرفا يدوية واعمالا بسيطة تجعلها عضوا عاملا وفعالا فى المجتمع لكى تنشغل بالعمل وتتوقف عن الانجاب باعداد كبيرة لكى تكون هى السند وليس أعداد الاطفال الضخمة.

بالاضافة الى سن قوانين التى توقف الزيادة فى مرتب اى موظف لديه اكثر من طفلين ، فضلا عن عمل مكافآت مالية ضخمة للامهات اللاتى يصلن لسن الخمسين عاما ولديهن طفل واحد او طفلان فقط ..

وانهى حديثه قائلا ان التوعية للشباب هى اقوى سلاح لابد وان تستخدمه الدولة لان شباب الوقت الحالى هم ارباب الاسر المستقبلية، ويجب ان نرسخ لديهم مبدأ اسرة صغيرة تساوى حياة سعيدة وان يكون لديهم قناعة تامة بان طفلا او اثنين هما افضل من عدد كبير يخرج عن السيطرة ويجعل الحياة ضيقة وصعبة عليه وعليهم .

أمر حتمى

وفى نفس السياق أكدت د.رحاب العوضى استاذ علم النفس بجامعة بدر الى ان نشر الوعى بين الافراد عن مشكلة الزيادة السكانية امر حتمى، حيث ان هناك امراضا نفسية كثيرة يعانى منها الاطفال نتيجة الزيادة منها  الغيرة من الاطفال مثلهم والعدوان اللفظى والبدنى والنفسى والسلبى تجاه الاسرة والمجتمع والذى نتج عن فقر الحب والحنان وعلاقتهم الوطيدة مع الآباء والامهات نتيجة انشغالهم باكثر من أربع وخمسة اطفال فى نفس الوقت، بالاضافة الى هناك فئة كبيرة من الافراد يعتقدون ان الاطفال هم السند فى الكبر وانهم من سيكبرون ويتمكنون من إعالتهم فيما بعد، وهو من المعتقدات الجسيمة الراسخة فى اذهان كتلة كبيرة جدا من المجتمع واغلبها التى تقع فى القرى والنجوع.

لذلك لابد من حملات توعوية فى مختلف الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة، لكى تنشر الفكر المستنير لان الزيادة السكانية ليس لها تأثير فقط على الاطفال بل انها ايضا لها تأثير اضخم على المجتمع ويلتهم موارد الدولة ويرهق مؤسساتها بالإضافة الى تأثيرها السلبى على الطبقات المتوسطة من المجتمع والتى بالفعل تقوم بتحديد النسل والحفاظ على حقوق الاطفال فى المعيشة لانهم ينجبون طفلا واحدا او طفلين على اقصى تقدير.

واشارت الى ان مبادئ الانجاب المتزن والتربية السليمة لن تترسخ لدى الافراد عن طريق الحملات التوعوية الاعلامية فقط ،  لكن لابد من سن قوانين وتشريعات صارمة بجانب وجود مميزات جيدة وهى سياسة الثواب والعقاب والتى تضطر الافراد لتفعيلها بشكل جيد وسليم من اجل تغيير المفاهيم وترسيخ فكرة تحديد النسل لاخراج عضو فعال ومنتج فى المجتمع وليس مجرد عدد كبير من الاطفال يستخدمهم كأيدٍ عاملة او صناع حرف نجارة او سباكة او ميكانيكا ليساهم فى الانفاق وتدبير الاحوال المعيشية، بعد تسريبه من التعليم وحرمانهم من حقوقهم الاساسية فى الحياة.

خبراء الاقتصاد: 124 مليونًا عدد سكان مصر خلال 9 سنوات حال ثبات معدل الإنجاب الحالى 
زيادة نسب الفقر مع ارتفاع المواليد .. وانخفاض حاد فى نصيب الفرد من الخدمات 
النمو الاقتصادى يجب أن يكون 3  أضعاف الزيادة السكانية.. وانتظار التنمية مع التضخم السكانى صعب  

رصدت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء توقعات الزيادة السكانية وفقا لمعدلات إنجاب مختلفة، حيث توقعت أن يصل عدد السكان عام 2032 إلى 124 مليونا فى حالة ثبات معدل الإنجاب عند 2.9 مولود لكل سيدة، بينما فى حالة انخفاض معدل الإنجاب إلى 1.6 مولود لكل سيدة عام 2032 فمن المتوقع أن يصل عدد السكان حوالى 117 مليونا فى عام 2032. وتقع مصر فى المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية من حيث عدد السكان، والثالثة إفريقياً، والرابعة عشرة عالمياً، وبلغ معدل الإنجاب عام 2020 على مستوى إجمالى الجمهورية 2.9 طفل لكل سيدة.

 وتظهر بيانات الجهاز أن نسبة الفقراء تزداد مع زيادة حجم الأسرة، ففى الوقت الذى تشكل فيه نسبة الفقراء 7.5% فقط من الأفراد الذين يعيشون فى أسر بها أقل من 4 أفراد، فإن 80.6% من الأفراد الذين يعيشون فى أسر بها 10 أفراد أو أكثر هم من الفقراء. وفقاً لتقديرات الجهاز لعام 2022، ارتفع عدد سكان مصر من 72.8 مليون نسمة وفقاً لتعداد عام 2006 إلى 94.8 مليون نسمة فى تعداد عام 2017، ثم إلى 102.9 مليون نسمة فى تقديرات يناير لعام 2022 بزيادة قدرها 8.1 مليون نسمة عن بيانات آخر تعداد، «51.5٪ ذكورا، 48.5٪ إناثا»، وبلغت نسبة النوع 106 ذكر لكل 100 أنثى، وتعتبر محافظة القاهرة أكبر محافظات الجمهورية من حيث عدد السكان، فقد بلغ عدد سكانها 10.1 مليون نسمة، تليها محافظة الجيزة 9.3 مليون نسمة ..

«الأخبار» استطلعت آراء خبراء الاقتصاد حول الانفجار السكانى ومدى تأثيره سواء بالسلب أو الايجاب على الاقتصاد ومدى تطوره وتقدمه.

فى البداية يقول الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادى إن عملية الزيادة السكانية تعتبر سلاحا ذا حدين بالنسبة لاقتصاد الدولة ، الحد الإيجابى كيفية تحويل تلك الزيادة السكانية إلى فرص واعدة لتوسيع العملية الاقتصادية والاجتماعية.

كما حدث فى الصين والهند ومدى استخدام تلك القوى البشرية الاستخدام الأمثل  من خلال ضخ مزيد من الاستثمارات الضخمة فى الاستثمار البشرى الذى أرى أن أجرأ وأفضل أنواع الاستثمارات من خلال الاستثمار فى التعليم بجميع أنواعه خاصة التعليم الفنى والاتجاه إلى زيادة الصادرات المصرية من التعليم من اجل تدفق العملة الصعبة ..

لكن أرى أن مراحل النمو السكانى فى مصر كان لها تأثير سلبى على التنمية الاقتصادية، خاصة أن عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية تأخرت كثيرا كان لابد أن تتم منذ بداية الثمانينيات  حتى تضاعف عدد السكان فى مصر خلال  ٧٠ سنة الماضية بشكل سريع ، حيث ينبغى أن يكون النمو الاقتصادى ٣ أضعاف معدل النمو السكانى لكن مع الزيادة السكانية المستمرة مما تؤدى إلى تأكل عمليات النمو والحفاظ على عملية التنمية المستدامة..

كما أن  للزيادة السكانية  أعباء إضافية  على عملية التنمية الاقتصادية  تتمثل فى عملية زيادة الاستهلاك لدى الأفراد، وزيادة نفقات الدولة على الخدمات، وانتشار ظاهرة البطالة، والانخفاض فى نسبة الأجور وارتفاع اسعار الوحدات السكنية والزحف العمرانى على الأراضى الزراعية ..

كما أن مشكلة الزيادة السكانية لابد  من إيجاد حلول وكيفية علاجها كى لا يمتد أثرها السلبى إلى المجتمع بشكل كامل  من خلال  الاتجاه إلى التصنيع وتوسيع القاعدة الصناعية هو المسار الصحيح لمواجهة كافة التحديات والعقبات التى تواجه الاقتصاد وزيادة القدرة الإنتاجية وخلق منتج مصرى ذات جودة ومواصفات متميزة من أجل المنافسة الحقيقية بين المنتجات العالمية ليكون له مكانة مرموقة وسط كل المنتجات حتى نستطيع غزو كل دول العالم ومدى انعكاس ذلك على زيادة حجم الصادرات المصرية وغزوها وهو ما تسعى إليه الدولة المصرية لتعزيز حجم الصادرات.

كما تساعد المناطق  والمجمعات الصناعية الجديدة  التى تسعى مصر إلى توسيع تلك المجمعات وفتح أفاق استثمارية جديدة وتوطين الصناعات بها بشكل مباشر فى تحسين مستوى معيشة المواطنين من خلال توفير مزيد من فرص العمل، كما يوجد أثر كبير للتجمعات الصناعية على تخفيض معدلات الفقر خاصة إذا ما تركزت هذه التجمعات فى المناطق الريفية، يضاف لذلك الأثر الإيجابى للتجمعات الصناعية على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتى تساهم بالنسبة الأكبر من تشغيل العمالة، وتكون المناطق الصناعية أكثر فائدة أيضاً إذا ما تركزت فى القطاعات الصناعية كثيفة العمالة، كل تلك المشروعات سيكون لها انعكاس على مواجهة عملية الزيادة السكانية المستمرة ..

كما  تتعدد مخاطر استمرار النمو السكانى المتزايد على كل من الأفراد والأسر والفئات خاصةً الأكثر انجابًا وحرمانًا، والأقل قدرة على مواجهة متطلبات هذه الزيادة المستمرة من مخاطر مثل: صعوبة الوصول للخدمات اللازمة بسهولة، وانعدام الدخل المناسب من اجل تحسين مستوى المعيشة.

أيضا الزواج المبكر والحمل المبكر المتكرر خاصة فى القرى المصرية  من أسباب  الزيادة السكانية هذا بالإضافة إلى ارتفاع عدد السكان بالمناطق العشوائيات إلى ما يقرب من 40%، وهو ما يمثل خطرا على التنمية الاقتصادية، وكذلك ضعف الخدمات والإمكانات .

 الزيادة السكانية لها علاقة بالمشكلة البيئية فيما يتعلق بمشكلات نوعية ضاغطة ومعوقة للتنمية مثل الازدحام والضوضاء والتلوث بأشكاله المختلفة وما ينجم عنها من مشكلات أخرى صحية وسلوكية واجتماعية واقتصادية وتعليمية..

لكن أرى أن هناك تحركا من القيادة السياسية من خلال وضع خطة دقيقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وفق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، يستهدف خفض نسبة الفقر وتحسين مستـوى الأسر المصرية وجعلها  منتجة، أيضا لابد من زيادة الوعى من أجل تحقيق التوازن بين معدل السكان والنمو الاقتصادى وكذلك ضبط معدل النمو السكانى خلال الفترة القادمة.

طاقة إيجابية

ومن جانبه يقول الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادى ان الانفجار السكانى ليس خطرا كبيرا أو مشكلة كما يعتقد البعض بل العكس صحيح حيث أثبت كثير من الدول أن الزيادة السكانية من الممكن أن تكون حدثا إيجابيًا يخدم الاقتصاد بل وترفعه أعلى المراتب العالمية فى تصنيفات الدول اذا ما احسن استغلالها  ويردد غير المتخصصين وغير المدركين لتداعايت الأمور فى كافة دوائر الاعلام فكرة أن زيادة عدد السكان مع ندرة الموارد تمثل مشكلة للاقتصاد، وهذا للأسف خطأ، أما المتخصصون فى المجال الاقتصادى فيعرفون أن الزيادة من الممكن أن تكون إحدى ميزات الدولة إذا تم توظيفها على النحو الأمثل ..

كما أكد النحاس أن الزيادة السكانية التى تشهدها البلاد الآن اذا قمنا بتدريبها وتطويرها وتأهيلها وتنظيمها لسوق العمل سوف تتحول لطاقة ايجابية كبرى تصبح من أهم مصادر الدخل القومى للدولة بعيدا عن أى مصادر اخرى وإذا تطرقنا تقريبا.

كما اوضح الخبير الاقتصادى - لكافة قطاعات الدولة فى شتى المجالات وعلى سبيل المثال اذا نظرنا لقطاعى السياحة والآثار سوف نجد أن العاملين بها جميعا من أبناء الدولة وأيضا المشروعات القومية الكبرى التى اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى كلها قائمة على أبناء الدولة ..

وأيضا معها قناة السويس وما تحققه من دخل قومى كلها ايضا قائمة على أبناء الدولة ..

 وأشار النحاس على أنه من المفترض العمل على إعادة تأهيل وتطوير الشباب ودراسة كيفية إدارة الشعوب، ضاربا مثالا بالهند والصين وباكستان حيث انها تعانى من الكثافة السكانية ولكن اقتصادها قوى بفضل أنها تمكنت من ادارة العنصر البشرى لديها على الرغم من الارتفاع المطرد فى عدد سكانها .. وأكد الخبير الاقتصادى أن  العنصر البشرى هو أهم مصدر للدخل ..

وليس ضرراً على الموارد البشرية الا اذا ترك بدون استغلال وتدريب وتوجيه حتى يتحول إلى طاقة ايجابية تستفيد منها بلاده.. واختتم الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادى كلامه بأن الزيادة السكانية خير للدول الواعدة اذا ما أحسن استغلالها كما أكد أن الكتلة البشرية هى التى قامت بحماية مصر فى كل المجالات منذ أيام المصريين القدماء إلى الآن .

يدرس مجلس الوزراء حاليا اطلاق برنامج تحفيزى لضبط النمو السكانى والحد من الزيادة السكانية ، بهدف الوصول إلى معدل إنجاب أقل مما هو عليه حالياً، حيث إن معدل الإنجاب فى مصر حوالى 2٫8 طفل لكل أسرة بناء على بيانات عام 2022، والهدف من البرنامج هو وصول هذا المعدل إلى 1٫6 طفل لكل أسرة بناءً على مستهدفات المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية..

 

إقرأ أيضاً|خبير: تعدد سكان مصر يزداد 2 مليون سنويا وضرورة حل الأزمة بالعلم| فيديو