فى المليان

زيارة السيسي للهند تعيد ذكرى عبد الناصر ونهرو

حاتم زكريا
حاتم زكريا

فى نهاية الأسبوع الماضى لبى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية الدعوة لزيارة الهند كضيف شرف رئيسى فى احتفالاتها بعيد قيام الجمهورية الــ 74..

ورغم ما تحمله الزيارة من ذكريات عظيمة تجمع الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر والهندى جواهر لال نهرو وقيادتهما معا فى ذلك الوقت لحركة عدم الانحياز والحياد الإيجابى بقدر ما تحمله من آمال فى التعاون المرتقب بين واحدة من الدول الكبرى ومصر امتدادا لتاريخهما الحضارى الكبير، وذلك وفق ما قاله الرئيس السيسى خلال مباحثات القمة بين الرئيس وناريندرا مودى رئيس الوزراء الهندى يوم الأربعاء 25 يناير بقصر حيدر آباد بنيودلهى، والذى أكد خلالها أن متانة العلاقات التاريخية الممتدة مع الهند تعكس التقارب الكبير والتقدير المتبادل بين الدولتين الصديقتين معرباً عن: اهتمام مصر بتطوير تلك العلاقات والإرتقاء بها فى جميع المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسى بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما..

وخلال جلسة المباحثات المغلقة - كما صرح المتحدث باسم الرئاسة - عبر مودى رئيس الوزراء الهندى عن تقدير بلاده الكبير للرئيس وقيادته الحكيمة التى حافظت على الأمن والاستقرار فى مصر عقب ما شهدته المنطقة من أحداث فوضى وعنف خلال ما عرف بــ «الربيع العربى» وكذلك النهضة التنموية غير المسبوقة التى تشهدها مصر حالياً مما يجعل الهند قيادة وشعباً تتشرف بزيارته ضيف شرف رفيع المستوى فى احتفالية قيام الجمهورية الهندية.. 

وعقب مباحثات القمة عقد الزعيمان مؤتمراً صحفياً مشتركاً أكد خلاله الرئيس السيسى تطلع مصر إلى زيادة الاستثمارات الهندية فى مختلف المجالات ولاسيما فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. وقال «اتفقت رؤانا على تعظيم التعاون القائم فى كافة المجالات ومن بينها التعاون فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتعزيز التعاون الإستراتيجى بيننا فى الزراعة والتعليم العالى وصناعة الكيماويات والأسمدة والأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأمن السيبرانى».

 وقال الرئيس: «المباحثات تناولت أيضا السبل المثلى لمكافحة الإرهاب والتصدى للفكر المتطرف. لأن انتشار العنف والإرهاب والفكر المتطرف يمثل تهديداً حقيقياً ليس لبلدينا فقط ولكن لجميع الدول حول العالم..

 وأكد الرئيس السيسى لرئيس وزراء الهند ضرورة تقييم القنوات المنتظمة التى تتيح تبادل الخبرات والمعرفة فيما يرتبط بالتجارب والمبادرات الناجحة خاصة على صعيد تطوير الصناعة المحلية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير حياة كريمة للمواطنين والإرتقاء بمستوى معيشتهم. وتابع الرئيس السيسى قائلاً: لا نخفى عليكم مصر والهند تتشاركان فى البعد الحضارى الذى يضرب جذوره فى أعماق التاريخ الإنسانى، ولذا فقد اتفقنا على ضرورة تعزيز الروابط والثبات على المستوى الثقافى من خلال المشاركة المتبادلة فى الفعاليات الثقافية وعلى أهمية تيسير سبل التواصل بين شعبى البلدين لتسهيل حركة السياحة البيئية من خلال تكثيف رحلات الطيران لاسيما بين العاصمتين القاهرة ونيودلهى..

وأكدت لدولة رئيس الوزراء ترحيبنا الكامل فى مصر باستقبال المزيد من السائحين الهنود..

وأشار الرئيس السيسى الى أن التعاون فى مجال الدفاع كان على جدول أعمال المباحثات مؤكداً أن تعزيز التعاون فى ذلك المجال خير برهان على الإرادة المشتركة لتدشين علاقة إستراتيجية إذ أكدنا مواصلة التنسيق والتدريبات المشتركة وتبادل الخبرات والعمل على استشراق آفاق إضافية لتعميق التعاون بما فى ذلك التصنيع المشترك. 
وأضاف الرئيس إنه استعرض مع رئيس الوزراء الهندى ما أسفرت عنه القمة العالمية للمناخ بشرم الشيخ COP 27.

ومن جهته أكد رئيس الوزراء الهندى خلال المؤتمر الصحفى أن التعاون مع مصر ازداد قوة خلال السنوات القليلة الماضية بفضل القيادة الحكيمة والناجحة للرئيس السيسى، وأن الهند دعت مصر إلى الحضور ضيف شرف فى قمة مجموعة العشرين التى تستضيفها وترأسها الهند.. وقال مودى التنسيق الإستراتيجى مع مصر يفيد للسلام والازدهار فى المنطقة بأكملها، وأنه قرر مع الرئيس السيسى رفع حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى 12 مليار دولار سنوياً خلال السنوات الخمس القادمة..

كما التقى الرئيس السيسى مع دروبادى مورمو رئيس جمهورية الهند التى استقبلته بقصر الرئاسة وبحثا مجالات التعاون الاقتصادى المشترك. كما التقى وزير خارجية الهند ومجموعة من كبار رجال الأعمال.. 

وخلال زيارته للهند وضع الرئيس السيسى إكليلا من الزهور على قبر المهاتما غاندى، وتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم حول الأمن السيبرانى والزراعة والإعلام.