«إطلالة نور»

مهمة الـ 5 أيام

محمد هنداوى
محمد هنداوى

لا أحد يستطيع أن ينكر الظروف الدولية الدقيقة والمعقدة التى تمر بها أغلب دول العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً سواء فى الدول المتقدمة والأوروبية أو الدول النامية فى الشرق الأوسط وأفريقيا والتى من بين أسبابها بلا شك تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة-والتى لا يمكن التنبؤ بموعد انتهائها - وتسببت فى أزمات اقتصادية كبرى تعانى منها أغلب دول العالم بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والطاقه مع ركود اقتصادى عالمى ومعدلات تضخم لم تشهدها أغلب الدول فى تاريخها .

ومنذ أيام قليلة قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة مكثفة لثلاث دول هي: الهند وأذربيجان وأرمينيا وهى الزيارة التى استمرت لمدة 5 أيام .

مناسبات الزيارات الثلاث مختلفة ولكن الأهداف التى وضعتها القيادة السياسية بالتأكيد محددة وعلى رأسها بلا شك فتح آفاق اقتصادية وتعاون تجارى واقتصادى جديد بين تلك الدول ومصر فى ظل الظروف التى يمر بها العالم ، خاصة مع وجود مجالات وقطاعات واعدة يمكن أن تتعاون فيها مصر مع الثلاث دول مما يساهم فى زيادة معدلات الاستثمار وزيادة قدرات مصر الإنتاجية والتصديرية ونقل خبرات مصر فى مجال البنية التحتية والنقل والطاقة الجديدة والمتجددة .

كما سعى الرئيس السيسى خلال مهمة الـ 5 أيام إلى تواجد السياسة الخارجية المصرية فى مواقع جديدة على الخريطة الدولية والإقليمية بما يحقق لها نوعاً من المرونة والتوازن وعدم الاعتماد على مناطق إقليمية معينة خاصة فى ظل السياسات المتوازنة التى تنتهجها مصر فى عهد الرئيس السيسى وعلاقاتها الجيدة التى تربطها مع القوى العظمى من دول العالم. 

 إضافة إلى عرض رؤية مصر لكافة القضايا والمشكلات والتحديات التى تواجه دول الشرق الأوسط وعلى رأسها: القضية الفلسطينية ومواجهة الإرهاب.
وأظهرت تلك الزيارات الثلاث حجم الحفاوة والتقدير الكبير الذى تكنه دول العالم للدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى ، والتى ظهرت بشدة من تصريحات الرئيس الأرمينى فاهاجن خاتشاتوريان خلال لقائه بالرئيس السيسى قائلا: 

«أنا شخصياً فى حاجة إلى نصائح الرئيس السيسى لأنه واجه تحديات كبيرة وجعل من مصر دولة مستقرة واصفاً الزيارة بأنها تاريخية» .

وتسعى القيادة السياسية بقوة إلى انفتاح مصر على مختلف دول العالم وعدم جعلها رهناً لدولة أو قوة إقليمية أو دولة مثلما كانت على مر عقود طويلة فى أنظمة سابقة .

 سياسة مصر الجديدة تبحث فقط عن مصالح ومستقبل دولة بحجم مصر ومصالح شعبها وعدم السماح لأى قوة بالتدخل فى شئونها الداخلية .