خلال فعاليات الدورة الـ17 لمجلس اتحاد الدول الأعضاء بمنظمة العمل الإسلامى بالجزائر

سعد الدين: العالم الإسلامي في حاجة ماسة لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية

سعد الدين أمام برلمانى منظمة التعاون الإسلامي
سعد الدين أمام برلمانى منظمة التعاون الإسلامي

أكد المستشار أحمد سعد الدين وكيل أول مجلس النواب، أن العالم المعاصر يمر بمنعطف تاريخي، يعج بالعديد من التغيرات، والتطورات، والغموض والقلق إزاء المستقبل، ولعل منبع هذا القلق هو ما يسود المجتمع الدولي من تطورات سلبية متلاحقة، تتراوح بين أوبئة وأزمات دولية تهدد السلم والأمن الدولي، وكوارث بيئية وموجات من الإرهاب.

 

وأكد المستشار أحمد سعد الدين خلال كلمته بمؤتمر الدورة السابعة عشرة لمجلس اتحاد الدول الأعضاء بمنظمة العمل الإسلامى المنعقدة فى الفترة الحالية بالجزائر تحت شعار "العالم الإسلامى ورهانات العصرنة والتنمية"، إن  كل هذه الأزمات العالمية تفرض علينا أكثر من أي وقت مضى، أن نُعلي من قيم التضامن الجماعي، عبر صياغة رؤى إسلامية حيال تلك التحديات المُلحة والمزمنة، فالأمة الإسلامية تقف على مفترق طرق، والحقيقة أنها للأسف ما تزال تراوح مكانها في مجابهة التحديات التي تكتنف مصيرها وتعوق مسيرتها، وعلينا أن نعترف بأن ما حققناه على مدار الفترة الماضية في مواجهة التحديات يظل دون المأمول، وهو ما يستدعي أن نقف وقفة مع النفس، نراجع ما حققناه من إنجازات، وما وقفت دونه العقبات، ترشيداً للمسيرة وتصحيحاً للمسار.

 

ووجه وكيل أول مجلس النواب الذى يترأس وفد مصر بالمؤتمر، التحية إلى إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري ورؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية والأمين العام للاتحاد.

وقال: "أحيّكم بتحية الإسلام "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وأود أن أُعرب في مُستهل كلمتي عن بالغ فخري واعتزازي بوجودي في هذا البلد العريق وشعبه المناضل مُتحدثاً أمام هذا المحفل البرلماني الإسلامي المرموق".

 

وأكد المستشار أحمد سعد الدين، أن السياق العالمي الراهن المليء بالتحديات المُعقدة، يفرض علينا في عالمنا الإسلامي التحلي بالإرادة الجادة والعزيمة الصادقة لمواجهتها، ولعل قيمنا الإسلامية بما تمتلكه من قدرات فائقة على الانبعاث والحيوية والتجدد، فضلاً عن مقوماتها التي تعطيها القدرة على فرض حضورها الواسع والفاعل في النطاقات العالمية هي مصدر إلهام ونبراس منير لنا في هذا النفق المُظلم، نستعين بها في سعينا الدؤوب للتكيف مع تحديات العصر، بما تمتلكه الأمة الإسلامية من مخزون حضاري تستطيع الارتكاز عليه نحو وضع أسس قوية لصياغة انطلاقة إسلامية كبرى، قوامها إرساء مبادئ وقيم التضامن الإسلامي، حتى يكون صوت عالمنا الإسلامي مسموعاً، ويرد على كل مُشكك في قدرة الحضارة الإسلامية على التجدد، ومواجهة تلك التحديات الاستثنائية.

وأوضح: "المكون الحضاري مُتجذر في أمتنا الإسلامية، ونحن قادرون إذا تحلينا بالعزيمة أن نُعيد بعثه من جديد بالانفتاح على العوالم الأخرى دون تفريط في قيمنا الإسلامية التي نعتز ونتمسك بها، رافضين أية محاولات مُغرضة تسعى لخلق واقع جديد في الدول الإسلامية تُحدد قواعده ومعالمه واتجاهاته دوائر خارج العالم الإسلامي".

واستطرد المستشار أحمد سعد الدين، ومن هذا المنبر البرلماني الإسلامي الرفيع، فإنني أدعو إلى الوقوف بالبحث عن الأسباب التي تحول دون تحقيق تكامل اقتصادي إسلامي حقيقي، للنظر فيما يمكن عمله من أجل تذليل العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف النبيل والمُلح لصالح شعوبنا الإسلامية، كما يجب علينا كبرلمانيين أن ننظر في طرق وآليات تعزيز التجارة البينية الإسلامية، ورفع مستويات التبادل التجاري الإسلامي بما يُحقق تكاملاً إسلامياً اقتصادياً يحفظ عالمنا الإسلامي من الأزمات الاقتصادية القاسية التي تضرب أرجاء العالم بأسره.

مستطرداً، ولعل حديثنا عن موضوع اجتماعنا لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يُثنينا عن الحديث عن قضية المسلمين المركزية الأولى، القضية الفلسطينية، جُرح المسلمين الغائر، الذي يُدمي الأمة الاسلامية جمعاء، فما زال العالم الإسلامي في حاجة ماسة إلى تنسيق رؤاه وتحركاته ضماناً للوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات والمرجعيات الدولية في هذا الصدد.

وقال وكيل أول مجلس النواب، إننا كبرلمانيين مُحملون بأمانة عظيمة أمام شعوبنا في القيام بدورنا لرصد التحديات التي تواجه دولنا الإسلامية، ومواجهتها متحدين متكاتفين عبر صياغة السياسات الإسلامية المناسبة، التي تُحقق التوظيف المشترك لكل الإمكانات والطاقات الداخلية التي تتمتع بها الأمة الإسلامية، فهذا هو السبيل لأن يتبوأ عالمُنا الإسلامي مكانته المرموقة التي تليق بإسهامه الحضاري عبر التاريخ، وأن يكون فاعلاً شاهداً على وضع بصمات واضحة ومؤثرة في حركة المجتمع الدولي في المرحلة الراهنة مدافعاً عن حقوقه وثوابته.

وتقدم المستشار أحمد سعد الدين بجزيل الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبدالمجيد تبون على رعايته للمؤتمر وللسيد إبراهيم أبو غالي رئيس المجلس الشعبي الوطني على التنظيم المتميز وكرم الضيافة وللشعب الجزائري الشقيق المناضل الذي يُكن له المصريون كل الحب التقدير والاعتزاز.

متقدماً بالشكر والتقدير إلى الأمانة العامة لاتحادنا المُوقر وما تبذله من جهود دؤوبة لضمان تنسيق رؤانا البرلمانية الإسلامية.

 

متمنياً التوفيق والسداد في أعمال اجتماعنا لما فيه صالح أمتنا وشعوبنا الإسلامية العريقة.