«موت الغفلة».. قصص 5 شباب ماتوا بسكتة قلبية في قنا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حتى الذين ماتوا، ظنوا أن الموت بعيد جدا، اليوم نَفقد وغدا نُفقد، اللهم أجرنا من موت الغفلة، كلمات كانت سائدة على أهالي محافظة قنا، خلال الأيام السابقة، بعد فقدان 5 شباب، بصورة مفاجئة، في وقت خيم الحزن على الجميع سواء الأهل والأقارب والأصدقاء، أو حتى الذين لا يعرفونهم، إلا بمجرد مشاهدة وجوههم البشوشة على فيسبوك.

صدمات وأوقات عصيبة، عاشها الجميع، الكل يبدو عليه الصدمة،  لم يتوقع أحد ما يحدث، إلا أنهم سرعان ما يعودون لأنفسهم مؤمنين بقضاء الله وقدره، البعض يصاب بصدمات نفسية، والبعض بحالات إغماء وانهيار، والبعض يحاول التهدئة، ولكن سرعان ما ينهمر في البكاء.

اقرأ أيضا| صور| إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة ربع نقل على صحراوي قنا

مشاهد مؤلمة عاشتها نجع حمادي وفرشوط بقنا؛ فلقد مات إبراهيم عندما سقط في الملعب وهو يلعب كرة قدم مع أصدقائه، ومات أحمد فريج، بسكتة قلبية، بعد انتهائه من عمله، كمصور فيديو، أما إسلام اللقطي، فلقد مات بسكتة قلبية مفاجئة، ونعاه صديقه عصام، والذي توفي بعد أيام من وفاة صديقه بنفس السبب، والمهندس هشام القاضي، مات ساجدا أثناء صلاة الفجر، وجميعهم تركوا من خلفهم صغارا، تيتموا مبكرا.
 

مات ساجدًا
المهندس هشام القاضي، 39 عاما، متزوج ومعه مريم في الصف الثالث الابتدائي، وآدم في الحضانة، خريج كلية الهندسة جامعة القاهرة، سافر أثناء رحلته للعمل إلى ألمانيا وكندا والهند وكوريا وماليزيا.

ومن علاماته الصالحة في حياته، كان يعطي السائل ولو كان على فرس، وكان يصلي الصلوات في أوقاتها،  بارا بأمه، حنونا على زوجته وأطفاله، واصلا للرحم، مع أشقائه، بشوش الوجه، ودودوا ومحبوبا.

في ليلة وفاته، انتقل من منزله بسيارته قبل الفجر بحوالي ساعة إلى مسجد الاشراف بالمقطم؛ لأداء فريضة صلاة الفجر والاستماع إلى فضيلة الشيخ يسري جبر؛ والذي ينعقد درسه بعد الفجر مباشرة، ليدخل المسجد كأول مصلي ويجلس على كرسي في انتظار صلاة الفجر، فجأة بدأ يدعوا الله ويرفع يديه للسماء وكأنه علم من ربه ما علم، فسجد لله ومات على وضعه.

مات في الملعب
أما الكابتن إبراهيم عبد المنعم، فهو وكيل مدرسة الثانوية بنين بنجع حمادي، كان مقربا من الشباب؛ بسبب لعبه وتدريبه لكرة القدم، قبل وفاته بقرابة شهر، تواصل مع جميع الأصدقاء، كان يظهر بشكل كبير في الأماكن العامة، يود الجميع، وكأنها علامة تشير إلى أنه سيموت قريبا.

والكابتن إبراهيم، كان بشوشا وطيب القلب منذ صغره، وساعده لعبه وتدريبه لكرة القدم وعمله بالتربية والتعليم، في تكوين دائرة أصدقاء كبيرة في مختلف مراكز قنا.

تعرض الكابتن ابراهيم لحادث منذ سنوات،  أثناء عودته من تدريب مركز شباب نجع حمادي، الذي كان يلعب في دوري القسم الرابع، وتوفي وقتها لاعب كرة قدم متأثرا بإصابته في الحادث، وأصيب الكابتن إبراهيم بجروح وكدمات، وبعدها مارس حياته بشكل طبيعي، حتى توفاه الله بسكتة قلبية أثناء لعبه لكرة القدم مع أصدقائه.

أزمة قلبية
كما نعت نقابة المحامين بقنا، وفاة المحامي إسلام اللقطي، بفرشوط شمالي محافظة قنا، بعد أن أصيب بأزمة قلبية مفاجئة، داعية الله أن يتغمد الفقيد بواسع مغفرته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.

واكتست صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في قنا بالسواد، حزنا على وفاته، وتداول أصدقائه صورا له وذكريات قائلين "وجعت قلوبنا يا أبو حسن .. يا أجدع خلق الله كنت جدع وبشوش".

وفي مشهد مشابه، تذكر أصدقائه عندما حملوه على الأعناق، في زفافه منذ قرابة 3 أعوام، فرحين به، واليوم يشيعون جثمانه إلى مثواه الأخير،  في مشاهد خيمت بأحزانها على الجميع. 

أما أحمد فريح، فهو شاب، يقطن بمدينة الألومنيوم، مصور فيديو، ومصور رياضي لبرامج رياضية، توفي بأزمة قلبية مفاجئة، تاركا طفلة تدعى سجدة لم تكمل عامين من عمرها.

أحمد فريج، كان بشوش الوجه ومن خيرة الشباب، خدوم ومحبوب من الجميع، هو الأخ الوحيد لأربع بنات، توفي فجأة، في صدمة لم يتحملها كل محبيه.

وفي حالة من الحزن يعيشها أهالي مدينة فرشوط، على رحيل الشاب عاصم عبدالكريم شمروخ الغرابلي، محام، متأثرا بإصابته بسكتة قلبية ليلحق بصديقه إسلام أنور اللقطي قبل مرور أسبوعين من وفاته هو الآخر بسكتة قلبية، وشيع جثمانه المئات من أهالي مركز فرشوط.

ونعى الشاب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صديقه إسلام اللقطي قائلا: يا وجع القلب يا ولدي لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يرحمك ويسامحك ويغفرلك يا حبيب الكل، وذلك قبل أيام من وفاته بنفس السبب.