من الأعماق

دحر الإرهاب.. والفاتورة الباهظة

جمال حسين
جمال حسين

«نجحنا فى القضاء على الإرهاب بنسبةٍ تقترب من 100%، وسنحتفل قريبًا فى العريش ورفح والشيخ زويِّد بإعلان مصر خاليةً من الإرهاب.. من الضرورى أن يظل الجميع متذكِّرًا تضحيات أبطال الجيش والشرطة والشهداء، الذين قدَّموا أرواحهم؛ ليظل الوطن مرفوع الرأس..

بهذه الكلمات زفَّ الرئيس عبدالفتاح السيسى البُشرى للمصريين وللعالم أجمع، عبر خطابه الذى ألقاه فى الاحتفال بعيد الشرطة..

ما أعلنه الرئيس السيسى يُؤكِّد أن حُقبة الإرهاب البغيض ولَّت إلى غير رجعةٍ، وأن التجربة المصريَّة الرائدة فى مُكافحة الإرهاب أصبحت مثالًا يُحتذى به، ويتم تدريسها فى كُبرى المعاهد والأكاديميات الأمنيَّة فى العالم.

أستطيع أن أُؤكِّد أن القضاء على الإرهاب يُعدُّ بمثابة الإنجاز الإعجاز الذى تحقَّق ويُعدُّ واحدًا من أهم الإنجازات الكثيرة التى حققَّها بعد أن أقسم أمام المصريين؛ قائلًا: قسمًا بالله اللى هيقرَّب لمصر هشيله من على وش الأرض.. ووَعد أُسر الشُهداء بالثأر من قَتلة أبنائهم.

من حقنا أن نفرح ونحتفل بأن مصر أصبحت خاليةً من الإرهاب دون أن نَنْسى تضحيات الشُهداء والمُصابين، خلال سنوات المُواجهة والمعركة الشاملة مع الإرهاب.. يجب ألا ننسى تلك الحُقبة الدمويَّة التى عاث فيها الإرهاب والإرهابيون فى طول البلاد وعرضها فسادًا.. روَّعوا الآمنين، وسفكوا دماء المُسالمين حتى العباد والمصلين.. وفجَّروا الشوارع والميادين.

رأينا أوَّل طائرةٍ تهبط للمرة الأولى منذ 8 سنوات فى العريش بالوزراء ورئيس الحكومة مصطفى مدبولى، وشاهدناهم يتجوَّلون بكلِّ أمنٍ وأمانٍ   فى شوارع وميادين تلك المدن الثلاثة التى كانت على مدى سنوات طويلة مسرحًا للحوادث الإرهابيَّة يرتع فيها الإرهابيون..

يجب ألا ننسى كيف اختطفت جماعة الإخوان الدولة المصريَّة بدعمٍ أمريكىٍّ صارخٍ، فى عهد الرئيس الأمريكى أوباما، مما تسبَّب فى انتشار الإرهاب وتفشى الفوضى باسم الحريَّة والديمقراطيَّة.

يجب ألا ننسى أن ٣٥٠٠ من أبطال الجيش والشرطة دفعوا حياتهم ودماءهم ثمنًا لتطهير البلاد من الإرهاب فى معارك البطولة والفداء، واستشهدوا وأُصيب أكثر من ١٤ ألفًا من زملائهم؛ من أجل أن يعيش الوطن ونعيش نحن فى أمنٍ وأمانٍ وسَكينةٍ واستقرارٍ.

يجب ألا ننسى الجهود التى بذلتها الدولة لتصحيح الفِكر المُتطرف وتجديد الخطاب الدينى.. يجب ألا ننسى ما فعله الإرهابيون فى مسجد الروضة بسيناء، والذى يُعدُّ أكثر الحوادث الإرهابيَّة دمويَّةً فى تاريخ مصر.. عندما هاجم أكثر من ٣٠ إرهابيًا يحملون عَلم داعش المسجد، خلال خُطبة الجمعة، وفتحوا نيران رشاشاتهم على المُصلين الآمنين بطريقةٍ عشوائيةٍ، وأحدثوا أكبر مجزرةٍ إرهابيَّةٍ راح ضحيتها ٣٠٥ شهداء، بينهم ٢٧ طفلًا، وأُصيب ١٢٨ آخرين..

رحم الله شهداء الوطن الذين دفعوا أرواحهم ودماءهم من أجل أن يعيش المصريون فى أمنٍ وأمانٍ وسَكينة ٍواستقرارٍ .