رأى

رائحة الكتب

مايسة عبد الجليل
مايسة عبد الجليل

بالصدفة استمعت إلى أحد الناشرين يتحدث بمناسبة افتتاح الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب يشكو ويعتذر عن ارتفاع أسعار الكتب هذا العام بسبب الزيادة المطردة لأسعار الورق والتى تضاعفت هذا العام عدة مرات نظرا لسعر الدولار وتذكرت مكتبة أبى - رحمه الله- العامرة بالروايات والكتب العربية والعالمية المزينة بالأغلفة الفنية المبهرة وأمهات الكتب بأغلفتها الرصينة وأوراقها الصفراء والتى لم يكن يتعدى ثمن أى منها بضعة قروش أو بضعة جنيهات للمجموعات الكاملة 

تلك المكتبة كانت موجودة فى الكثير من البيوت المصرية وقد صاغت عقول ووجدان و ثقافة أجيال كاملة حملوا الوطن على أكتافهم .. ورغما عنى راح خيالى لبعض أبناء هذا الجيل وكل علاقتهم بهذا النوع من المكتبات ربما  إعادة ترتيبها وإزالة التراب عنها كقطعة ديكور بينما لا ترتفع أعينهم عن الموبايل يستقون منه كل معارفهم المبتورة وثقافتهم المجتزئة .... فالمعلومة برشامة صغيرة والخطابات

و sms الأحاسيس والتهانى والتعازى أشكال مطبوعة معلبة مسبقا تصل بضغطة زر!!

نعود لمعرض الكتاب والتحديات التى يواجهها هذا العام فى ظل أزمة اقتصادية كبيرة ..

كيف نحافظ عليه كصناعة إلى جانب كونه وسيلة لتعزيز الوعى والمعرفة والثقافة  فكما هو معروف أن له دورا كبيرا فى تنشيط الاقتصاد وتحقيق عوائد مع حركة البيع والشراء ولا شك أن الظروف الحالية سوف تؤثر على حجم المبيعات وهى أزمة يصعب تفاديها إلا بجهود مشتركة بين صناع الكتاب والدولة ..

فالدولة مسئولة عن حماية تلك الصناعة بالسيطرة على عمليات تزوير الكتب وحماية الملكية الفكرية إضافة إلى تقديم الدعم المناسب للسيطرة على أسعار الكتب ...

فالكتاب هو أحد قوانا الناعمة وربما كان هو الأهم وماتبقى لنا منها  والحق أن إقبال الأسر على المعرض هذا العام ربما يساهم فى تخطى الأزمة نسبيا لو اشترت كل واحدة ولو كتابا واحدا وذلك حتى لا تختفى الكتب عن الأرفف ولا تصبح رائحة الكتب مجرد ذكريات .