بحضور قيادات قنا ورجال الدين الإسلامي..

أقباط نجع حمادي يحيون قداس الأربعين لأقدم أساقفة الصعيد

 نياحة الانبا كيرلس
نياحة الانبا كيرلس

نظم أقباط نجع حمادي، اليوم السبت، قداس الأربعين، على نياحة الأنبا كيرلس، أقدم أساقفة الصعيد؛ بحضور اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، والدكتور حازم عمر، نائب محافظة قنا، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ورجال الدين الإسلامي، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية.

اقرأ أيضا| «قنا» تواجه جشع التجار ..بمبادرات توفير السلع الأساسية للمواطنين

وأشار محافظ قنا، أن المحافظة فقدت قيمة وقامة دينية ووطنية عظيمة، خاصة أن الفقيد الراحل لعب دورا هاما في النهوض بالكنيسة الأرثوذكسية بنجع حمادي والمشاركة المجتمعية، وكان دمث الخلق وله مواقف حكيمة ينحاز فيها للوطن، لافتا إلى أننا جميعا شركاء في الوطن تجمعنا رسالة السماء والتعاليم المقدسة والتي تدعو إلى الإيمان والسلام والإحسان والمحبة إلى بعضنا البعض نتشارك سويا الأفراح والأحزان كنسيج واحد.

وكانت مطرانية نجع حمادي للأقباط الأرثوذكس، نياحة الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي وتوابعها «فرشوط وأبو تشت وبهجورة والوقف»، وأقدم أساقفة الصعيد بعد صراع مع المرض، ودقت الكنائس النغمة الحزينة، وتوافد الآلاف لإلغاء نظرة الوداع.

كان للأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي، مواقف كبيرة لا تنسى في ذاكرة أبناء الصعيد، فبصفته نائبا لبيت العائلة بنجع حمادي، نظم مؤتمرا بنجع حمادي؛ للتنديد بالعنف ونبذ الكراهية، ووقف ضد الإساءة للرسول محمد صل الله عليه وسلم، بعد واقعة نشر مجلة دنماركية لرسوم مسيئة للرسول محمد (ص).

كما كان للأنبا كيرلس، مواقف عدة ضد حالات الخطف التي كانت تستهدف الأقباط بعد 25 يناير 2011، ووأد الفتنة في مشاكل قبل تفاقمها.

تولى نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس مسؤولية أسقف نجع حمادي وتوابعها منذ ما يقرب من 45 عاما، شهد خلالها فترة رعاية البابا شنودة الثالث، ومن بعده البابا تواضروس الثاني، كما عاصر 5 رؤساء للجمهورية، وتعامل مع عدد من المحافظين.

ولد الأنبا كيرلس، والذي كان اسمه الحقيقي، شكري رزق حنين في مركز منفلوط التابعة لمحافظة أسيوط، في 24 من سبتمبر عام 1948، وأنهى دراسته الجامعية بالحصول على بكالوريوس التجارة في جامعة أسيوط، انتقل إلى خدمة الكنيسة في مركز أبو تيج، والتحق بعدها بدير الأنبا بولا في الصحراء الشرقية، التابع لمحافظة البحر الأحمر.

عين ناظرا للدير وهو علماني، قبل أن يلتحق بسلك الرهبنة، حتى جاء يوم 17من أكتوبر عام 1973 حين قرر أن ينذر حياته للرهبنة وتعاليمها ويلتحق بالدير كراهب باسم أنطونيوس الأنبا بولا.

ظل الراهب أنطونيوس يخدم ديره ويتعبد لمدة عامين، حتى 26 من ديسمبر 1975، حين تم سيامته قمصا، وعين وكيلا لدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، وأظهر القمص أنطونيوس كفاءة عالية في الإدارة وتحمل المسؤولية، رغم سنه الصغيرة، ما جعل قداسة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنسية الأرثوذوكسية المصرية حينها، يقرر سيامة الراهب القمص أنطونيوس الأنبا بولا، في 29 من مايو 1977 الذي صار اسمه بعدها الأنبا كيرلس، أسقفا لإبرلشية نجع حمادي وفرشوط وأبو تشت وتوابعها، الذي كان عمره وقتها 29 عاما.

حظى الأنبا كيرلس، بعلاقات طيبة مع القيادات التنفيذية والشعبية، واهتم بإعمار دير الأنبا بضابا، وزراعة الأرض التابعة له، وتطوير كنيسة مار يوحنا الحبيب، وبناء كنيسة العذراء مريم بمدينة نجع حمادي، كما أولى اهتماما بكنائس القرى وخدمة شعبها.

وشيع الآلاف جثمانه، ونعته جميع الدوائر التنفيذية والشعبية، ورجال الأزهر الشريف والأوقاف.