عضو مجمع الخالدين: لفظ «روبوت» من الألفاظ الدخيلة على اللغة العربية المعاصرة

 أ.د.محمد العبد
أ.د.محمد العبد

رد مجمع اللغة العربية عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" على بعض التساؤلات الخاصة باستخدام كلمة "روبوت" وجمعها روبوتات في النصوص العربية الصحفية، وإذا ما كانت ممنوعة من الصرف أو يجوز صرفها، خصوصًا في حالة الجمع.
وبدوره أجاب د. محمد العبد (عضو المجمع) قائلًا: اللفظ "روبوت" (ويُكتب أيضًا: ربوط، وروبوط) Robot من الألفاظ الدخيلة في العربية المعاصرة، يرجع هذا اللفظ إلى اللغة التشيكية التي عرفت هذا اللفظ في عام 1920م، وهو Robota، بمعنى السخرة أو العمل الشاق أو العمل القسري، ومن التشيكية انتقل هذا اللفظ إلى لغات العالم المختلفة؛ كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية وغيرها. 
و"الروبوت" آلة متحركة مزوَّدة بنظام حاسوبي يساعد على القيام بأعمال مبرمجة من قبل. وقد تطورت صناعة الروبوتات وتصاميمها ونظم تشغيلها تطورًا كبيرًا، دلَّ عليه ظهور مصطلح "الروبوتيةRobotics " أو "علم الروبوت" أو "علم الإنسان الآلي"، وهو مجال التخصصات المتداخلة الذي يجمع علوم الحاسب الآلي والهندسة التطبيقية ويدمج بينها لخدمة تصميم الروبوتات وبنائها واستخدامها في مجالات وأغراض مختلفة. 
  فضلًا عن ذلك اللفظ الدخيل "روبوت" قدَّمت العربية المعاصرة مكافئات عربية عدة، من أشهرها التركيبان الوصفيان: الإنسان الآلي (الأشيع) والرجل الآلي (الأقل شيوعًا)، كما قدمت المنحوتين "الإنسآلة" (منحوت: الإنسان الآلي)، و"الجسمآلة" (منحوت: الجسم الآلي؛ وذلك أنَّ "الروبوت" ذو بنية تشبه جسم الإنسان).
وبناء على ما سبق أرى أنه لا بأس من استعمال اللفظ الدخيل «روبوت» وجمعه «روبوتات»، بالإضافة إلى استعمال المكافئ العربي له "إنسان آلي"؛ والسبب في ذلك أن لفظ "روبوت" كثير الاستعمال في العربية المعاصرة، وهو لفظ دخيل يجوز استعماله مثل غيره من الألفاظ الدخيلة الأخرى، هذا فضلا عن كون "روبوت" اللفظ الذي عرفت به تلك الآلة في سائر لغات العالم الحية المعاصرة.

أما من حيث جمع لفظ "روبوت" فإنه يُجمع بالألف والتاء "روبوتات"؛ لأنه مفرد مذكر غير عاقل، كإسطبل وإسطبلات، أما من حيث المنع من الصرف وهو في حال العَلَم لا يكون إلا للعَلَم المفرد مع علة من عِلَل ستة، وإذا خرج العَلَم المفرد إلى التثنية أو إلى الجمع فقد العلمية وعُومل معاملة المثنى والجمع- فكلمة "روبوت" تُمنع من الصرف للعلمية والعُجْمَة، أما جمعها فيُعامل على أنه جمع مؤنث سالم، ولا علاقة للجمع بالممنوع من الصرف إلا في صيغة منتهى الجموع.
 وربما صحَّ أن يُوقَفَ بالسكون على المفرد والجمع في كل المواقع الإعرابية؛ تيسيرًا للنطق.
اقرأ أيضا | الضويني: الأزهر يثمن كافة الجهود المحققة للنفع لمصرنا ولعالمنا العربي والإسلامي