مجرد فكرة

حيز ديمقراطى للتنمية

محمود سالم
محمود سالم

 هناك علاقة وثيقة بين النظام الديمقراطى وتحقيق التنمية الاقتصادية، وأن الديمقراطية تؤدى إلى إحداث النمو الاقتصادى ولكن النمو الاقتصادى لا يؤدى إلى تحقيق الديمقراطية..

هكذا قال الدكتور جيمس روبنسون الأستاذ بكلية هاريس للسياسات العامة وقسم العلوم السياسية لجامعة شيكاغوفى محاضرة ألقاها بالمركز المصرى للدراسات الاقتصادية الثلاثاء الماضى بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين فى الشئون الاقتصادية والمالية مثل د.أحمد جلال وزير المالية الأسبق ود.عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذى ومدير البحوث للمركز المصري. أدار اللقاء عمر مهنا رئيس مجلس إدارة المركز.

استعرض روبنسون فى محاضرته عددا من التجارب الدولية الناجحة التى أدت فيها الديموقراطية إلى تحقيق مكاسب اقتصادية، مثل رواندا وبتسوانا والتى تمكنت من تطبيق السياسات الحديثة وتمكين المؤسسات.

 وأشار أيضا إلى تجارب تحول المملكة المتحدة البريطانية عام 1832 إلى النظام الديموقراطى والذى بدأ بإجراء انتخابات على نطاق ضيق ثم تحول النظام السياسى إلى النظام الديمقراطي، مؤكدا أن النظام الديمقراطى هو الأفضل حيث يحدث التوازن بين القوى فى المجتمع، لافتا إلى أن النظم الاستبدادية تعمل لصالح مجموعات بعينها، ضاربا المثل بالنموذج الصينى والذى يعمل لصالح الأشخاص المنتمين إلى الحزب الشيوعى.

 وقال إن هناك مخاوف من التغيير وخوف بعض المجتمعات من التحول للنظم الديمقراطية، ولكن التجارب أثبتت أن الديمقراطية تؤدى لمكاسب أكبر لجميع الفئات وتحقيق النمو الاقتصادى، فى حين أن المؤسسات الاستبدادية ليس لديهم القدرة على المحاسبة ويعانون من مشكلات اقتصادية، ولفت إلى ضرورة عمل الدول على إصلاح المؤسسات والسياسات لصالح المجتمع، ولكن إذا كانت الديموقراطية مرحلة انتقالية فيصعب استمرارها ضاربا المثل بتجربة السودان.

 وتحدث روبنسون عن التوازن بين القوى فى النظم المختلفة وكيف تؤدى الديمقراطية إلى تحقيق هذا التوازن، مثلما حدث عند تغيير آليات جمع القطن فى أمريكا بعد الثورة الصناعية فى فترة ما بين عام 1940 1950، حيث تم استبدال عمال الجمع بالآلات الحديثة، وكانت هذه العمالة من الطبقة السوداء وحدثت حملات للدعوة إلى إعادة توزيع العمالة فى المؤسسات والمطالبة بالحقوق المدنية وحقوق الإنسان، وقد حدث التحول بالفعل فى فترة الستينات وحصل العمال على حقوقهم وكان لذلك آثار اجتماعية كبيرة على جميع الطبقات، وأشار أيضا إلى تجربة الثورة الخضراء فى الهند والتى نتج عنها زيادة إنتاجية المحاصيل وعدم استمرار مالكى الأراضى الزراعية فى التحكم فى زراعة المحاصيل، وهناك علاقة وثيقة بين هذا الأمر وانهيار حزب الكونجرس فى الهند.

 وأنهى حديثه بأنه دائما يوجد طرق لإحداث التوازن بين القوى المختلفة وصولا إلى الديمقراطية والتى يكون لها تأثير على تحقيق الرفاهية للشعوب وتوفير الخدمات والسلع والقدرة على المساءلة والمحاسبة، وتحقيق النمو الاقتصادى.