أما قبل

عودة.. عزيز صدقى!

داليا جمال
داليا جمال

فى عام ٢٠١٦ عندما تعرض أطفال مصر لأزمة نقص واختفاء ألبان الأطفال من السوق المصرى، واجهت الدولة المصرية هذه الازمة وتغلبت عليها من خلال إنتاج مصنع ألبان أطفال شركة «لاكتو مصر»، الذى قامت بينه وبين القوات المسلحة شراكة، لإنتاج ألبان الأطفال وتخصيص المنتج كاملا للسوق المصرى، وأثناء جائحة كورونا تمكنت الحكومة المصرية من توفير جميع الأدوية اللازمة لمواجهة الجائحة، من خلال شركة « أكديما» الملقبة بذراع الدولة القوية، والتى قامت من خلال شركاتها المختلفة من تغطية احتياجات وزارة الصحة والسوق المصرى بالكامل من الدواء اللازم والأمصال، دون الحاجة للاستيراد من الخارج، ووفرت للدولة مليارات الجنيهات.

وهو نفس الفكر والتوجه الذى تبناه المهندس عزيز صدقى أبو الصناعة المصرية، وأول وزير صناعة، والذى تبنى فكرة توفير كل ما يحتاجه اهل مصر من خلال انتاج مصانع مصرية، ولذلك أنشأ ١٢٠٠ مصنع غطت كل ما يحتاجه المصريون فى حياتهم، فأصبح التليفزيون فى كل البيوت هو تليمصر، والثلاجة والغسالة إيديال، والألبان من مصر للألبان، والقماش من غزل المحلة، والمنظفات من شركة كفر الزيات للزيوت والصابون، والسيارات من النصر لصناعة السيارات، والمربى من قها، والعصائر والمعلبات من ادفينا.

ومثلما استلهمت مصر فى القريب نفس التوجه الوطنى للمهندس عزيز صدقى، لمواجهة ازمة البان الاطفال والتغلب على جائحة كورونا، فإن مصر بنفس التوجه وتطبيق فكرة انتاج كل احتياجات شعبها من منتجات المصانع المصرية،  ستكون قادرة على اعادة التاريخ مرة أخرى، وتجاوز أى محنة او صعوبات، وطالما كانت هناك إرادة مصرية مخلصة لإعادة شعار صنع فى مصر، فلابد ان يوجد هناك عمل جاد وخطوات حقيقية قادرة على عودة مصر للانطلاق  مرة اخرى،  فقط يلزمنا العودة لأفكار عزيز صدقي... صاحب الفكر الوطنى الذى لايموت.