حكايات| « إعلان حرب في جيب سفير».. قصة الحرب المؤجلة بين بلدين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعود العلاقات الثنائية بين مملكة تايلاند والولايات المتحدة الأمريكية إلى عام 1818 ولطالما كانت تايلاند وأمريكا حليفتين وثيقتين وشريكتين دبلوماسيتين.

وطورت الولايات المتحدة الأمريكية وتايلاند علاقات ثنائية وثيقة بين البلدين قبل نهاية الحرب العالمية الثانية بنحو عام تحديدا  في عام 1944 والتي انتهت في 1945 بتسوية العديد من النزاعات السياسية التي خلفتها الصراعات فيما بين البلدن المتحاربة.

 

 

وتجلى التعاون في العديد من المعاهدات الثنائية، ومشاركة البلدين في أنشطة واتفاقيات الأمم المتحدة المتعددة الأطراف.

إلا انه في عام 1942 خرجت قصة تبدو مثيرة من داخل الأروقة السياسة والتي تقول بأن تايلاند كانت تنوي شن حربًا علي الولايات المتحدة الأمريكية وأنها قد أخطرتها بذلك !.

وذلك علي خلفية عدة ضغوطات سياسية علي اليابان (الحليف مع الولايات المتحدة في تلك الظروف) لعبور تايلاند إلي مالايا وميانمار (بورما سابقًا).

قصة الحرب المؤجلة

ومع تزايد الصراعات قد يتحول أقرب الحلفاء إلى أعداء، حيث أجرت اليابان محادثات سرية مع رئيس الوزراء التايلاندي بلايك فيبون سونجكرام في ذلك الحين  للحصول على إذن للعبور ضمن أراضي تايلاند.

وكانت المفاجأة بأن الحليف الأكبر لأمريكا استجاب بشكل إيجابي، لكن أفعاله اللاحقة كانت تدل على شكوكًا متعلقة بتلك العملية.

وازدادت الشكوك حول نوايا فيبون خاصة بعد بداية البريطانيون في التشكيك بمخططات اليابان، والذين أصبح لديهم اعتقاد بأنهم يجهزون للهجوم على الممتلكات في جنوب شرق آسيا، فخشي البريطانيون أن يؤسس اليابانيون قواعدًا عسكرية في تايلاند.  

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية في يناير 1942 الأسباب الكامنة وراء قرارها بعدم الرد على خيانة الحليف تايلاند قائلة إن "الولايات المتحدة لن ترفع من مقام حكومة تايلاند الحالية التي تسيطر عليها اليابان بإعلان رسمي للحرب، لكنها تعامل تايلاند كأرض محتلة". 

أما البريطانيون في هذا التوقيت صرّح أحد مسؤوليها بأن التايلانديون إما أن يكونوا أطفالا أو أن يخضعوا للسيطرة بعد الحرب 

يشار إلي أن تايلاند كانت قد اتخذت موقفًا رسميًا محايدا في البداية خلال الحرب العالمية الثانية  - والذي لم يكن موقفً مرضيًا للولايات المتحدة .

ولكن لماذا تأجلت الحرب ولماذا لم تعلن تايلاند في ذلك التوقيت أنها غادرت معسكر الولايات المتحدة؟.

وانقسمت الآراء حول تلك الرواية فالأولى تقول إن سفير تايلاند لدى الولايات المتحدة الأمريكية سيني براموت، رفض تسليم إعلان الحرب الذي أرسل إليه من قبل بلاده  إلى وزارة الخارجية الأمريكية مبديًا العديد من التحفظات.

وأنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكي حينها كورديل هل بعدم رغبته في تنفيذ المهمة (الإعلان الرسمي) وهذه الرواية هي التي صدرت عن السفير التايلاندي.  

أما الرواية الثانية فتنفي أن يكون سفير تايلاند لدي الولايات المتحدة سيني براموت قد احتفظ بإعلان الحرب في جيبه! ولم يسلمه إلى الخارجية الأمريكية، وذلك لأنه لم يرسل إليه في الأصل! معللة الأمر بأن السفير سيني براموت كان أعلن انشقاقه عن البلاد في ديسمبر عام 1941 بعد 3 أيام من دخول الجيش الياباني إلى تايلاند، ومن المستبعد أن ترسل الحكومة التيلاندية إلى سفير تخلى عن الولاء لها، برقية بإعلان الحرب ضد الولايات المتحدة  الأمريكية.  

وتفيد هذه الرواية أيضا بأن الحكومة التايلاندية تتبعت حينها الممارسات الدبلوماسية والمسار القانون الدولي وقامت بإخطار القنصل السويسري بالأمر في بانكوك ، الذي كان يمثل المصالح الأمريكية في تايلاند في ذلك الوقت.

ولاحقا تم إرسال الإخطار إلى واشنطن عبر القائم بالأعمال الأمريكي في برن بسويسرا، الذي استلمه كمذكرة من وزارة الخارجية السويسرية في 31 يناير 1942.ولم تصدر جهة رسمية عن البلدين منذ ذلك الحين تأكيدًا يفيد انحيازًا لأيًا من الروايتين.