أخبار اليوم داخل منزل «الشهيد الحي» مصطفي يسري.. رصاصات الغدر انهت حياته| صور

محررة بوابة اخبار اليوم مع  والدة الشهيد مصطفي يسري
محررة بوابة اخبار اليوم مع والدة الشهيد مصطفي يسري

شهداء عند ربهم يرزقون.. ولد فدائياً وعاش بطلاً ومات شهيداً.. وبطلنا اليوم فى عيد الشرطة .. التحق بكلية الشرطة رغم حصوله على مجموع يؤهله للالتحاق بكلية الهندسة.. الا أنه اختار مصنع الرجال لتحقيق حلمه فى الشهادة حتى نالها، أنه الشهيد الحى الرائد مصطفى يسرى عميرة،  الذي أصيب خلال فض أعتصام " رابعة العدوية " الإرهابى من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، وظل في غيبوبة طيلة 3 سنوات، وقبيل وفاته بفترة بسيطة أصيب بفيروس سى أدى إلى توقف وظائف الكلى، ليفارق الحياة شهيدا بعد غيبوبة كاملة لمده 3 سنوات لا يشعر فيها الا بالألم فقط.. ومن داخل منزله كان لبوابة أخبار اليوم هذا الحوار مع والدة الشهيد.

حول تفاصيل استشاده قالت والدة الشهيد أنه أصيب برصاصة من قناصة جماعة الإخوان الإرهابية وقتها أثناء عمله، واخترقت فكه وساقه، ووقتها كان يعمل بقوات الأمن المركزي، والإصابة أسفرت عن كسور مضاعفة بالوجه، وفقدان لأنسجة معظم أجزاء الوجه إثر تهتكها التام، ودخوله فى غيبوبة كاملة حتى اصيب بجلطات بالقلب والرئة واستشهد.

وعن تفاصيل حياته قالت والدته " عاش رجلاً ومات شهيداً ، ابني منذ دخوله لأكاديمية الشرطة وحتى بعد تخرجه منها والتحاقه بالعمل، ظل يتمنى أن ينال الشهادة، و كان دائما يحدثها عن منزلة ومكانة الشهيد عند ألله وما يناله جزاء عن ما قدم في الحياة الدنيا ،  مضيفة "ابنى لم يؤجل فرض في الصلاة، كان ملتزم فيها ولا يؤجلها عمره ما تأخر عن البيت الا في حاجات العمل، منذ صغره خلوق وبار بوالديه ،كان متفوق في دراسته في كل المراحل التعليمية، ونجح في الثانوية العامة بمجموع 98%، وصمم أن يتقدم للكلية الفنية العسكرية وكلية الشرطة، وكان له نصيب في كلية الشرطة، وكان متفوق في دراسته ومحبوب من زملاؤه لتعاونه معهم. 

اقرأ أيضا| رجال المرور يوزعون الشيكولاتة على قائدي السيارات احتفالًا بـ«عيد الشرطة»| صور

وعن حياته المهنية وكيف بدأها قالت والدته ""أول ما اشتغل كان في قطاع سلامة عبد الرؤف في الدويقة، عمل بالعمليات الخاصة اللي كان يتمناها بشدة، وكان  دفعة 2010، و دفعته خرجت على ثورة يناير ونزل وقتها في جمعة الغضب وبعدها شالوا أحداث يناير وتبعاتها.

كان فخور دائما ببدلته العسكرية، وعندما جاءت أيام الهجوم على الأقسام والشرطة رفض إنه يتخلى عن بدلته"، مضيفة: "مقلعش بدلته الميري وكان فخور بيها، ووقت يوم جمعة الغضب في التحرير اتصاب بطوبة في راسه ورغم ذلك كمل وقضى هذا اليوم بره القطاع".

وبالنسبة لأعماله الإنسانية أضافت " "كان كل مكان بيروح فيه كان بيجيب مصاحف ومصليات ومكنتش أعرف الموضوع ده طبعا، وكان حسن التعامل مع الناس، وعلى المستوى الإنساني والعائلي فالشهيد كان بار جدا ومكنش يحمل أذى أو طغينة أو كره تجاه أحد"، وتضيف والدة الشهيد: "وكان دائما مبتسم في وجه أي أحد".

وقالت الأم إن الشهيد عمل أشياء على المستوى الإنساني "مفيش أي شاب في العائلة قام بها، محدش عمل اللي مصطفى عمله"، مضيفة أنه ذهب للعمرة قبل الحادثة بشهرين و"اللي كانوا متواجدين معاه في العمرة عندما نزلوا وشافوني في المطار قالولي: "مصطفى كان خدام العمرة ومكنش بيسيب حد  إلا لما بيخدمه"وحرص الشهيد دائما على صلة الرحم في زيارة أي مريض أو محتاج و"معرفتش كل ده إلا بعدين"، وقالت: "أول ما تخرج، أول راتب شهري له وزعه على نساء العائلة.

وعن تفاصيل الساعات الأخيرة قبل اصابته أوضحت والدته " فى صباح يوم الجمعة 15 أغسطس نزل للقطاع صباحًا مع إحساسه بحدوث شيء ما .. وقبيل صلاة الجمعة، وضع على صفحته – بالفيس بوك – صورة الشهيد محمد جودة، وبجوارها وضع برواز فاضي عليه شريط أسود وكتب مستني دوري وبعد صلاة الجمعة، كان من المقرر نزول مدرعات الشرطة لتأمين قسم حلوان، وفي هذا اليوم، تفاقمت الأزمة، ومع تأخير المدرعات صمم أن يتحرك في سيارة شرطة مكشوفة، وعلى طريق الأوتوستراد عند المعصرة، كان هناك كمين للشرطة أعلى إحدى العمارات وبمجرد ظهور سيارة الشرطة، وبها مصطفى وأربعة آخرين، أطلقوا عليهم رصاص كثيف، فأصيب البطل مصطفى بثلاثة رصاصات في الفك والبطن وفى قدمه، واستمروا في التعامل حتى وصول المدرعات وقاموا بتصفيتهم". 

ووجهة والدة الشهيد رسالة لزملاء الراحل قائلة " لن ننسى البطل الشهيد مصطفى وجميع الشهداء أيضا وأقوم بالدعاء للجميع بالرحمة والمغفرة لمن اشتشهد منهم ،واتمني التوفيق والحفظ لكل زملائه في العمل و حفظ الله شقيقه الأصغر ضابط الأمن المركزى، وحفظ مصر والمصريين من كل سوء لان مصر الأن في رقبتهم، و جميع الشهداء ضحوا بحياتهم من أجل مصر والمصريين ووقفوا امام هؤلاء القتلة الإرهابيين وستظل مصر بلد الأمن والأمان ولن يستطيع أحد أن يقترب من مصر لأنها بها رجال وشهداء جاهزون للتضحية بحياتهم".

وقالت والدته " الشهيد لم يكن متزوجاً ، و كان خاطب قبل أصابته بيوم، فقامت خطيبته بشراء الشبكة وجابتها المستشفى، وكنا بنتمنى أنه يقوم بالسلامة، لكن ربنا اختاره يكون عريسا فى الجنة"، وقبل دخول مصطفى فى غيبوبة، زاره قائده فى المستشفى، فقال له مصطفى "أنا آسف يا فندم لأنى اتصبت"، رد عليه: "إنت إيه ذنبك ربنا يشفيك وترجع لنا بالسلامة".

وحول دور وزارة الداخلية في دعمهم قالت " لم تقصر فى رعاية ابنى يوم حيث قامت بتقديم رعاية كاملة ونقل بواسطة طائرة طبية خاصة فى 2 سبتمبر 2013 إلى مستشفى "جينوليه" بسويسرا، ومنها بطائرة طبية خاصة إلى مستشفى "ميديكال بارك" بألمانيا فى أكتوبر 2013، وذلك قبل عودته إلى البلاد" .

كما أطلقوا أسم الشهيد " مصطفى يسرى أبو عميرة " على مدرسة مصر الجديدة النموذجية الإعدادية الثانوية بنات، والتي أدلى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى بصوته خلال انتخابات رئاسة الجمهورية في عام 2018.

ووجهت والدة الشهيد رسالة إلى رجال الداخلية حيث قالت " كل عام وانتم بالف خير ابطال مصر، اطال الله في اعماركم وسدد خطاكم وحفظكم الله بحفظه وعنايته حافظوا على مصر ولا تسمحوا لا احد المساس بوطننا.

كما جهت والدة الشهيد مصطفى رسالة الى الرئيس السيسى مضيفة: "ربنا يوفقك يا ريس لأن كل يوم بلدنا فى تحسن وتقدم مستمر بين دول العالم".