في عيد الشرطة.. خبراء أمن: المؤامرة على مصر ما زالت مستمرة

استعداد وجاهزية دائمة لرجال الشرطة
استعداد وجاهزية دائمة لرجال الشرطة

أعد الملف: محمد مخلوف

في عيد الشرطة الذى يحل سنويًا فى الخامس والعشرين من يناير، نستذكر مآثر البطولة والفداء وتضحية رجال بواسل وقفوا أشداء فى وجه محتلٍ غاشم وواجهوا بكل رجولة وشهامة قوات الاحتلال البريطانى فى ملحمة كبيرة دافعوا فيها عن مبنى محافظة الإسماعيلية عام 1952.
 

واليوم تتجدّد الذكرى، ومعها تتجدد التحية لأرواح شهداء تلك الملحمة وعبر السنوات، وغيرهم ممن بذلوا أرواحهم فى سبيل الوطن، لتحيا مصر ويحيا شعبها، والآن وبعد أن هدأت عواصف الشر واستقرت أوضاع البلاد، وقطعنا شوطًا فى بناء جموريتنا الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، يتجلى سؤال مهم: هل مصر لا تزال تتعرض لمؤامرة؟
 

هذا السؤال يجيب عنه عدد من خبراء الأمن، كما يتطرق آخرون إلى الجهود التى تبذلها وزارة الداخلية فى سبيل تقديم الخدمات بسهولة ويسر للمواطنين، إضافة إلى الدور الإنسانى الخاص بتوفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة بما يرفع المعاناة عن كاهل المواطنين.
 

كما نلقى الضوء على الطفرة الكبيرة التى شهدها جهاز الشرطة، بعد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى كافة قطاعات الداخلية، ونختتم الملف بنشر كواليس التصريحات المهمة التى أدلى بها وزير الداخلية الأسبق، اللواء منصور العيسوي، فى الحوار الذى اختص به «آخرساعة» قبل وفاته.

على مر التاريخ، نجد أن أعداء الوطن لا يريدون الخير لمصر، ومسلسل استهداف الدولة عرض مستمر.. قد تختلف طرق وأساليب أهل الشر لكن هدفهم واحد، وخير دليل ما حدث فى يناير 2011 من مؤامرة كبرى قادها تنظيم الإخوان الإرهابى لاستغلال الأحداث بهدف إسقاط مؤسسات الدولة، بدأت باستهداف مقار الشرطة واقتحام السجون لإثارة الفوضى فى البلاد، وبعدها إسقاط باقى المؤسسات وعلى رأسها الجيش والقضاء، لكن العناية الإلهية ووعى الشعب أنقذ الوطن، وسيظل 25 يناير يوماً للتضحية والفداء يحتفل فيه المصريون بعيد الشرطة.. "آخرساعة"، سألت عددًا من خبراء الأمن بشأن المؤامرة ضد مصر وهل لا تزال مستمرة؟!

مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاعى الإعلام والعلاقات وحقوق الإنسان، اللواء خالد حمدي، يقول: العناية الإلهية والجيش المصرى أنقذا مصر من المؤامرة التى كانت تهدف لإسقاط الوطن فى يناير 2011، والمؤامرة لا تزال مستمرة من أعداء الوطن ضد مصر والمصريين، لذا يجب أن يكون المصريون على وعى ودراية بذلك، حيث يلجأ الخونة لأسلوب نشر الشائعات والأكاذيب بهدف زعزعة الاستقرار وإثارة البلبلة، وهنا أؤكد أن 25 يناير هو عيد الشرطة ولو كره الكارهون، لأن فى ذلك اليوم عام 1952 كانت هناك ملحمة فيها بطولة وفداء وتضحية ووطنية عالية، نفذها رجال الشرطة المصريون أمام قوات الاحتلال البريطاني، حينما رفضوا تسليم مبنى محافظة الإسماعيلية ودافعوا عنه باستماتة، ولذا هو عيد وطنى للشرطة المصرية، لكن الخونة من تنظيم الإخوان الإرهابى وغيرهم اتفقوا مع الإنجليز على إفساد فرحة الشعب وصرف الأنظار عن البطولة، فنفذوا حريق القاهرة يوم 26 يناير 1952، وهو ما قاموا بتكراره مجددًا فى 2011، حيث اختاروا يوم عيد الشرطة لنشر الفوضى، إلى أن تعافت الشرطة عقب ثورة 30 يونيو، واستعادت مصر الاستقرار وباتت كما كانت واحة للأمن والأمان.

فيما يقول الخبير الأمني، أستاذ القانون بأكاديمية الشرطة، اللواء شوقى صلاح: "ما يؤكد نظرية المؤامرة فى أحداث يناير 2011 هو خروج سفيرة دولة عظمى فى مصر تصرح أمام أجهزة الإعلام بأن دولتها أنفقت 200 مليون دولار خلال عام 2010 فقط لتدريب جانب من الشباب المصرى على كيفية الإعداد والتحضير لتفجير ثورة على النظام الحاكم، وإسقاطه، وقد نفذوا ما تم تدريبهم عليه من فنون نشر الشائعات، وأساليب تحريك الحشود وتحويل التظاهرات السلمية لأعمال عنف وشغب وحرق وسلب ونهب.. وغيرها من الجرائم الجنائية التى يعاقب عليها القانون.

وقاد أعمال الشغب نخبة من المتآمرين الذين تدربوا خارج مصر، وطبقوا كل ما ورد فى كتاب "من الدكتاتورية للديمقراطية" لجين شارب؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة ماساتشوستس الأمريكية، ومن يطالع هذا الكتاب يجده يضع استراتيجية لهدم الدولة من الداخل على يد أبنائها من خلال فنون التحريض على التظاهر، ثم تحويل تلك التظاهرات لأعمال شغب وعنف، وفى هذه الأعمال يتم كسر شوكة الشرطة أولا، وحال تدخل الجيش لحماية الوطن فإنهم يقبلون قبولا حسنا هذا التدخل فى البداية فقط، ثم سرعان ما ينقلبون عليه ويستهدفونه أيضا، فيناصبونه العداء وتظهر محاولات لشق الصف بداخله، ونظرا لكون الجيش المصرى محترفا درس أبناؤه حروب الجيل الرابع جيدا، فقد استطاع المجلس العسكرى الذى تولى إدارة البلاد أن يقود سفينة الوطن لتصل لبر الأمان رغم كل فصول التآمر الداخلية والخارجية، ويحضرنى فى هذا المقام ما صرح به أمام الكاميرات أحد الشباب المتآمرين على الوطن، حيث علق على هتاف الجماهير "الجيش والشعب إيد واحدة" بقوله "سنقطع هذه اليد"، وبعد أن تمت محاكمته أمام قاضيه الطبيعى وحُكم عليه بخمس سنوات حبسًا، تعالت أصوات مسئولين من عدة دول غربية مطالبين بمنحه عفوا رئاسيا باعتباره سجين رأي، بل ومنحوه جنسية أجنبية، كيف هذا وقد جاهر بالتحريض على أعمال العنف والشغب وشارك فيها ميدانيا.

ويشير اللواء صلاح إلى ثورة التصحيح التى حدثت فى 30 يونيو 2013، حيث خرج بعد سنة واحدة من حكم الإخوان أكثر من 30 مليون مصرى مطالبين الرئيس بالتنحى لفشله سياسيا، كما شهدت البلاد استخدام الإخوان وأتباعهم أقصى درجات العنف تجاه المتظاهرين ضدهم، وقد أحدثوا استقطابا سياسيا واسع النطاق بين أبناء الشعب، كاد يأخذ البلاد لحرب أهلية، لذا استجاب الجيش ثانية لنداء الشعب بإنهاء حكم تنظيم الإخوان، وقد أمهل الجيش القيادة السياسية أكثر من فرصة لتصحيح المسار، وبعد أن أصبحت المواجهات فى الشارع بين الثوار والعناصر الإخوانية وأتباعهم دامية، مع التزام الشرطة الحياد السياسى فى هذا الصراع، وكان دورها منع الصدامات الدامية، وهنا حسم الجيش الأمر حقنا لدماء الشعب ومنعًا لحرب أهلية بدت إرهاصاتها على أرض الواقع واندلعت على إثرها موجة عاتية من الجرائم الإرهابية ارتكبتها العناصر الإخوانية وأتباعهم، وخاضت الشرطة ومعها جيش مصر الباسل معارك ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة من قوى أجنبية، حيث خابت جهودهم التآمرية التى قاموا بها لوصول الإخوان لسدة الحكم بعد أن أطاح الشعب بهم، كما أطاح بنظام الحكم فى يناير 2011 ويقينى أن نظرية المؤامرة مازالت فصولها قائمة ضد مصر، ولكن الحرب الآن اقتصادية، نحتاج لمواجهتها إلى رفع الوعى الشعبي.

من جانبه، يوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، الخبير الأمني، اللواء رأفت الشرقاوي، أن المؤامرة ضد الشرطة مازالت مستمرة، فعلى الرغم من حالة الاستقرار والأمن المتحقق حاليا منذ ثورة 30 يونيو وتولى الرئيس السيسى حكم البلاد، فإن قوى الشر تسعى بين الحين والآخر لتنفيذ عمليات مثل مهاجمة بعض الأكمنة ومنها كمين الإسكندرية الذى تعرض لهجوم مؤخرًا، والحمد لله يتم التعامل من جانب الشرطة مع مثل هذه المحاولات الدنيئة، التى تستهدف إظهار جهاز الشرطة المصرية وكأنه ضعيف، وتريد الجماعات الإرهابية من وراء هذه العمليات إثبات أنها لا تزال موجودة وفاعلة على الأرض، ولكن الشرطة تقف لهم بالمرصاد.
وتابع: المؤامرة لها أبعاد اقتصادية، حيث تسعى قوى الشر إلى التأثير سلبا فى الاقتصاد الوطني، وهى خطة بائسة، فكما نعلم أن بلداً بلا أمن لا يوجد به تنمية أو استثمارات، وخير دليل على ذلك هو ما حدث منذ 2011 وحتى 2013 التى شهدت تراجع معدلات الاستثمار فى مصر، وهو ما يسعى لتكراره أهل الشر حالياً، ولكن الشعب المصرى أصبح أكثر وعيًا وأكثر التصاقا بجيشه وشرطته وكل أجهزة الدولة.

اقرأ أيضا | بسمة وهبة: ملحمة الشرطة المصرية في 25 يناير 1952م ..«كتبت تاريخ الرجولة»