في ذكرى رحيله..

«هكذا تفاعل مع قضايا وطنه».. قراءة في مقالات ياسر رزق

ياسر رزق
ياسر رزق

بين الكواليس والتفاصيل والرؤية.. تشكلت مقالات الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق.. هذه الكلمات التي يستطيع من خلالها القارئ معرفة ما وراء الكاميرات والبيانات الرسمية.

يحتوي أرشيف ياسر رزق الصحفي على العديد من الإنفرادات الصحفية، التي وضعته في قائمة الموهوبين في عالم الكتابة.. ومن خلال «ورقة وقلم» كان لياسر رزق باعا طويلا في عالم الصحافة.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: ثورة يونيو.. والسيسي.. والأمريكان

قدم ياسر رزق خلال مسيرته الصحفية مجموعة من الأعمال الصحفية الكبيرة، وتطرق من خلال مقالاته لعدد من القضايا الهامة بالمجتمع والتي نرصد منها في التقرير التالي:

ضربة «درنة / الجفرة».. وما بعدها

وفي هذا المقال رصد ياسر رزق، كواليس ثأر الدولة المصرية من العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم الغاشم على حافلة تقل مواطنين مصريين قرب دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا في عام 2017.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: تحذيرات "السيسي" من قلب مواقع الجيش الرابع

وتناول رزق، نص الحوار الذي دار بين الرئيس عبد الفتاح السيسي،  القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق يونس المصري قائد القوات الجوية في ذلك التوقيت وكيف تم الإعداد للضربة الجوية التي نفذتها «نسور الجو» وشارك فيها 60 طائرة قتال مصرية استهدفت 15 موقعا في «درنة» شرق ليبيا ومنطقة «الجفرة» في وسط ليبيا جنوب خليج سرت، حيث توجد معاقل الإرهاب.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: محاولة للإبحار في معترك مصر والمسألة الليبية

الخامس من يونيو.. الموافق العاشر من رمضان

في يوم الإثنين 5 يونيو 2017.. أعاد ياسر رزق لذاكرة المصريين، وقائع هزيمة 1967 والتي تصادف مرور 50 عاما عليها باليوم والشهر والسنة في ذلك التوقيت.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: في مطلع الألفية الثالثة لأيام رئاسة السيسي

وكتب رزق: «لعله من تصاريف الأقدار أن تتواكب ذكرى 5 يونيو مع ذكرى 10 رمضان في يوم واحد هذا العام بالذات، لندرك أن الإحساس بالهزيمة أو النصر، لا يرتبط بيوم بعينه ولا بمناسبة تاريخية، إنما هو حالة بيد الإنسان يراودها وتراوده، ويسمح لها أو لا يسمح بأن تلازمه، حسبما شاءت إرادته وهمته، وحسبما كانت درجة ثقته بنفسه وإيمانه بوطنه».

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: مكان البسطاء.. في الجمهورية الثانية 

وأكد على أن آباؤنا من جيل أكتوبر أصحاب نصر العاشر من رمضان هم الذين استردوا لمصر العظيمة كرامتها.. ومسئولية هذا الجيل أن يجعل من مصر العظيمة بلداً عظمى.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: نظرة وسط ضباب الأزمة..!

معنى أن يرفق ويحنو

في بيان الأول من يوليو 2013 ، سطر السيسي العبارة التي رددها في مجالسه الخاصة كثيراً، وسمعتها الجماهير في هذا اليوم لأول مرة: «إن هذا الشعب الكريم لم يجد من يرفق به أو يحنو عليه».

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: ومـا بدلــوا تبديــلا

وجدت الجماهير ذلك الرجل، يوم الثالث من يوليو 2013، وتأكدت يوم السادس والعشرين من يوليو، واستدعته ليقود البلاد وهى تتطلع إليه كرجل الأقدار الذي ظلت تنتظره عقوداً طوالاً.

لكن عبارة «من يرفق ويحنو»، تحولت إلى سلاح في يد أعداء الشعب من الإخوان وحلفائهم الذين ساءتهم تلك الرابطة الفريدة التي جمعت السيسي بالجماهير، فأخذوا يتحينون كل مناسبة، للنيل منها، وتصوير الإنجاز على أنه سراب، والإصلاح على أنه عقاب.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: التحـرير الثاني

وصارت العبارة مادة يلوكها الذين عاشوا يحتقرون الجماهير ويستذلون الكادحين، فحاولوا أن يقطعوا الطريق على كل بادرة تعطى معنى الرفق والتكافل الوطني، وحسبوا أن الحنو على الشعب يمكن تطويعه ليصبح تهاوناً في حق الشعب ومال الدولة.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: اجتثاث الإخوان..!

على النقيض.. كان هناك من يظن أن بيد السيسي المستحيلات الثلاثة عصا موسى وخاتم سليمان ومصباح علاء الدين، فيقدر في طرفة عين أن يغير الأوضاع ويبدل الأحوال.

وكتب رزق في مقاله: «ربما لا يعلم كثيرون أن السيسى كان المحرك وراء قرارين لإصلاح حال الطبقات المتوسطة ودون المتوسطة والفقيرة، قبل توليه منصبه.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: القرار السياسي.. في جمهورية السيسي

القرار الأول صدر في سبتمبر عام 2013، وهو رفع الحد الأدنى للأجور من 700 جنيه إلى 1200 جنيه وكان حينئذ نائباً أول لرئيس الوزراء ووزيراً للدفاع.. وأذكر في ذلك الوقت، أن وزيراً بارزاً التقيت به بعد ساعات من القرار، وكان يستهول قيمة الزيادة، وأسرَّ لي بأن القرار لم يكن ليصدر، لولا إصرار الفريق أول السيسي.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: في ذمة التاريخ

أما القرار الثاني فقد صدر في مارس 2014، وكان يمكن أن يرجأ لحين إجراء الانتخابات الرئاسية التي كان متوقعاً أن يفوز بها السيسى باكتساح، وكان يتعلق بزيادة معاش الضمان الاجتماعي بنسبة 50 بالمائة».

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: الأيدي غير المكتوفة..! 

المكاسب المصرية فى لقاء النهر بمنتجع «مونيو تو»

من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين وألمانيا وفرنسا وروسيا وغيرها.. كانت جهود القيادة السياسية لإعادة مصر إلى دورها الريادي حاضرة في مقالات ياسر رزق.. وبالتوازي لم تكن مساعي الرئيس السيسي لاستعادة وتدعيم العلاقات «المصرية – الأفريقية» غائبة عن «ورقة وقلم» ياسر رزق التي رصد خلالها كواليس 450 دقيقة أمضاها الرئيس عبدالفتاح السيسى في أوغندا للمشاركة في أول قمة لدول حوض النيل العشر التي عقدت في أوغندا خلال يونيو 2017 بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.

في هذه السطور رصد «رزق» 4 أسباب رئيسية كانت وراء تلبية الرئيس السيسي لدعوة الرئيس موسيفينى للمشاركة في القمة، بحسب مصدر مصري رفيع المستوى.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: رأس حربة القوة المصرية

«يوليو» المفتـرى عليها.. و«يونيو» التي يكيدون لها

رصد للتاريخ ومقارنة بالحاضر.. خلطة سحرية نجح من خلالها ياسر رزق في الربط بين ثورة 23 يوليو التي نزل خلالها الجيش من أجل الشعب، فأيدته الجماهير.. و 25 يناير.. التي نزل خلال الشباب من أجل التغيير، واستجاب لهم الجيش.. وأيضا 30 يونيو.. التي نزل خلالها الشعب من أجل الوطن، وسانده الجيش.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: «الحرم الرابع».. مشروع التجلِّي الأعظم

هذه الثورات الثلاث التي كان لها نفس الأهداف الثلاثة الرئيسية: «العيش.. الحرية.. العدالة الاجتماعية» وهى الغاية من ثورات الشعوب في كل مكان..  رغم اختلاف الترتيب أحيانا.. فقد تسبق «الحرية»، «العيش» في بعض الثورات، لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. وغالباً يأتي «العيش» في الصدارة، لأنه بدون الخبز لا يستطيع الإنسان أن يحيا.

وأكد «رزق» على أن أعظم الدروس المستفادة من ثوراتنا الثلاث، 23 يوليو و25 يناير و30 يونيو.. تلك العلاقة الفريدة بين هذا الشعب وجيشه، فلولاها ما نجحت هذه الثورات المجيدة.. ولكان التاريخ غير التاريخ ولولاها لصار المستقبل رهناً بتقلبات المجهول!

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: تأملات في مسألة المخالفات..! 

تصورات وحقائق عن أحوال البلد

«لست أقول إن كل شيء على ما يرام.. الرئيس نفسه يقول: ليس كل شيء تماماً».. في هذا المقال يؤكد ياسر رزق على أن الشعب المصري قطع على دروب العمران وإصلاح الاقتصاد والتمدد الدبلوماسي ومكافحة الإرهاب خطوات أوسع بكثير مما خطونا على طريق نضج الحياة السياسية والحزبية.

ويرى أن مشكلة الغلاء هى غشاوة تعوق الرؤية الصحيحة عن قطاعات جماهيرية لحقيقة ما يجرى على أرض مصر.. ويرصد المشكلة المتمثلة في أن البعض كان يريد جني ثمار قبل بذر البذور، وأن البعض ما زال يريد حصاداً قبل أوان النضج.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: تغييب الوعي.. والاتجار في اليأس

سيناء .. معركة التنمية والتطهير لردع الأطماع

لم تكن معركة تنمية وتطهير سيناء غائبة عن مقالات ياسر رزق «ابن الإسماعيلية».. الذي رصد بعينه مرارة النكسة والتهجير في 1967 وحلاوة النصر في 1973 والملحمة التي تقودها الدولة بقواتها المسلحة وشرطتها الباسلة في بتر أذرع الإرهاب ونشر بذور التنمية في هذه الأرض الغالية.

رصد «رزق» في سلسلة مقالات جهود الدولة لاقتلاع جذور الإرهاب وافتتاح المشروعات القومية العملاقة والأنفاق التي تمثل شرايين لضخ التنمية في ربوع سيناء.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: المشير والشهيد والجريح.. وعظماء آخرون 

الجمهورية الثانية التي نريدها

في هذا المقال رصد ياسر، رزق الجمهورية الثانية التي نريدها.. وهى ليست جمهورية عهد رئاسي واحد، ولا مرحلة زمنية بعينها، إنما هى جمهورية تؤسس لرئاسات تالية، في عقود طويلة مقبلة، تلتزم بأهداف الجمهورية الثانية وتستند إلى شرعية ثورة ٣٠ يونيو.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب : التقديرات الخائبة لحكومة إسرائيل

منتدى شباب العالم.. منظمة أممية؟!

أخر أمنيات الكتاب الصحفي الراحل ياسر رزق، والتي عبر عنها في مقال حمل تاريخ 25 يناير 2022، كتب في صدارته: «أتمنى لو تحول إلى منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، تصدر قرارات لا  مجرد  توصيات، على غرار منظمة المرأة العالمية، ويكون مقرها شرم الشيخ».

أوراق كثيرة بأقلام انحازت دائما للوطن والمواطن كتبها الراحل ياسر رزق في «ورقة وقلم» لا يتسع لها مقالا ولا يمكن رصدها في موضوع واحد فهى تحتاج إلى جمعها في كتب تؤرخ للحظات عصيبة من تاريخ وطننا الحبيب.

اقرأ أيضا: ياسر رزق يكتب: نظام الحكم.. وإصلاح النظام السياسي