قال مسؤولون صحيون ، الأربعاء 18 مايو، إن عدوى زيكا الفيروسية المرتبطة بعيوب خلقية في المواليد ربما تمتد إلى أوروبا مع ارتفاع درجات الحرارة لكن الخطورة محدودة.
وقال مكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم أوروبا في أول تقييم للخطر الذي يشكله الفيروس في المنطقة إن درجة الخطر تتراوح بين ضعيفة ومتوسطة.
وأضاف أن الخطر يكون في أعلى مستوياته في الأماكن الصالحة لنمو بعوض الزاعجة المصرية خاصة في جزيرة ماديرا والساحل الشمالي الشرقي للبحر الأسود.
وقالت المديرة الإقليمية للمنظمة في أوروبا سوزانا جاكاب "هناك خطر لانتشار عدوى زيكا الفيروسية في إقليم أوروبا، ويتفاوت مستوى الخطر من دولة لأخرى."
وأضافت "ندعو خصوصا الدول الأكثر تعرضا للخطر لتعزيز قدراتها الوطنية وجعل الأولوية لأنشطة مكافحة تفشي زيكا بشكل واسع".
ويشمل مكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم أوروبا 53 دولة يقطنها ما يقرب من 900 مليون نسمة. وتمتد الدول من المحيط المتجمد الشمالي شمالا إلى البحر المتوسط في الجنوب ومن المحيط الأطلسي في الغرب إلى المحيط الهادي شرقا.
وكان التفشي الشرس لفيروس زيكا بدءا من البرازيل أثار قلقا عالميا. وارتبط الفيروس بآلاف الحالات من صغر حجم الرأس لمواليد أصيبت أمهاتهم بعدوى زيكا أثناء الحمل.
وأكدت المنظمة وجود توافق علمي كبير على أن زيكا ربما يسبب مرضا عصبيا نادرا يعرف باسم متلازمة جيلان-باريه ويؤدي لشلل مؤقت للبالغين.
وأعلن مقر المنظمة في جنيف في فبراير شباط أن فيروس زيكا يشكل تهديدا للصحة في العالم محذرا من "استفحاله" في الأمريكتين.
وقال مكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم أوروبا إنه إذا لم تتخذ إجراءات لتخفيف مستوى الخطر فإن وجود الزاعجة المصرية التي يمكن أن تحمل الفيروس يعني أن احتمال انتقال عدوى الزيكا محليا في 18 دولة في الإقليم متوسط.
وذكر تقييم المكتب أن 36 دولة أخرى تتفاوت مستويات الخطر فيها بين ضعيف للغاية وضعيف وشبه منعدم. فهذا النوع من البعوض ليس موجودا في تلك البلاد والمناخ بها ليس مناسبا لوجوده ونموه.
وأضاف أن الدول المعرضة لمستويات عالية ومتوسطة من خطر انتشار زيكا عليها تحسين إجراءات المكافحة لمنع انتشار البعوض والحد من كثافته إضافة إلى تزويد العاملين في المجال الصحي بالوسائل اللازمة لرصد الحالات مبكرا والإبلاغ عنها ومساعدة المعرضين للخطر - وخصوصا السيدات الحوامل على حماية أنفسهن من العدوى.
واشتمل تحليل المخاطر الذي أجراه المكتب على عوامل كثيرة من بينها وجود البعوض الناقل لفيروس زيكا والمناخ الملائم للبعوض والتاريخ السابق لانتقال حمى الدنج والانتقال بحرا أو جوا والكثافة السكانية ومستوى التمدن.
كما تضمن التحليل قدرة الدولة على احتواء انتقال الفيروس في مرحلة مبكرة اعتمادا على أربعة عناصر هي مكافحة الحشرة الناقلة للفيروس والمراقبة السريرية وإمكانيات المختبرات ومستوى الاتصالات في حالات الخطر الطارئة.
ومن المقرر أن يعقد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية اجتماعا لخبراء الصحة الأوروبيين في البرتغال في الفترة من 22 إلى 24 يونيو للبحث بصورة أوسع في خطر زيكا.